الجزائر: حركة معارضة لبوتفليقة تدعو زروال لقطع عزلته والترشح للرئاسة

قريبون من الرئيس السابق نقلوا عنه عدم رضاه عن الأوضاع في البلاد

TT

ناشدت مجموعة من الجزائريين منضوين تحت لواء حركة سياسية جديدة، الرئيس السابق الجنرال اليمين زروال، الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجري في ربيع العام المقبل. ودعته إلى «إنقاذ الجزائر من سيطرة الحكم الأحادي». واستقال زروال من الرئاسة عام 1998 بدعوى «إتاحة الفرصة للتداول على السلطة». ونشأت بالجزائر مبادرة سياسية سماها أصحابها «حركة المواطنة الجزائرية لمناشدة الرئيس زروال الترشح لانتخابات 2009»، وزعت بيانا على قاعات تحرير الصحف أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، جاء فيه أن الحركة «تتوجه إلى كل الضمائر الحية المتشبعة بروح الوطنية، بغرض الالتفاف والتكتل حول شخص الرئيس زروال ودعم مبادرة ترشيحه لانتخابات الرئاسة المقبلة». وقال البيان إن حملة الترويج لمطلب ترشح زروال ستنطلق رسمياً في 30 من الشهر الجاري. واعتبر الرئيس السابق «الأمل الوحيد للتصدي للمؤامرة التي حيكت ضد الشعب الجزائري والوطن، وشجعها المنافقون والمتملقون وأصحاب المصالح». ولم يوضح البيان من يستهدف بهجومه بالتحديد، لكن الإيحاء يتوجه بشكل مباشر إلى مسؤولي الأحزاب والتنظيمات و«لجان مساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة»، وكل الذين يتنافسون على تقديم الدعم والولاء للرئيس بوتفليقة، بمناسبة ترشحه المرتقب لولاية ثالثة.

ووقع البيان شخص يدعى سبتيوي طارق. أما حملة دعم زروال فستنطلق من عنابة، إحدى ولايات الشرق الجزائري. وقال مصدر قريب من المبادرة إن أحد قادة تنظيمات أبناء شهداء حرب التحرير، يدعى الأخضر بن سعيد هو أحد أبرز منشطيها. ويرجح أن الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس هو مَنْ يرعاها، حيث نشر الأسبوع الماضي مقالاً طويلاً في صحيفتين، انتقد فيه بشدة حصيلة نشاط ولايتي بوتفليقة، وذكر أن زروال هو الأصلح لقيادة البلاد. ووصف بيان «حركة المواطنة»، زروال بأنه «رجل الإجماع الذي نأخذ عليه العهد والميثاق بأنه سيباشر الحكم لفترة انتقالية لتهيئة المناخ لانتخابات سياسية رئاسية شفافة، يتنافس فيها المرشحون الحقيقيون للرئاسة ويقطعون الطريق أمام مَنْ أفقر الشعب واستأثر بالحكم». واستبعدت مصادر مطلعة أي علاقة محتملة لزروال مع المبادرة التي تناشده العودة إلى الحياة السياسية، بعد 10 سنوات من مغادرته السلطة. ويقيم وزير الدفاع الأسبق في مسقط رأسه بمدينة باتنة (400 كلم شرق العاصمة)، حيث يعيش ما يشبه عزلة سياسية. ويرفض حسب قريبين منه، التعاطي مع الشأن العام علنا، كما سبق أن رفض الحديث إلى الصحافة. ونقل عن أشخاص يقتسمون معه ذكريات الطفولة، أنه غير راضٍ عن الوضع بالبلاد، وأنه لا يستسيغ أن ترزخ فئات واسعة من الجزائريين تحت الفقر، بينما تكتنز الجزائر أموالا طائلة بفضل ريوع البترول. وزروال هو الوحيد بين رؤساء الجزائر الذين بقوا أحياء، ويرفض تلبية دعوات بوتفليقة لحضور الحفلات الرسمية، خاصة ذكرى ثورة التحرير.

وكان زروال قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 1998 عن اختصار ولايته الرئاسية الأولى، داعياً إلى انتخابات مبكرة. وبرر ذلك بحرصه على «ضمان التداول على السلطة». غير أن قريبين منه قالوا يومها، إن سبب استقالته معارضته هدنة عقدها الجيش مع الجماعات المسلحة عام 1997، أفضت في بداية حكم بوتفليقة عفوا عن 6 آلاف مسلح.