شيوخ قبائل بالقهوة والجوال ينتظرون أخبار القراصنة.. وخديجة تبيع لهم فنجان الشاي بـ3 دولارات

من 5 عصابات فقط للقراصنة في 2005 إلى 1200 مسلح اليوم

TT

مع سطوع شمس يوم جديد على المحيط الهندي، يجلس شيوخ قبائل في بوصاصو أحد معاقل القراصنة الصوماليين، يحتسون القهوة ويمسكون بهواتفهم الجوالة لتلقي اخبار مسلحين في البحر.. هل اختطفت سفن اخرى..؟ هل انتهت المفاوضات بشأن فدى..؟ هل من اخبار عن السفن الحربية الغربية التي تطاردهم؟ فصناعة القرصنة اليوم تكاد تكون الصناعة الوحيدة، التي تحقق نموا في الصومال. فقد جلبت الفدى الضخمة نموا سريعا للقرى التي كانت تعمل في صيد الاسماك سابقا، والتي تشهد الآن ازدهارا للأعمال وتقام فنادق جديدة على الشواطئ تحت حماية قراصنة لديهم وفرة من المال، اضحوا من الشخصيات المعروفة محليا بين عشية وضحاها. واجتذبت بلدة بوصاصو مستثمرين من انحاء الصومال.

وقال بشير عبد الله احد العاملين بالقرصنة لرويترز هاتفيا من ايل اشهر معاقل القراصنة، «بعض القراصنة لم يحملوا سلاحا، ولم يبحروا في المحيط قط، ولكنهم يملكون قوارب تجلب لهم مالا كثيرا». وقبل ثلاثة اعوام فقط، 2005، قدر خبراء الأمن البحري عدد عصابات القرصنة الصومالية بخمسة فقط، واقل من مائة مسلح اجمالا، والآن يعتقدون أن عددهم تجاوز 1200.

ويقول آخرون ان القراصنة بدأوا حياتهم كـ«حرس سواحل» كونهم شيوخ قبائل اغضبهم دخول اساطيل صيد اوروبية إلى المياه الاقليمية للصومال لصيد اسماك التونة بشكل غير مشروع، أو للقيام ببعض الانشطة الاكثر سرية مثل القاء السفن مخلفات سامة على شواطئها. ولكن الإغراء الاكبر الآن بالطبع هو الفدى الضخمة، التي تدفع من أجل الافراج عن السفن المحتجزة. وتعتقد كينيا ان القراصنة حصلوا على اكثر من 150 مليون دولار هذا العام فقط. وألقى الكثير من الشبان، الذين كانوا يعملون كحرس شخصي، ومقاتلين لدى عدد كبير من امراء الحرب والساسة المتصارعين في الصومال، السلاح سعيا للربح الذي يمكن ان يجنوه في عرض البحر. واكثر ما يقلق المجتمع الدولي، ان بعض المحللين يرون صلة بين القراصنة ومتمردين اسلاميين يسيطرون على جنوب الصومال، ويتقدمون ببطء نحو مقديشو. وفي بعض المناطق يقول السكان ان القراصنة هم وحدهم الذين يسمح لهم بتحدي حظر التجول الليلي، الذي يفرضه اسلاميون. من جانبهم، نفى قادة المتمردون أي صلة وتعهدوا بمهاجمة العصابة التي تحتجز الناقلة السعودية، ردا على قيام افرادها بخطف سفينة يمتلكها بلد «مسلم». واقترحت روسيا الاغارة على المعاقل البرية للقراصنة مثل ايل، غير ان حلف شمال الاطلسي، قال انه ينبغي على الدول الافريقية، ان يكون لها السبق. ولم ينتب المسلحين في هذه المعاقل خوف يذكر. وتقول خديجة دوال، وهي ام لأربعة أبناء «اعلم ان القرصنة ليست عملا صائبا، ولكن لولاها ما استطعت ان اكسب قوتي». وتبيع خديجة كوب الشاي بثلاثة دولارات للمسلحين، ولا تحصل على الثمن الا بعد أن يحصلوا على نصيبهم من الفدية.