«الناتو» يعتبر العمليات في أفغانستان «أكثر صعوبة» من السابق

وفد مجلس الأمن يقيم تنفيذ وعود باريس في كابل

TT

أعلن شمال الحلف الأطلسي «الناتو» أن العمليات في أفغانستان أصبحت أكثر صعوبة وقسوة، مع توسيع المسلحين نشاطهم ضد القوات الدولية. وجدد الحلف مطالبته أمس بإرسال المزيد من القوات الى أفغانستان. ووصف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي الأوضاع الأمنية في أجزاء من أفغانستان بأنها صارت «أكثر صعوبة وأشد قسوة». وقال الجنرال الاميركي جون كرادوك امس للصحافيين في مدينة مونس البلجيكية إن العمليات التي ينفذها المتمردون صارت أقل من قبل، ولكنها أصبحت أكثر صعوبة وقسوة، في إشارة إلى تعرض قوة المساعدة الأمنية الدولية «إيساف» التي يقودها «الناتو» لهجمات في جنوب وشرق أفغانستان على أيدي عناصر من حركة طالبان.

وقال كرادوك انه يأمل في ان تساهم خطط الولايات المتحدة لإرسال المزيد من القوات في تشجيع دول أخرى لإرسال قوات اضافية. وأعلنت حكومة الرئيس الاميركي جورج بوش عزمها ارسال 3500 جنود من مشاة البحرية (المارينز) اضافيين الى افغانستان قبل نهاية العام، و5 آلاف جندي إضافي في يناير (كانون الثاني) المقبل. وعلق كرادوك: «نأمل ان يساهم ذلك في قيادة جهود تدفع دول أخرى لزيادة مساهمتها». يذكر ان هناك 65 ألف جندي دولي في أفغانستان، حوالي 32 ألفا منهم من الولايات المتحدة. وأكد الجنرال كرادوك أن العمليات التي تنفذها عناصر التمرد صارت تتحرك بشكل أسرع مما كان عليه الوضع قبل عام وقال «تتزايد الاشتباكات كل يوم وكل أسبوع وكل شهر». وأوضح أن عدد الاشتباكات بين جنود قوة إيساف والمسلحين الأفغان ارتفعت بمقدار 40 في المائة مقارنة بالعام السابق، مؤكدا أن حركة طالبان تفعل كل ما في وسعها من أجل تدمير النجاح الذي تحققه الدولة الأفغانية في عمليات الاعمار.

وقال الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما أول من أمس للرئيس حميد كرزاي انه سيجعل مكافحة الإرهاب وإحلال الأمن في أفغانستان أولوية بالنسبة له لكن أوباما انتقد أثناء فترة ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية كرزاي لفشله في مكافحة الفساد وتجارة المخدرات.

وشهدت العلاقات بين القوات الغربية والحكومة الأفغانية اخيراً عندما ألقى كرزاي باللوم على القوات الغربية التي تضم قوات حلف شمال الأطلسي العاملة بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي بالمسؤولية عن مقتل عشرات المدنيين في غارات جوية هذا العام. وتركز قوات التحالف في أفغانستان على الربط بين تحسين الوضع المعيشي في أفغانستان ومكافحة طالبان وأنصار تنظيم «القاعدة». وسعياً لمعالجة البطء في إعمار أفغانستان، أرسل مجلس الأمن وفداً الى البلد المضطرب. ووصل سفراء ومبعوثون من مجلس الأمن الدولي الى كابل أمس في زيارة تستمر ثلاثة أيام لتقييم الوضع هناك بعد تعهد المجتمع الدولي بتقديم 20 مليار دولار لأفغانستان وللقاء الرئيس الأفغاني كرزاي. وسيقيم وفد مجلس الأمن الدولي بقيادة السفير الإيطالي جوليو تيرزي جهود تحسين الأمن وإعادة بناء أفغانستان التي تشهد حربا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. وخلال مؤتمر للمانحين عقد في باريس يوم 12 يونيو (حزيران) الماضي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، انه تم التعهد بتقديم نحو 20 مليار دولار لتمويل التنمية في أفغانستان التي كانت تسعى في البداية للحصول على مبلغ 50 مليار دولار. وسيجري الوفد أيضا تقييما لتنفيذ تعهدات التمويل التي أسفر عنها مؤتمر باريس. وقالت الأمم المتحدة في بيان صادر قبل بدء الزيارة ان الهدف منها هو «التأكيد على أهمية التعاون الإقليمي من اجل الحكم والأمن والتنمية». وأضاف البيان ان «الهدف الإضافي لزيارتهم هو التأكيد على دور الأمم المتحدة في دعم السلام والاستقرار».