القراصنة يخفضون الفدية من 15 إلى 12 مليون دولار في أقل من 24 ساعة

السفير عاشور لـالشرق الأوسط» : ما زلنا وسنظل نرفض مبدأ المساومة

TT

بعد أقل من 24 ساعة من مطالبة القراصنة الصوماليين الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية «سيروس ستار» بمبلغ 15 مليون دولار أميركي لإطلاقها، أسفرت المفاوضات الجارية بين القراصنة الصوماليين وأعيان وشيوخ قبائل مدينة «هرارديري» أمس، عن إعلان خفض مبلغ الفدية التي يطالبون بها من الشركة المالكة الناقلة إلى 12 مليون دولار. وقال مصدر مطلع مشارك في المفاوضات لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، إن حادث الناقلة سوف ينتهي خلال ما بين 3 إلى 4 أيام كحد أقصى، موضحاً أنه على الرغم من طلبهم مبلغ 12 مليون دولار، «إلا أنه بدا واضحاً خلال الحوار أنهم قد يقبلون بمبلغ يتراوح بين 6 إلى 7 ملايين دولار». وأفاد المصدر أنهم خلال المفاوضات تعرفوا إلى طريقة اختطاف الناقلة السعودية، حيث تمت العملية ما بين ميناءي «كسيمايو» و«براوي» جنوب الصومال، بموقع ليس ببعيد عن العاصمة مقديشو. وحول وضع طاقم السفينة، قال «استطعنا الاطمئنان إلى طاقم السفينة المحتجز، وأكد لنا من تفاوضنا معهم أنهم في صحة جيدة». وأوضح المصدر ذاته أن الناقلة في الأيام الثلاثة الأولى من اختطافها كانت واضحة للعيان في ميناء «هرارديري»، وبعد ذلك اختفت عن الأنظار في مكان غير معلوم سوى لخاطفيها. وعلمت «الشرق الأوسط» أن المفاوضات لا تزال مستمرة وجارية بين شيوخ وأعيان القبائل مع ممثلي القراصنة الخاطفين للناقلة.

من جانبه، أكد الدكتور نبيل خلف عاشور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كينيا، رفض بلاده الحوارَ أو الاستجابة لمطالب القراصنة، قائلاً «لا زلنا وسنظل نرفض مبدأ المساومة». ووصف السفير السعودي خاطفي ناقلة النفط «سيروس ستار» بعديمي «الدين والضمير والمبادئ»، مبيناً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: أن مدن الصومال ومناطقه، بما فيها مدينة «هرارديري» التي يختبئ فيها القراصنة، خرجوا في مظاهرات بعد صلاة الفجر البارحة، للتنديد بعملية القرصنة التي استهدفت الناقلة. وقال السفير عاشور «نحن على ثقة بأن شيوخ القبائل هم القادرون على إقناع هؤلاء الأشخاص بالرجوع عن مطالبهم، والإفراج عن السفينة، كون المجتمع الصومالي مجتمعاً قبلياً يحتكم للعادات، ومن يرفضها يواجه النبذ». وعند سؤاله حول حالة تقديم القراصنة مبادرة حسن نية بالإفراج عن طاقم السفينة، أجاب قائلاً «لم ولن تعطى لهم أي وعود، فالمملكة لها مواقفها الإيجابية مع الصومال وشعبه، ولن تؤثر تصرفاتهم على هذا الأمر أبداً».