وثيقة سرية للجيش الإسرائيلي تطالب بمنع الانتخابات الفلسطينية خوفاً من فوز حماس

أوصت بضرب إيران والتنازل عن الجولان وتعزيز العلاقة مع الدول السنية المعتدلة

TT

دعت وثيقة أعدتها قيادة الجيش الإسرائيلي الى عدم السماح بإجراء انتخابات تشريعية في مناطق السلطة الفلسطينية خشية أن تؤدي الى فوز حركة حماس. وجاء في الوثيقة التي كشفت النقاب عنها صحيفة «هارتس» امس أنه يتوجب عدم السماح بإجراء انتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية حتى لو تطلب الأمر مواجهة مع الولايات المتحدة.

وحذرت الوثيقة التي وصفت بأنها «تصور استراتيجي لعام 2009» من امكانية «اختفاء» الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) عن الحلبة السياسية، في أعقاب النهاية القانونية لولايته في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، حيث تتوقع الوثيقة انهيار السلطة، وازدياد خطر شطب حل الدولتين كآلية لحل الصراع. وتوصي الوثيقة بوجوب مواصلة الضغط على حماس من أجل عزلها وإضعافها. وفي المقابل تعزيز البدائل السياسية الأخرى أمام الشعب الفلسطيني، مع التشديد على استغلال انهيار التهدئة الحالية من أجل العمل على إسقاط حكم حماس. وفي ما يتعلق بإيران، فإن الوثيقة التي سيتولى مجلس الأمن القومي الاسرائيلي عرضها اخيراً على الحكومة الإسرائيلية باسم الجيش تدعو لاتخاذ كل الترتيبات السرية استعداداً لضرب إيران. ووصفت الوثيقة إيران بأنها «تهديد وجودي»، وتقف على رأس قائمة التهديدات التي تواجه اسرائيل. وحول الموضوع النووي الايراني، تؤكد الوثيقة ان «نافذة الزمن المتاح للعمل ضده محدودة، قبل أن ينجح المعسكر المتطرف برئاسة ايران في انتاج سلاح نووي وتحقيق هيمنة اقليمية». وجاء في الوثيقة «على اسرائيل أن تضع في الاعتبار التوجه نحو خيار عسكري حيال ايران في حالة بقائها وحدها في المعركة، وكذلك الأمر عندما يتطلب الأمر التصدي لايران في المستقبل»، على حد تعبير الوثيقة. وبخلاف الجدل في المستوى السياسي، فإن الجيش الإسرائيلي يوصي بقوة بحث جهود التسوية مع سورية، رغم الثمن الباهظ الذي ستدفعه إسرائيل وهو الانسحاب من الجولان. ودعت الوثيقة الى استغلال تولي الرئيس الجديد باراك أوباما مقاليد الحكم في أميركا من أجل تجنيد التأييد الأميركي لمسيرة التسوية مع دمشق. وتؤكد الوثيقة السرية ان اخراج سورية من دائرة المواجهة سيؤدي ايضا الى تسوية مع لبنان، الأمر الذي سيؤدي الى إضعاف المحور المتطرف ايران ـ سورية ـ حزب الله ـ حماس. وبخصوص الوضع في لبنان، توصي الوثيقة بأن تدعم اسرائيل المعسكر المعتدل في بيروت قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى قريباً، من دون أن يؤثر هذا الدعم على المصالح الاسرائيلية. وبالتوازي، توصي بالعمل على تعزيز الردع حيال حزب الله والعمل المتواصل من اجل خفض وتيرة تهريب وسائل القتال للحزب للحد من تعاظم قوته.

وتوقعت الوثيقة حدوث تقارب أميركي ـ ايراني، وتقارب أميركي ـ عربي، بشكل يمكن أن يؤثر على نحو كبر على التفوق الإسرائيلي في المجالين العسكري والسياسي. وتوقعت ايضا أن تظهر على السطح خلافات مع الإدارة الأميركية مع تسلم اوباما مقاليد الأمور. وترى الوثيقة أن الولايات المتحدة معنية بإقامة منظومة اقليمية ودولية ضد ايران، واسرائيل هي التي من شأنها ان تدفع ثمن اقامة هذه المنظومة. وتوصي الوثيقة بأنه في حال نشأ حوار بين ايران والولايات المتحدة، فإن على اسرائيل أن «تعمل لمنع ترتيب اشكالي من ناحيتها».

وتحث الوثيقة على أنه في حال قامت كل من حماس وحزب الله باستفزاز اسرائيل، فإن على اسرائيل ان تمتنع عن حرب الاستنزاف، حيث توصي الوثيقة بتجريب تكتيك «الاحتواء»، ولكن اذا استمر التصعيد، فان على اسرائيل «ان تفكر بالدخول في مواجهة واسعة لضرب الخصم بشكل شديد وإنهاء المواجهة في غضون وقت قصير ومع نتائج واضحة قدر الامكان»، على حد تعبير الوثيقة. وتطرقت الوثيقة الى الوضع بالأردن، فقالت انه في ضائقة متصاعدة وأزمة سياسية واقتصادية حادة. وجاء في الوثيقة «الاردن يشعر بنفسه مهجورا في التصدي الاقليمي ويواصل النظر الى اسرائيل والغرب كسند استراتيجي». وأوصت الوثيقة بـ«تعزيز العلاقات مع الاردن لأن استقراره حيوي لأمن اسرائيل وضرورة تعميق التعاون وتوسيع العلاقات الاقتصادية معه».