إطلاق سراح مبكر للزعيم السابق لـ«جناح الجيش الأحمر» الألماني

بعد اعتقاله قبل 26 عاما لجرائم اغتيال وتفجير

TT

وافقت محكمة شتوتغارت الألمانية على إطلاق سراح الزعيم السابق لـ«جناح الجيش الأحمر» كريستيان كلار بعد أن قضى أكثر من 26 عاما في السجن. وقررت المحكمة أمس إطلاق سراح كلار بكفالة في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2009، مع وضعه تحت الرقابة، لأنه يعد يشكل خطراً على المجتمع، بحسب المحكمة.

وأخذت المحكمة في عين الاعتبار قطع كلار صلته التنظيمية والفكرية مع المنظمة التي نشطت حتى نهاية التسعينات من القرن الماضي في ألمانيا، وموقفه المؤيد لقرار حل المنظمة عام 1997 وسلوكه المرضي خلال سنوات سجنه. وسبق للمحكمة أن رفضت التماس إطلاق سراحه الذي قدمه في مايو (أيار) 2007 لأن رئيس الجمهورية هورست كولر وقف ضده. وذكرت المحكمة حينذاك أنها رفضت التماسه بسبب رسالة «ثورية» رنانة وجهها من السجن إلى مؤتمر «روزا لوكسمبرغ» (يمثل الحزب الشيوعي السابق في ألمانيا الشرقية) كشفت تمسكه بافكاره السابقة. وكانت المحكمة وافقت على إطلاق سراح رفيقته برجيتا مونهاوبت من السجن في مارس (آذار) من نفس العام بعد أن قضت 24 سنة في السجن. ونالت مونهاوبت الموافقة على الخروج من السجن بفضل التماس تقدم به رئيس الجمهورية الراحل يوهانيس راو.

ويعتبر كلار، وعمره 56 عاماً، أقدم سجين في ألمانيا وأكثر ناشطي «جناح الجيش الأحمر» دموية لأنه شارك في معظم عمليات الاغتيال والتفجير التي نفذتها المنظمة اليسارية المتطرفة بين عامي 1977 و1982. ويعود كلار إلى الجيل الثاني من قيادة المنظمة التي أسسها الثنائي الشهير بادر ـ ماينهوف.

وبدأ كلار نشاطه ضد الدولة الغربية ورموزها بقتل شرطي عام 1977 على الحدود مع سويسرا. وشارك في عمليات اغتيال النائب العام زيجفريد بوبك ورئيس «دريسدنر بانك» يورغن بونتو وفي خطف وقتل رئيس أتحاد أرباب العمل مارتن شلاير. وأخذ كلار امرأة رهينة أثناء سطو على بنك في زيورخ عام 1979 ثم أطلق عليها النار بعد الفرار.

وأصدرت محكمة شتوتغارت قرارا على كلار بالسجن مدى الحياة 5 مرات و 15 سنة من السجن الإضافي بعد أن دانته بتهمة القتل في 9 حالات والشروع في القتل 11 مرة.

ولتفي العديد من ملفات الجرائم التي ارتكبتها منظمة «جناح الجيش الأحمر» مفتوحة رغم إطلاق سراح كلار. إذ التزم كل أعضاء المنظمة المسجونين بـ«القسم» على حفظ أسرار المنظمة، ولم يعترف أحد بشخصية الأفراد الذين نفذوا الاغتيالات وخصوصا ضد النائب العام بوباك ورئيس «دريسدنر بانك» بونتو. ولم يكشف أحد من أعضاء المنظمة شخصية العضو الذي نفذ عملية اغتيال رئيس الدويتشة بانك الفريد هيرهاوزن الذي اغتيل في نهاية الثمانينات على أيدي أعضاء المنظمة من الجيل الثالث.

وأثار إطلاق سراح وكلار موجة من الجدل بين الأوساط السياسية والإعلامية الألمانية بسبب وقوف أهالي الضحايا ضد إطلاق سراح أعضاء «جناح الجيش الأحمر». ووقفت عائلة بوباك بالضد من إطلاق سراح رغم اعتذاره الشخصي لهم واعتبروا خروجه من السجن إهانة للعدالة. وبالإفراج عن كلار يبقى عضو واحد من أعضاء جناح الجيش الأحمر المعروفين في السجن برجيت هوغفيلد، عمرها 50 عاماً وتعتبر من قيادة الجيل الثالث من جناح الجيش الأحمر الألماني. واعتقلت عام 1993 في بلدة باد كلاينن الشرقية بعد اشتباك مع القوات الخاصة قتل فيه رفيقها فولغانغ غرام وأحد رجال الشرطة. وهي مسؤولة عن قتل جندي اميركي من خلال هجوم بالقنابل على القاعدة الجوية الأميركية في مطار فرانكفورت عام 1985. وحكم عليها بالسجن المؤبد عام 1996 وأقرب فرصة لتخفيف الحكم عنها ستحل في منتصف عام 2011.