اجتماع دول الجوار العراقي: دعوة سورية لعدم استخدام العراق قاعدة لضرب جيرانه

أحد المشاركين: واشنطن الوحيدة التي انتقدت دمشق.. والآخرون اكتفوا بتكرار تصريحات سابقة

جانب من اجتماع دول الجوار العراقي في دمشق أمس وتبدو مقاعد الوفد السعودي، الذي لم يحضر، شاغرة (أ.ب)
TT

طالب وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد التأكيد على أن «العراق لن يكون منطلقا لأي أعمال عدائية ضد أي دولة من دول الجوار تحت أي ظرف من الظروف»؛ وذلك في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الاجتماع الثالث للجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق الذي بدأ أعماله صباح أمس في دمشق. والذي يعقد بعد الغارة الأميركية على البوكمال الحدودية السورية مع العراق.

واعتبر عبد المجيد «ان إدانة العدوان الذي قامت به القوات الأميركية على قرية السكرية الحدودية مع العراق ليست كافية، ولا بد أن يخرج اجتماعنا هذا بالتأكيد على ان العراق لن يكون منطلقا لأي أعمال عدائية ضد أي دولة من دول الجوار تحت أي ظرف من الظروف». ويناقش الاجتماع الذي تغيب عنه المملكة العربية السعودية للمرة الثانية «سبل تعزيز التنسيق والتعاون بين دول جوار العراق بما يسهم في تحقيق أمنه واستقراره وبشكل ينعكس إيجابا على الوضع العام في المنطقة»، وشارك في أعمال الاجتماع سورية والأردن والكويت وتركيا وإيران والعراق (دول الجوار الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن)، بالإضافة إلى مصر والبحرين وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وحضر افتتاح الاجتماع القائمة بأعمال السفارة الأميركية في دمشق مورا كونالي والسفير البريطاني بدمشق سايمون كوليس، اللذان يترأسان وفدي بلديهما. وأضاف عبد المجيد ان الاجتماع الأمني يعقد في سورية بعد الاعتداء الأميركي الأخير عليها انطلاقا من الأراضي العراقية والذي اعتبره «انتهاكا واضحا وخطيرا للسيادة السورية وللقانون الدولي ولمبادئ وأهداف الأمم المتحدة»، معتبرا إدانة هذا العدوان «ليست كافية» ومطالبا الاجتماع الأمني بالخروج بتوصية تؤكد «أن العراق لن يكون منطلقا لأي أعمال عدائية ضد أي دولة من دول جوار العراق وتحت أي ظرف من الظروف».

وفي هذا السياق، أشار إلى أن سورية لا تزال تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضبط حدودها مع العراق لتحقيق الأمن المشترك بينهما، وتبدي دائما تعاونها الصادق في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم بكافة إشكالها مع العراق ومع دول الجوار. ولم يذكر الوزير السوري شيئا عن الأنباء التي تحدثت عن سحب سورية لجزء من جنودها على حدودها مع العراق. من جهته، قال رئيس الوفد العراقي، وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، إن هناك تطورات مهمة طرأت في العراق على الصعيدين السياسي والأمني ساعدت في عودة بعض العراقيين إلى بلدهم. وأن التحسن الأمني في العراق أصبح ملموسا وأصبح ثمرة كبيرة في إدارة القوات العراقية الأمنية للقيام بواجباتها، مشيرا إلى أن الحكومة استطاعت فرض القانون بمساندة جميع القوى الشعبية من مختلف مكونات الشعب العراقي. كما تناول رئيس الوفد العراقي التحسن في العلاقات العربية ـ العراقية وعزاه إلى اهتمام دول الجوار بأمن واستقرار العراق الذي يشكل في الوقت ذاته امن واستقرار المنطقة، مؤكدا حرص العراق «على عدم استخدام أراضيه ممرا أو منطلقا لتهديد امن واستقرار دول الجوار». وان الاتفاقية الأمنية تؤكد وبشكل واضح التزام العراق بهذا الموقف والمعنية بسحب القوات الأميركية من العراق في عام 2011.

من جهتها، انتقدت ممثلة الولايات المتحدة في الاجتماع دمشق بأنها «ملاذ آمن للارهابيين» الذين يهاجمون العراق، ودعت مورا كونالي، القائمة بالأعمال الاميركية في اجتماع مغلق، دمشق الى وقف السماح لـ«الشبكات الارهابية» باستخدام سورية كقاعدة ضد العراق، حسبما نقله اعضاء في الوفود المشاركة في المؤتمر لوكالة رويترز. وقال احد الموفدين ان الاجتماع كان «قصيرا وحادا» وان أميركا كانت الدولة الوحيدة التي انتقدت سورية بشكل علني، فيما اكتفت بقية الوفود بتكرار الذي تم ترديده في السنوات السابقة ألا وهو ان الامن الاقليمي يرتبط بأمن العراق وان هناك حاجة لمزيد من التعاون.