بوتين يدعو أوباما إلى التخلي عن الدرع الصاروخية في أوروبا.. وإلا سيلاقي «رداً مناسباً»

الكرملين يصادق على «معاهدتي صداقة» مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تمنحان مواطني الجمهوريتين الجنسية الروسية

TT

دعا رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، امس الرئيس الاميركي المنتخب، باراك اوباما، الى التخلي عن مشروع نشر عناصر من الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية، محذراً من «رد مناسب» من موسكو. وقال بوتين: «نأمل ان القيادة الاميركية الجديدة ستكون بناءة اكثر ومسؤولة وبعيدة النظر، وهذا أمر مهم» مقارنة مع القيادة السابقة.

وصرح بوتين خلال مؤتمر حول القانون الانساني في سان بطرسبرغ بأن «هذا المشروع يستهدف طاقة روسيا الاستراتيجية، ولا يسعنا إلا ان نرد بالطريقة المناسبة» عليه. وقال «اذا امتنعت الادارة الاميركية الجديدة عن نشر منشآت للدفاع المضاد للصواريخ في بولندا والجمهورية التشيكية، فلن تعود مسألة اجراءات الرد مطروحة». واضاف انه في هذه الحالة «التوجه السلبي سينعكس». واعتبر بوتين ان التخلي عن الدرع الصاروخي سيساهم في «نقض الظواهر السلبية الحالية في القارة الاوروبية». واعتبر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف اول من امس ان اوباما قد يبدي انفتاحاً على ادخال تغييرات الى مسألة الدرع الصاروخية المثيرة للجدل التي تريد الولايات المتحدة نشرها في اوروبا الشرقية. وكان مدفيديف قد قال في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ان بلاده ستنشر صواريخ في منطقة كالينينغراد الروسية الواقعة بين بولندا وليتوانيا للتصدي لمشروع الدرع الصاروخية الاميركية. ولكنه أوضح في مقابلة نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، الخميس الماضي، ان بلاده «ستتخلى عن قرار نشر صواريخ في كالينينغراد إذا قررت الادارة الاميركية الجديدة (..) التخلي عن نظامها الصاروخي». من جهته، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساء اول من امس ان الولايات المتحدة لم تبدد هواجسَ روسيا حول المشروع الاميركي لنشر درع صاروخية في اوروبا، موضحا ان موسكو سترد على العرض الاميركي الشهر المقبل. وكان لافروف يتحدث على هامش منتدى التعاون لآسيا ـ المحيط الهادئ (ابيك) في ليما، حيث التقى السبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي ستتخلى عن منصبها في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال لافروف غداة لقائه الوزيرة الاميركية «لم تحصل اي طمأنة لهواجسنا». واضاف ان «هواجسنا لن تتبدد إلا بأمر واحد هو التخلي عن خطط نصب منظومة دفاعية مضادة للصواريخ من جانب واحد واتفاق على العمل معا على ان ننطلق من الصفر». ولكن تشير تصريحات بوتين ومدفيديف الى تطلع روسي للتراجع عن المواجهة مع الولايات المتحدة بعدما تأزمت العلاقات بين البلدين في الفترة الاخيرة بسبب الدرع الصاروخية والنزاع المسلح بين موسكو وتبيليسي. وفي ما يخص جورجيا، اعلن الكرملين امس ان الرئيس الروسي اقر معاهدتي صداقة مع جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا. وافاد مكتب الكرملين الاعلامي في بيان ان مجلس الدوما الروسي (النواب) صادق في 29 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي على المعاهدتين المبرمتين في 17 سبتمبر (ايلول)، وتلاه مجلس الاتحاد (الشيوخ) في 12 نوفمبر (تشرين الثاني). وتنص الوثيقتان على ان يتم التداول بعملة الروبل رسمياً في المنطقتين، وبإمكان سكانهما الحصول على الجنسية الروسية. وتسببت محاولة تبيليسي اعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية في الثامن من أغسطس (آب) الماضي في تدخل عسكري روسي في جورجيا عبر حرب خاطفة دامت خمسة ايام. واعترفت موسكو في 26 اغسطس باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. كما أبرمت اتفاقيات عسكرية مع الجمهوريتين تمكنها من نشر 3800 رجل في كل واحدة منهما. ومن شأن إقرار الاتفاقيتين ان تثير غضب جورجيا بينما يسود العلاقات بين البلدين توتر منذ اشهر. وكان حادث إطلاق النار المزعوم على الرئيسين البولندي ليخ كاتشينسكي والجورجى ميخائيل ساكاشفيلي اول من امس في المنطقة الأمنية بالقرب من إقليم أوسيتيا الجنوبية تطورا آخر زاد من التوتر بين الطرفين. وبينما وصف كاتشينسكي الحادث بأنه دليل على عدم الالتزام بخطة وقف إطلاق النار التي أبرمت بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، قالت موسكو ان الحادث «استفزازي». وقال وزير الخارجية الروسي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ: «هذا لم يحدث لأول مرة ... إنهم (الجورجيون) ينظمون كل ذلك بأنفسهم ثم يتهمون الروس أو الأوسيتيين». ونقلت وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) عن لافروف قوله امس إنه يتعين على الرئيس الجورجي ساكاشفيلي التوقف عن هذه «الاستفزازات». وكان قد سمع دوي إطلاق أعيرة نارية بالقرب من موكب سيارات كان يقل الرئيسين البولندي كاتشينسكي والجورجي ساكاشفيلي اول من أمس من المطار في تبيليسي إلى إحدى البلدات بالقرب من الحدود مع أوسيتيا. وتتهم جورجيا القوات الروسية المنتشرة في إقليم أوسيتيا الجنوبية بأنها «عرضت حياة الرئيسين للخطر».