قيادة جنوب أفريقيا تضم صوتها إلى أنان وكارتر في التحذير من انهيار زيمبابوي

محادثات جديدة اليوم حول تقاسم السلطة وسط مخاوف من انتشار وباء الكوليرا

الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، يتوسط الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان والناشطة الاجتماعية الموزامبيقية غراسا ميشيل، في مؤتمر صحافي مشترك في جوهانسبرغ أمس (إ.ب.أ)
TT

ضمت قيادة جنوب أفريقيا صوتها الى الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر اللذين حذرا امس من انهيار زيمبابوي مع تراجع الخدمات الصحية والاجتماعية وسط أزمة سياسية واقتصادية تشل البلاد. وزادت جنوب أفريقيا الضغط على القادة السياسيين المتنافسين في زيمبابوي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث وصف كل من الرئيس كجاليما موتلانتي والمرشح ليحل مكانه قريبا يعقوب زوما الوضع في زيمبابوي بأنه «سيئ للغاية» و«محبط للغاية». وقال زوما ان البلاد قد «ينفجر داخلياً وينهار»، مضيفاً أن وفداً من جنوب أفريقيا سيتوجه الى زيمبابوي قريباً». وكان موتلانتي رئيس مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي التي تضم 15 دولة قد كرر القول إنه «لا بد أن تعمل الأطراف على دخول اتفاقها الذي وقعته في 15 سبتمبر (ايلول) الماضي حيز التنفيذ على الفور». ويذكر ان جوهانسبورغ كانت تتحفظ على انتقاد زيمبابوي تحت رئاسة الرئيس السابق ثابو مبكي، مما جعل الكثير من الغربيين المهتمين بزيمبابوي بانتقادها.

وعقد كارتر وأنان، ومعهما الناشطة الاجتماعية الموزمبيقية جراسا ميشيل، اجتماعات في جوهانسبورغ حول البلد المتأزم بعد ان منعوا من زيارة زيمبابوي مطلع هذا الأسبوع من جانب نظام رئيس زيمبابوي روبرت موغابي.

وكان الثلاثة الذين يمثلون منظمة «الحكماء» التي تضم ساسة محنكين وأسسها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا عام 2007 يريدون زيارة زيمبابوي لإلقاء الضوء على تدهور الأزمة الإنسانية هناك. ويذكر ان ميشيل هي زوجة لمانديلا. وكان من المقرر أن يقوم الحكماء بزيارة عمال الصحة والمنظمات غير الحكومية التي تكافح من أجل توفير الغذاء لأكثر من 3 ملايين شخص يعانون من الجوع. ولكن حكومة موغابي رفضت منحهم تأشيرات الدخول وقالت إنهم لم ينسقوا مع مسؤولي زيمبابوي بشأن زيارتهم. ويقول «الحكماء» الذين التقوا في جنوب أفريقيا مع زعيم المعارضة في زيمبابوي مورجان تسفانجيراي ولاجئين من زيمبابوي ووكالات مساعدة تعمل لصالح شعب زيمبابوي إنهم طلبوا لقاء موغابي ولكن دون جدوى.

وفي مؤتمر صحافي لـ«الحكماء» الثلاثة، قال كارتر إن الأزمة «تبدو أسوأ بكثير» من المعلن، وان البلد يعاني من أزمات متعددة تهدد البلاد. وعقب محادثاته مع الحكماء الثلاثة قال موتلانتي، امس، إنهم رسموا «صورة مؤسفة للغاية» عن الوضع في زيمبابوي التي تجاور جنوب أفريقيا من الشمال.

وألقى صراع السلطة بين الرئيس روبرت موغابي ومورجان تسفانجيراي زعيم حركة التغيير الديمقراطي المعارضة بظلاله على الصعوبات اليومية التي يواجهها أبناء البلاد بما في ذلك نقص الغذاء والوقود ومعدلات التضخم الهائلة التي دفعت الملايين من أبناء البلاد الى الخارج وسببت اضطرابا في اقتصاديات دول المنطقة.

وأعلن موتلانتي أن المحادثات بين الفرقاء السياسيين في زيمبابوي تستأنف اليوم، وستركز على تعديل دستوري يسمح لتقاسم السلطة وتأمين موقع رئيس الوزراء. ولكن هذه المسألة لا تعالج المشكلة الأساسية بين موغابي وتسفانجيراي، وهي حول توزيع المناصب الوزارية، وهي العقبة الأساسية أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويرفض تسفانجيراي الانضمام الى الحكومة، متهما موغابي بمحاولة الهيمنة على الوزارات السيادية. والعقبة الرئيسة في المحادثات هي مسألة من الذي يتولى وزارة الداخلية التي تشرف على جهاز الشرطة. وقال موتلانتي أمس: «إذا لم تحل المشكلة الجذرية وهي الغياب السياسي لحكومة شرعية، الوضع سيسوء وقد يتفجر داخلياً وينهار». وتتفاقم المشكلة في زيمبابوي بعد تفشي وباء الكوليرا في البلاد. ولقي ما يقرب من 300 شخص حتفهم بوباء الكوليرا كما أصيب 6000 شخص آخر بمرض الاسهال خلال الاسابيع الماضية، حيث انهارت خدمات الصحة والصحة العامة وغيرها من الخدمات العامة في الدولة التي كانت ذات يوم تمثل أحد الاقتصاديات النموذجية بأفريقيا.