مشعل: ما يجري في غزة عار على الذين يصمتون على جريمة الحصار

أبو مازن يرفع أي صفة تمثيلية عن القدومي في مؤتمر حق العودة في دمشق

خالد مشعل ومهاتير محمد وعلي أكبر محتشمي يقرأون الفاتحة في افتتاح مؤتمر حق العودة في دمشق أمس (أ. ف. ب)
TT

ندد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بـ«الصمت العربي والدولي على جريمة الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة». وقال: «إن ما يجري في غزة عار على الذين يصمتون على جريمة الحصار». واضاف، مخاطباً العرب: «لا تتركوا البحر للأجانب، كل الدول العربية تستطيع أن ترسل سفينة عبر البحر إلى غزة»، مؤكداً أن ذلك «عيب» على العرب. منتقداً في الوقت ذاته إصرار السلطات المصرية، جارة غزة، على إغلاق معبر رفح في ظل معاناة شديدة. وأعلن مشعل رفض حماس للمساومة على حق العودة. وقال «نرفض التعويض والتوطين والتهجير بديلا عن العودة». وأضاف «نرى أن كل من يساوم أو يتساهل في هذا الحق المشروع هو متورط في مصادرة حق العودة الذي يعد من أهم الحقوق الفلسطينية» كحق من «ضمن حزمة من الحقوق منها المقاومة والتحرير واستعادة القدس والأراضي والسيادة».

جاء ذلك، في كلمة مشعل في افتتاح ملتقى حق العودة الذي افتتح صباح أمس في قصر المؤتمرات في دمشق بمشاركة حوالي 5 آلاف و400 شخصية سياسية وفكرية وباحثين من 54 دولة عربية وأجنبية يمثلون الاتحادات والأحزاب والجمعيات والنقابات والمنتديات في مختلف أنحاء العالم.

وطالب مشعل بتوحيد الصف الفلسطيني في «مقاومة الاحتلال وغطرسته والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية»، وقال «نريد وحدة وطنية تنهي الانقسام وتبني المؤسسات الوطنية والأجهزة الأمنية على أسس مهنية ووطنية لتقوم بدور وطني في حماية أمن الشعب الفلسطيني»، متهما حركة فتح بدور رئيس بالانقسامات الفلسطينية، وهو الأمر الذي يضر بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. لكنه عاد وأكد وفي نهاية كلمته أن مشكلة حماس «ليست معكم (فتح)، نحن مختلفون مع الخط الذي أسقط البندقية وميثاق منظمة التحرير، وأقر بتبادل الأراضي وأسقط القدس، ان الذين حاصروا عرفات وانقلبوا عليه هم الذين يلاحقون المقاومة». وفي ما يتعلق بالمصالحة أوضح مشعل أن «حماس» رحّبت بالجهد المصري وتجاوبت معه، وقال: «طالبنا بمستلزمات أساسية لإنجاح الحوار، وأصررنا أن يكون هناك حوار وليس جلسة توقيع، لا أن نأتي إلى توقيع أولاً، وطالبنا بالإفراج عن معتقلينا في الضفة، والنتيجة كانت التصعيد، أرادوا من حماس أن تأتي لحوار يجرّم المقاومة، وفرض شروط على الحكومة الجديدة هي شروط الرباعية، وطالبنا بالتكافؤ بين أطراف المصالحة». وأشار مشعل إلى أن حركة «حماس» رفضت تمرير خطوتين، «الأولى أن نفوّض المفاوض الفلسطيني، والثانية أن نمدد التهدئة في غزة لتصبح خطوة استراتيجية». «ونؤكد أننا مصرون على هذه المستلزمات، وندعو الإخوة في مصر والعرب أن يوفروا هذه المستلزمات لينجح الحوار، وندعوهم للوقوف على مسافة واحدة من الجميع، نريد وحدة تنهي الانقسام وتوحد الضفة والقطاع، وتعزز الحالة الديمقراطية حتى ونحن تحت الاحتلال، نريد أن نجمع الصف الفلسطيني على برنامج الثوابت، والطريق إلى ذلك يكون باستراتيجية المقاومة لا باستراتيجية المفاوضات»، حسب تأكيده.

وقال فاروق القدومي (ابو اللطف) رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، إن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم هو الهدف الاستراتيجي الذي يدور حوله الصراع في المنطقة، مؤكدا انه «لا يمكن إيجاد أي حل للصراع العربي الإسرائيلي إلا بهذه العودة». وأن أي «تسوية شاملة لا تأخذ بحق العودة هي تسوية ناقصة لن ترى النور، وهذا ما يفسر الرفض الاسرائيلي لكل قرارات الامم المتحدة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين والتي اتخذت تباعا منذ عام 1948». وأضاف القدومي الذي نزع عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) اي صفة تمثيلية سواء لمنظمة التحرير او حركة فتح، ان الوعود والشعارات المعلنة التي أطلقتها كل من أميركا وإسرائيل «لم تتمكن من التعاطي مع الحقوق العربية بموضوعية وعدالة، والأخطر من ذلك لم نتمكن من لجم الاستيطان ولم نمنعه من انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني والعربي».