تقرير لليونسكو: الأمية تتفشى بين 58 مليوناً من الكبار في العالم العربي

ربع الأطفال غير الملتحقين بالتعليم يوجدون في العراق واليمن

TT

حذر تقرير سنوي حول التعليم أصدرته منظمة التربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) في باريس امس، من أن تقاعس الحكومات في مختلف أقطار العالم، عن المعالجة الجذرية لمعضلة عدم المساواة بشتى أشكالها في مجال التربية، يقضي على ملايين الأطفال بأن يعيشوا في الفقر، وتناقص فرص نجاحهم.

وقدم التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2009 تحت عنوان «التغلب على عدم المساواة: أهمية الحكومة»، تقييما تفصيليا للتقدم في مجال تحقيق أهداف التعليم الرئيسية، بما فيها تنمية الطفولة المبكرة، وتعميم التعليم الابتدائي، والمساواة بين الجنسين، ومحو الأمية، وجودة التعليم.

واشار الى ان 1 من كل 3 أطفال في الدول النامية، أي ما مجموعه 193 مليون طفل، يبلغ سن الالتحاق بالتعليم الابتدائي، الا انه يعاني من سوء التغذية التي ادت الى اضرار في نمو الدماغ لديه وانحسار آفاق التعليم امامه، فيما يبقى 75 مليون طفل في عمر الالتحاق بالتعليم الابتدائي، خارج المدارس. والقى التقرير بالمسؤولية عن التدهور في قطاع التعليم على مزيج من اللامبالاة السياسية، وضعف السياسات الوطنية، وتقاعس الجهات التي تمنح المساعدات عن العمل بالتزاماتها.

واشار التقرير الى انه وبالرغم من ازدياد عدد المسجَّلين في التعليم خلال العقد الأخير، الا ان العالم العربي لا يزال بمجمله متأخرا عن مناطق أخرى، وبعيدا عن تحقيق أهداف التعليم للجميع المنشودة.وقد ازداد التسجيل في التعليم قبل الابتدائي في الدول العربية منذ عام 1999 وحتى اليوم، بنسبة 26%، فبلغ 3 ملايين في عام 2006. إلا أن نسبة التسجيل الإجمالية في هذا القطاع لم تتجاوز 18%، وهي من أضعف معدلات التغطية في العالم في هذه المرحلة التعليمية. اما في التعليم الابتدائي، فقد استمر متوسط نسبة التسجيل الصافية في الارتفاع، حتى بلغت هذه النسبة 84% عام 2006. وبلغ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 5.7 مليون طفل، وهذا أقل بمليونين مما كان في عام 1999. وقرابة ربع الأطفال غير الملتحقين بالتعليم هم في العراق واليمن.

ولا تزال البنات يشكّلن أغلبية الأطفال الذين تفوتهم فرصة الالتحاق بالمدرسة، ففي عام 2006 كانت نسبة البنات بين أطفال المنطقة غير الملتحقين بالتعليم 61%. وسجلت اعلى نسبة منهن في مصر اذ بلغت 95% من كل الأطفال غير الملتحقين بالمدارس الابتدائية.

وفي عام 2005 فاق متوسط معدل الانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي 90% في الدول العربية. وفي المنطقة العربية بمجملها، ازدادت نسب التسجيل الصافية في التعليم الثانوي، اذا كان متوسطها في عام 2006 يبلغ 59% مقابل 52% في عام 1999.

وفي التعليم الجامعي فاق عدد الطلاب العرب المسجلين في عام 2006 الـ7 ملايين، أي أنه زاد بنسبة 36% عما كان في عام 1999. مع ذلك فان نسبة التسجيل الإجمالية لا تزال 22%، أي أن المشاركة في التعليم العالي ظلت منخفضة في المنطقة، مع تفاوت كبير بين البلدان.

ويقدر عدد الكبار المصنفين في فئة الأميين بين سكان المنطقة بنحو 58 مليوناً، ثلثاهم في الجزائر ومصر والمغرب والسودان. وبين فترتي 1985 ـ 1994 و2000 ـ 2006، ارتفع المعدل المتوسط لمحو أمية الكبار من 58% إلى 72%. وكان ارتفاع المعدل أقوى بين النساء، إذ انتقل من 46% إلى نسبة فاقت 61% بقليل. وعلى الرغم من ذلك، بقيت المعدلات في المنطقة دون المعدل المتوسط لمحو أمية الكبار في البلدان النامية (79%).

وقال التقرير ان المنطقة أحرزت بمجملها تقدماً في تحقيق التكافؤ بين الجنسين في مرحلتي التعليم الابتدائية والثانوية. لكن 3 بلدان فقط حققت في عام 2006 التكافؤ بين الجنسين في كلتا المرحلتين الابتدائية والثانوية، وهي: الأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة. واشار الى ان احد بواعث القلق في المنطقة يتمثل في انخفاض مستويات التعلُم. ومنذ عام 1999 نمت هيئة التدريس للتعليم الابتدائي بنسبة 18% في المنطقة بمجملها، فأصبحت تضم 1.8 مليون معلم في عام 2006. واخيرا وحسب مؤشر تنمية التعليم للجميع للسنة الدراسية المنتهية في عام 2006، فان دولتين عربيتين من بين الدول الـ15 المشمولة بالاستقصاء وهما البحرين والإمارات، اقتربتا جدا من تحقيق أهداف التعليم الأربعة القابلة للقياس الكمي التي يتضمنها المؤشر المذكور، بينما تبيّن أن جيبوتي والعراق وموريتانيا واليمن هي البلدان الأربعة الأبعد عن تحقيق أهداف التعليم للجميع.

وبالنسبة للتمويل، فقد خصصت الدول العربية للتعليم مقداراً من مجموع الإنفاق العام أكبر مما خصصته المناطق الأخرى، إذ خصص أكثر من نصف البلدان التي توافرت بيانات بشأنها ما فاقت نسبته 20% من مجموع الإنفاق العام في عام 2006. وقد تحسنت خلال العقد الأخير، معدلات وفيات الأطفال في الدول العربية، إذ أصبحت لفئة من هم دون السنة الخامسة من العمر 54 وفاة من كل 1000 ولادة. وانخفضت هذه المعدلات في الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة إلى 10% أو دون ذلك، الا انها ارتفعت في جيبوتي والعراق والسودان إلى أكثر من 100%. كما تحسنت معدلات نقص الوزن المعتدل والحاد ومؤشرات سوء التغذية بين أطفال ما دون الخامسة اذ بلغت 17% في الدول العربية، أي أنها أقل مما في البلدان النامية (26%) ومن المعدل العالمي (25%). إلا أن هذه المعدلات تراوحت بين 29% و46% لدى الأطفال الذين هم دون سن الخامسة في كل من جيبوتي وموريتانيا والسودان واليمن.