مطالبات بحصار بحري لسواحل الصومال.. والناتو يرد: لا خطط للتدخل البري والبحري الآن

إيران تهدد باستخدام القوة العسكرية ضد القراصنة في خليج عدن

سفينة شحن صينية تمر في السواحل الشرقية للبحر المتوسط (أ.ب.إ)
TT

طلبت الشركات البحرية من الأمم المتحدة فرض حصار بحري على السواحل الصومالية لمنع أعمال القرصنة، موضحة أن فرض حظر بحري على الصومال يعد الطريقة الوحيدة لتكبيل يد القراصنة ومنعهم من التمادي في نشاطاتهم. إلا ان رد الفعل الاولي لحلف شمال الاطلسي (ناتو) كان متحفظا، إذ قال الحلف إنه يحتاج لدراسة الفكرة، مشيرا الى أنه لا خطط حالية للتدخل البري او البحري. وحول دعوة مجلس الأمن لفرض حصار بحري بطول السواحل الصومالية، دعت الشركات البحرية الدولية خلال مؤتمر إقليمي حول الامن البحري في كوالالمبور في ماليزيا الى توضيح شروط للتدخل السريع لتتمكن السفن من اعتراض القراصنة الناشطين في خليج عدن وملاحقتهم قضائيا. وقال بيتر سويفت ممثل جمعية «انترتانكو» الدولية لأصحاب ناقلات النفط التي تتخذ من لندن مقرا لها «من الجيد أن نرى الأمم المتحدة تنسق تحركا بحريا قبالة الصومال. يمكن (للامم المتحدة) فرض حصار على طول السواحل الصومالية». وحذر من انه إذا لم تتوقف أعمال القرصنة، فستكون لها انعكاسات خطيرة على التجارة الدولية التي تعتمد بنسبة 90% على النقل البحري. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية امس «نطالب (الامم المتحدة) منذ فترة طويلة بتوفير دعم بحري للبحرية التجارية لحماية البحارة والتجارة العالمية»، مضيفا انه طلب دعما بحريا ودوريات جوية. وقال يوهاي ساساكاوا رئيس جمعية «نيبون فاونديشن» الناشطة من أجل تحسين أمن السفن ومقرها في طوكيو «يجدر بالأمم المتحدة التدخل. على الأمم المتحدة نشر بعثة بحرية للحفاظ على السلام. عندها سيفكر القراصنة مليا قبل التحرك». وأرسل حلف شمال الاطلسي في نهاية أكتوبر (تشرين الاول) أسطولا صغيرا من أربع بوارج حربية الى المنطقة.

لكن وفي رد فعل على الفكرة، أعلن مسؤولون كبار في حلف شمال الاطلسي أن الحلف يبحث في الدور الذي قد يلعبه لمواجهة القراصنة الصوماليين، لكنه لا ينوي في الوقت الراهن فرض حصار بحري أو شن عملية برية ضدهم رغم الدعوات لذلك. وصرح أمين عام الحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر، ان «الحلف الاطلسي لا ينوي فرض حصار على الموانئ (الصومالية)»، مؤكدا ان مجلس الأمن الدولي لم يعط ضوءا أخضر لأي عملية من هذا القبيل. وأضاف دي هوب شيفر عقب اجتماع بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي، ان «ذلك لا يندرج اليوم في خياراتنا»، مذكرا بأن الحلف يفكر «في مسؤولياته على المدى البعيد» بالنسبة لظاهرة القرصنة. الى ذلك، أكد قائد القوات الحليفة في اوروبا الجنرال جون كرادوك، امس، للصحافيين أنه كلف النظر في «إمكانية مشاركة الحلف الأطلسي على المدى البعيد في عمليات ضد القرصنة».

وأضاف الضابط الاميركي أن دراسة الحلف الأطلسي ما زالت في مرحلتها الاولى، التمهيدية. وأشار الجنرال كرادوك بالخصوص الى انه «لا يمكن وقف القرصنة في البحر بل في البر». وردا على سؤال حول اهمية التخطيط لعملية برية قال «قد ادعى الى القيام بذلك لكن اليوم أنا أركز على العمليات البحرية». وأكد ان عملية برية دعا اليها بالخصوص سفير روسيا في الحلف الاطلسي في 19 نوفمبر «تتجاوز بكثير ما طلب مني ان اقوم به اليوم». واعتبر ان الأولوية تتمثل في ضمان نقل المساعدات الانسانية لبرنامج التغذية العالمي (بام) بمرافقة سفنه كما تفعل اربعة بوارج حربية من الحلف الاطلسي التي تجوب البحر قبالة الصومال. ويأتي ذلك فيما ذكر نائب وزير النقل الايراني علي طاهري أن ايران تتفاوض مع القراصنة الذين خطفوا سفينة شحن ايرانية ترفع علم هونغ كونغ في خليج عدن، إلا انها قد تستخدم «القوة العسكرية» من اجل تحرير السفينة، بحسب ما اوردت صحيفة «اعتماد» الايرانية امس.