أحمدي نجاد: يمكن لإيران أن تصمد أمام 8 أو 5 دولارات فقط لبرميل النفط

إيران تجري تدريبات دفاعية وتهدد من جديد بإغلاق مضيق هرمز

عناصر من ميليشيا الباسيج الايرانية يتلقون تدريبات بمدرسة في طهران أمس (رويترز)
TT

في تصريحات من المتوقع أن تثير ردود افعال متباينة في إيران، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، إن الاقتصاد الإيراني يمكنه الصمود أمام تدني أسعار النفط، حتى إذا وصل سعره إلى خمسة دولارات للبرميل. وأكد احمدي نجاد، خلال تفقده المعرض الدولي الخامس عشر للصحافة ووكالات الأنباء في طهران أمس، أن اقتصاد إيران هو اقتصاد يعتمد على ذاته، لهذا فإنه حتى في حال انخفاض سعر برميل النفط إلى ثمانية أو خمسة دولارات فإنه لا يترك أثرا ملحوظا على اقتصاد بلاده. وتشهد أسعار النفط تراجعا كبيرا في الآونة الحالية، جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، ما أثر على دول مثل إيران يعتمد دخلها الأساسي على عائدات صادرات النفط. وكانت مجموعة الدول المصدرة للبترول (أوبك) التي تتمتع إيران بعضويتها قد ذكرت يوم الجمعة الماضي، أن أسعار برميل النفط من إنتاجها تراجعت لتصل إلى ما يربو على 44 دولارا بقليل للبرميل.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن احمدي نجاد قوله، إن إيران لن تتأثر بالأزمة الاقتصادية أو بانخفاض أسعار النفط. ورأى أن «انخفاض أسعار النفط سيترك تأثيره على الاقتصاد الرأسمالي الذي يسير نحو الهاوية»، مشيرا إلى أن الغرب يواجه انهيارا على الساحة الاقتصادية بعد تعرضه لإخفاقات سياسية. وأكد أن الاقتصاد الإيراني سيبقى في مأمن من تداعيات انخفاض أسعار النفط، خاصة أن مشروع التطور الاقتصادي، الذي تعمل الحكومة الإيرانية على تنفيذه، مبني على أساس عدم التأثر بالتغييرات التي تحدث في أسعار النفط في السوق العالمية.

لكن المعارضة الداخلية ترى أن الأزمة الاقتصادية العالمية طالت إيران أيضا، خاصة في ما يتعلق بحسابات عائدات النفط في موازنة العام المقبل. وكان الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، وهو أحد أكبر المعارضين لنجاد حاليا، قال في خطبة الجمعة الماضية، إنه يتعين على إيران أن تضطلع بمسؤولياتها في تسوية الأزمة الاقتصادية الحالية. ولم ينفذ احمدي نجاد تعهداته المتعلقة بإجراء إصلاحات اقتصادية منذ وصوله إلى سدة الحكم في أغسطس (آب) 2005، حيث مازالت البلاد تعاني من معدل تضخم بلغ 30% رسميا، رغم تصريحات المراقبين الاقتصاديين بأن المعدل أكثر من ذلك، لاسيما في القطاع العقاري. وبسبب تراجع اسعار النفط بشكل كبير، اضطرت الحكومة الإيرانية الى الاعتماد على الاحتياطي الاجنبي لديها، من اجل تمويل الاحتياجات الجارية، وتكلفة استيراد الغاز للاستهلاك المحلي، وسط توقعات أكثر تشاؤما بان إيران ستحتاج الى 5 مليارات دولار اضافية لشراء غاز للاستخدام الداخلي. وادى تدني مستوى الاحتياطي النقدي الاجنبي لدى إيران الى انتقادات كبيرة من قبل الاقتصاديين في إيران، ومستشارين مقربين من المرشد الاعلى لإيران آية الله علي خامنئي، مثل مستشاره الامني حسن روحاني. وبينما كانت وعود احمدي نجاد للفقراء احد الاسباب الاساسية للتصويت له، أصبحت المشاكل الاقتصادية للبلاد والارتفاع الكبير في الاسعار والتضخم والبطالة احد اهم نقاط ضعفه، وقد تشكل له ازمة كبيرة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في يونيو (حزيران) المقبل. من جهة اخرى، أجرت ميليشيا ايرانية تدريبات دفاعية ميدانية امس تحسبا لأي ضربة جوية عدائية، وقال الجيش الايراني انه قد يغلق ممرا بحريا مهما لامدادات النفط العالمية اذا تعرضت ايران لهجوم. وأجريت التدريبات التي نظمها طلبة أعضاء في ميليشيا (باسيج) في مئات المدارس في أنحاء ايران وتضمنت نقل مصابين واخماد حرائق بعد قصف متخيل تشنه طائرات العدو. وأشارت الولايات المتحدة واسرائيل الى امكانية شن عمل عسكري، اذا مضت ايران قدما في برنامجها النووي، الذي تعتقدان أنه يستهدف تصنيع قنابل ذرية. وتؤكد ايران أن برنامجها أغراضه سلمية وتقول انها سترد اذا تعرضت لاي ضربة. وبث التلفزيون الحكومي الايراني لقطات لسيارات اسعاف تطلق صافرات انذار وتهرع باتجاه مكان انفجار متخيل، بينما يرقد أشخاص على الارض وتكسو الدماء وجوههم. وأكد مسؤولون أيضا أن ايران مستعدة للرد على أي هجوم أميركي عليها باغلاق مضيق هرمز، وهو طريق بحري يقع عند فوهة الخليج وتمر منه 40 في المائة من تجارة النفط في العالم. وقال الاميرال حبيب الله سياري قائد القوه البحرية الايرانية، ان القوات الايرانية تراقب عن كثب القوات الاجنبية في المنطقة، وان ايران لن تسمح لاي سفينة أجنبية بدخول مياهها. وقال سياري لوكالة أنباء الجمهورية الايرانية الايرانية: «نستطيع اغلاق مضيق هرمز». وقال رسول سانايراد وهو مسؤول سياسي كبير في ميليشيا باسيج، ان المضيق يوفر فرصة استثنائية للدفاع عن ايران. ويقول خبراء عسكريون ان القوات المسلحة الايرانية لا يمكن أن تضاهي التكنولوجيا العسكرية الاميركية لكنها لا تزال قادرة على الحاق أضرار بطرق الشحن، خاصة باستخدام طائرات صغيرة لشن هجمات سريعة.

وقالت الاذاعة الرسمية، ان البحرية الايرانية ستجري تدريبات في ديسمبر (كانون الاول) تتضمن سفنا حربية مزودة بالصواريخ وقوات خاصة للغوص. وميليشيا باسيج قوة أمنية يعتقد أن عدد أفرادها يصل الى مليوني شخص يؤمنون بالقيم الثورية الايرانية. وساهمت الميليشيا بامداد جبهة القتال، أثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات من القرن العشرين، بالكثير من الجنود. وفي أوقات السلام تساعد القوة على فرض الزي الاسلامي في ايران وأمور أخلاقية أخرى.