الرئيس اللبناني يبحث مع نجاد التطورات الإقليمية والمتغيرات الأميركية

«14 آذار» تنتقد زيارة عون «الولائية» لسورية وتشيد بزيارة سليمان لطهران

الرئيسان اللبناني ميشال سليمان والايراني محمود احمدي نجاد يستعرضان حرس الشرف في القصر الرئاسي في طهران أمس (أ.ب.إ)
TT

بدأ أمس الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان زيارة رسمية الى ايران تلبية لدعوة من رئيسها محمود أحمدي نجاد تستمر يومين ويلتقي خلالها كبار المسؤولين الايرانيين. ويرافق الرئيس سليمان وزراء الخارجية فوزي صلوخ والداخلية زياد بارود والصناعة غازي زعيتر والاقتصاد محمد الصفدي والعمل محمد فنيش، إضافة الى وفد إداري وإعلامي.

وافادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان محادثات رسمية عقدت بين الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد واللبناني العماد ميشال سليمان في مقر رئاسة الجمهورية الايرانية بمشاركة، من الجانب الايراني، وزراء الخارجية منوشهر متقي والداخلية صادق محصولي والتجارة مسعود ميركاظمي والصناعة والمناجم علي اكبر محرابيان ومساعد رئيس الجمهورية في شوون التخطيط والاشراف الاستراتيجي منصور برقعي وكبير مستشاري رئيس الجمهورية ثمرة هاشمي. وبحسب الوكالة فان الزيارة «ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين» كما ان المحادثات بين سليمان ونجاد سوف تتناول «مختلف التطورات على الساحتين الاقليمية واللبنانية، إضافة إلى الوضع الفلسطيني والمتغيرات الدولية بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية». ومن المرجح ان يلتقي الرئيس اللبناني ايضا وزير الخارجية الايراني وامين المجلس الاعلي للامن القومي سعيد جليلي، بحسب المصدر نفسه. ويحمل الوزراء المرافقون للرئيس سليمان ملفات كل في اختصاصه لبحثها مع نظرائهم الايرانيين من اجل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات لا سيما الصناعي والتبادل الاقتصادي والتجاري، بحسب الوكالة الرسمية.

وبحسب الوكالة الرسمية الايرانية، قال الرئيس الايراني اثر محادثاته مع الرئيس اللبناني ان «العدو اصيب باليأس من مقاومه الشعب اللبناني الذي استطاع ان يحطم اسطورة الكيان الصهيوني الذي لا يقهر في حرب الـ33» يوما بين اسرائيل وحزب الله في يوليو 2006. واعتبر نجاد ان «لبنان استطاع ان يرسم طريقه ويعمل على اقرار الامن والاستقرار في لبنان بعد مرحله طويلة من الصعاب والصراعات» مضيفا ان هذه الحرب كانت «منطلقا لاعادة هوية ووحدة لبنان».

من جانبه، وصف الرئيس اللبناني العلاقات بين طهران وبيروت بأنها «طيبة» معتبرا ان هدف الزيارة الى طهران «دعم وتعزيز العلاقات الثنائية» مشيدا بالدعم الذي تقدمه طهران للشعب اللبناني، بحسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية .

وقد علقت الاذاعة الرسمية الايرانية على الزيارة بالقول انها سوف تشمل ايضا «التعاون الدفاعي» لتعزيز قدرات لبنان الدفاعية في مواجهة اسرائيل. واعتبر التعليق الاذاعي ان «فشل» سياسات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط مهد الطريق امام توسيع العلاقات بين طهران وبيروت.

وقال التعليق الاذاعي «زيارة سليمان مهمة لانها تفتح فصلا جديدا في التعاون الدفاعي بين البلدين» مضيفا ان «تعزيز القدرة الدفاعية للجيش اللبناني وغيره من المؤسسات الامنية سيقوي لبنان في مواجهة خطر النظام الصهيوني».

ويفترض ان تشتمل المحادثات بين الرئيسين ايضا على مستقبل حزب الله المدعوم من ايران ومستقبل سلاحه في اطار ما يسمى بـ«الاستراتيجية الدفاعية» التي يفترض ان يتم في اطارها استيعاب حزب الله في الجيش اللبناني.

وفي بيروت، رأت قوى «14 آذار» ان زيارة سليمان الى طهران تهدف الى «تحييد لبنان» عن الصراعات الاقليمية. وقارنت بينها وبين الزيارة التي ينوي رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون القيام بها الى سورية والتي وصفها منسق الامانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد بأنها زيارة «ولاء».

وقال وزير الصحة محمد جواد خليفة: «ان زيارة الرئيس ميشال سليمان الى طهران تأخذ طابعا مهما، نظرا الى الدور الذي تؤديه إيران إقليميا، وكذلك الإرتباط المباشر مع لبنان من خلال دعمه والوقوف بجانبه في المحافل الدولية ودعم المقاومة في لبنان كذلك عملية الإعمار». وأضاف: «ان الزيارة مهمة جدا اليوم، خصوصا في ظل الهواجس التي يطرحها البعض، لا سيما عن العلاقة مع سورية. ونتمنى ان تكون العلاقة مع طهران على مستوى رئاسة الجمهورية وضمن أطر الدولة اللبنانية. فهذا أمر مفيد للبنان بالشكل، خصوصا انه في حاجة الى الدعم السياسي والدولي، وكذلك دعم المقاومة في ظل تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي باراك، ان لبنان لم يُستبعد اليوم من الاستهداف».

ورفض النائب ميشال فرعون المقارنة بين زيارة الرئيس سليمان الى ايران والزيارة التي سيقوم بها عون الى سورية. وقال: «لا نستطيع ان نقارن بين الزيارات التي يقوم بها العماد عون الى سورية وإيران، وزيارة رئيس الجمهورية الى ايران والتي نعتبرها جزءا من مسيرة الرئيس بعد اتفاق الدوحة لحماية لبنان من استخدام ساحته لمصالح وصراعات إقليمية تتضمن أخطاراً كبيرة تهدد الاستقرار ومحاولة احتواء التدخلات السلبية والسيناريوهات على حساب لبنان ورفع صوته ومصالحه العليا والحفاظ على البلد ودوره الاستثنائي المهدد بسبب ملفات خارجية». من جهته، اعتبر منسق الامانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد «ان الزيارة المرتقبة للنائب العماد ميشال عون الى سورية يجب الا تكون موضع استغراب من قبل أحد» مؤكدا «ان زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى ايران تحظى بدعم جميع اللبنانيين». وقال أمس: «من الطبيعي ان يذهب عون الى سورية. ويجب ان لا يكون احد متفاجئا لأن الرجل واضح في خياراته السياسية. وهو يزور من ينتمي اليهم بالولاء. ونأمل في ان يعود عون بأجوبة حول شاكر العبسي وبأجوبة حول المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. وليوفقه الله».