المعارضة الباكستانية تهدد بقطع طريق الإمدادات الأميركية إلى أفغانستان

إسلام آباد تعيد الحياة لمخيمات الأفغان لإيواء مواطنيها الذين شردتهم هجمات ضد مسلحين

TT

هدد زعيم بارز في المعارضة الباكستانية بإغلاق طريق الإمدادات إلى أفغانستان، إذا ما استمر الجيش الأميركي في شن غاراته الجوية على أهداف داخل باكستان.

وقال شودري نصر علي خان للصحافيين الألمان في إسلام آباد، إنه يتعين على الحكومة الباكستانية التقدم باحتجاج للأمم المتحدة ضد انتهاك سيادتها الوطنية، إذا ما لم توقف الولايات المتحدة هجماتها.

وأوضح الزعيم البرلماني لرابطة باكستان الإسلامية جناح نواز، أن استمرار مثل هذه العمليات لا بد أن يؤدي إلى «إعادة النظر» في حقوق العبور من الأراضي الباكستانية، التي يتمتع بها الجيش الأميركي حاليا لتوصيل الإمدادات لقواته في أفغانستان، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وأكد خان أن أهمية هذه الطرق توفر لباكستان قوة كبيرة لإجبار الولايات المتحدة على وقف الهجمات. وأضاف: «شعور عامة الباكستانيين وصل إلى نقطة الغليان».

وتعتبر الولايات المتحدة أن باكستان صديقتها وحليفة مهمة لها في الحرب على الإرهاب، إلا أنها في الوقت نفسه تشن هجمات على أهداف داخل أراضيها.

وتابع خان ان الوضع الأمني المتدهور في باكستان وأفغانستان، أثبت فشل الحل العسكري في دحض تمرد طالبان، موضحا أن التفاوض هو السبيل الأوحد لتحقيق السلام.

واتهم المسؤول المعارض الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، بأنه «تابع» للادارة الأميركية.

وبرغم احتجاج الحكومة الباكستانية رسميا أكثر من مرة، ضد هذه الهجمات، إلا أن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية اليومية، ذكرت في تقرير لها، أن إدارة زرداري أعطت موافقة سرية على مثل هذه العمليات العسكرية، وهو ما نفته الحكومة الباكستانية.

من جهة أخرى، أعادت باكستان فتح مخيمات ـ اقامتها في ثمانينات القرن الماضي لإيواء افغان فروا من الاحتلال السوفياتي لبلادهم ـ لاستقبال من شردتهم هجمات تستهدف مسلحين اسلاميين في منطقة الحدود الشمالية الغربية.

ويقول غلام احمد لرويترز من مخيم كاتشاجاري على مشارف مدينة بيشاور «لم اعتقد ابدا ان اصبح نازحا في بلدي».

وجلس أحمد الذي وخط الشيب لحيته، وهو أمي لا يعرف حتى سنه، فوق كومة من الأغطية انتزعها من عمال الاغاثة لأسرته المكونة من ثمانية افراد، وقال انه امله الوحيد أن يكون ذلك مجرد كابوس يصحو منه.

وقبل عدة سنوات، شرعت السلطات في ازالة المخيمات داخل بيشاور وحولها في محاولة لاقناع الافغان بالعودة لبلادهم. وكانت بيشاور بؤرة تجمع للمتطوعين المسلمين لخوض حرب العصابات التي مولتها الولايات المتحدة والسعودية سرا، لاخراج الاتحاد السوفياتي من افغانستان. وفي وقت لاحق اضحت المخيمات مفرزة لمتشددين اسلاميين انضموا لطالبان وغيرها من الجماعات، لتستمر دائرة العنف في افغانستان، ولكن في السنوات الأخيرة امتدت منطقة الضراع للمناطق القبلية في باكستان. واغلق مخيم كاتشاجاري بالقرب من منطقة خيبر القبلية امام اللاجئين الافغان في العام الماضي. ودمرت الجرافات منازل بناها الافغان من الطين، بدلا من الخيام التي كانت موجودة في الاصل. واليوم يوجد في كاتشاجاري اكثر من 1700 خيمة تتسع كل منها لأسرة مكونة من ستة افراد، وسط انقاض منازل الافغان المهجورة.

وأعيد فتح المخيم في 28 سبتمبر (أيلول) ويؤوي الآن أكثر من 11 الفا، معظمهم من منطقة قبيلة باجاور، حيث بدأ هجوم عسكري في اغسطس (آب) لطرد حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» وغيرهما من الجماعات المسلحة.

وقال اسلام خان، 25 عاما، وهو يراقب المشهد البائس لرويترز «هذا مصيرنا الآن. يحدث هذا كل يوم».

وتقدم المفوضية العليا لشؤون الاجئين التابعة للأمم المتحدة، مواد غير غذائية مثل الخيام والأغطية والأدوات المنزلية، كما تقدم أموالا لتسوية الأرض وإقامة مخيمات. ووضعت المفوضية مصابيح ووفرت مياه الشرب وفتحت مدارس مؤقتة. وقال كيليان كلاينشميدت المندوب المساعد للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة دعت في سبتمبر لتقديم 54 مليون دولار لمساعدة النازحين.