أفغانستان: قوات التحالف والمتمردون يستعدون للقتال خلال الشتاء

الثلوج تصعب على مقاتلي طالبان التسلل عبر الجبال

TT

خلال الأعوام الأخيرة، كانت أول قطعة ثلج تسقط على قمم الجبال الوعرة في أفغانستان تبشر بتراجع موسمي في القتال بين المتمردين والقوات الغربية التي أطاحت حركة طالبان في عام 2001. ولكن يبدو أن الشتاء الحالي له طابع مختلف، فعلى الرغم من الثلوج المنتشرة في المناطق المختلف، أكد كلا الطرفين أنهما يخططان للاستمرار في القتال، وكل يقول أن الظروف المناخية الصعبة في صالحه أكثر من خصمه. يقول العميد الكندي ريتشارد بلانتشت، المتحدث الرئيس باسم قوات المساعدة الأمنية الدولية التابعة لـ«الناتو»: «سنتعقبهم، ونلاحقهم عن كثب، مهما كانت الظروف، هم يعلمون ذلك». وقد فصّل ذلك القائد الأميركي الأعلى في أفغانستان الجنرال ديفيد ماك كيرنان في كلمة له من واشنطن يوم الثلاثاء الماضي.

وفي المقابل، يؤكد المسلحون أنهم أكثر من مستعدين، حيث أشار قائد ميداني في حركة طالبان في قندهار إلى أن طقس الشتاء سيكون له تأثير ضعيف على خيارات القتال المتاحة أمامهم، مثل الهجمات الإرهابية وزرع القنابل على جوانب الطرقات، والتي يطلق علها أدوات التفجير الارتجالية. وأضاف في مكالمة تليفونية من مكان لم يكشف عنه: «لدينا كل أدوات التفجير الارتجالية التي نحتاج وهي في وضعية استعداد، مخزنة في أماكن لا يستطيعون العثور عليها، ولدينا الكثير والكثير من الاستشهاديين ينتظرون»، في إشارة إلى التفجيرات الانتحارية التي تحدث في أفغانستان بصورة يومية تقريبا. وفي الوقت الذي تنخفض فيه درجات الحرارة في البلاد، يضع كل طرف في طقس الشتاء في نظرته التكتيكية. ويقول واضعو الإستراتيجيات الغربيون إن الثلوج والبرد الشديد يجعلان من الصعب على مقاتلي طالبان استخدام طرق التسلل عبر الجبال الشاهقة بين أفغانستان وباكستان. وكان تدفق المتمردين من منطقة القبائل الباكستانية معاملا هاما في المعارك خلال الأشهر الأخيرة، خاصة في شرق أفغانستان، حيث توجد معظم القوات الأميركية التي تبلغ أكثر من 30.000 فرد. ولكن، إذا كان عواصف الشتاء تعيق من حركة المسلحين، فإنها أيضا تقلل من بضع نقاط القوى الهامة لدى قوات التحالف، خاصة الضربات الجوية وعمليات الاستطلاع الجوي، وتعتمد قوات التحالف بصورة غير مسبوقة على قدراتها الجوية لتغير دفة القتال عندما يقوم المسلحون بنصب كمائن للقوات الغربية في المناطق النائية. ودون دعم جوي قريب، يمكن أن تكون هناك نتائج مختلفة للغاية للكثير من للمناوشات الصغيرة الكثيرة، خاصة وأنه أسقطت مروحية أميركية (بلاد هوك) الشهر الماضي في محافظة وردك، وهي ليست بعيدة عن العاصمة الأفغانية كابل. ويعترف القادة العسكريون بأنه إذ الطقس السيئ اوقف من القوة الجوية، تكون الدوريات الصغيرة والقواعد الموجودة في أماكن نائية أكثر عرضة للمخاطر. وخلال فصل الشتاء، تكون الظروف المعيشية للقوات في القواعد الصغيرة في الجبال الوعرة أكثر صعوبة. ويقول جندي مظلات أميركي خدم في العديد من القواعد المتقدمة القريبة من الحدود مع باكستان: «دائما ما يوجد معامل خفي، ومع ذلك اعتقد أن يكون أشد في الشتاء منه في الصيف، حيث نكون في حالة ترقب فمن الصعب أن نعرف ما يحدث حولنا». ويقول المراقبون إن المكاسب الإقليمية أقل أهمية بالنسبة للمسلحين من تعزيز الانطباع بأن لهم وجود أوسع كثيرا مما يكون لديهم في الواقع. وخلال فصلي الصيف والخريف، تسببت هجمات مهمة في كابل وحولها في شعور سكان المدينة بأنهم محاصرون، وهو ما قد يزيد في فصل الشتاء. ومع ذلك، ما زالت للقنابل التي يتم زرعها على جوانب الطرق خسائر متفاوتة، فهي تتسبب في مقتل وإصابة جنود غربيين أكثر مما يحدث في المواجهات المباشرة مع المتمردين. ويقول رحيم أحمد خان، الذي تعيش عائلته خارج غرارز، جنوب كابل: «كنت أشعر أنني أستطيع العودة إلى بيتي في أي وقت أشاء، ولكن في ظل انعدام الأمن، ومع الطقس السيئ، أعتقد أنني لن أتمكن من رؤيتهم قبل فصل الربيع، إنني أحس بالعزلة».

* خدمة «لوس انجليس تايمز «الشرق الأوسط»