رفسنجاني: أختلف مع خامنئي ولدي تحفظاتي على نجاد.. وعلمت بأزمة الرهائن وأنا في مكة

في تصريحات تكشف جزءا من طبيعة العلاقة بين أقوى رجلين في إيران * مصدر إيراني لـ«الشرق الأوسط»: كانا قريبين.. والآن علاقتهما رسمية

مريم رجوي زعيمة حركة مجاهدين خلق لدي وصولها إلى برلين أمس لتطلب من البرلمان الألماني حذف اسم حركتها من قائمة المنظمات الإرهابية (أ.ب)
TT

في تصريحات تكشف جزءا من طبيعة العلاقات بين أقوى رجلين في إيران، المرشد الاعلى لإيران آية الله علي خامنئي، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني، قال رفسنجاني ان خامنئي «حبه»، لكنهما عندما يختلفان معا يطيع رفسنجاني خامنئي. وأوضح رفسنجاني متحدثا، الى مجموعة من الطلاب الإيرانيين في جامعة «شريف» العريقة في طهران، حول اداء الحكومة الإيرانية ليل اول من امس، أنه يختلف مع الكثير من سياسات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد. كما رفض تشبيه النموذج الإيراني بنموذج كوريا الشمالية، واعترف ان الثورة الإيرانية ارتكبت أخطاء في ايامها الاولى، وان من بين تلك الاخطاء استيلاء الايرانيين على السفارة الاميركية في طهران عام 1980، واحتجاز الدبلوماسيين الاميركيين لمدة 444، موضحا انه كان مع خامنئي بمكة المكرمة للحج، وعلم بالحادث من الراديو. وبعد القاء كلمته، التي بثتها ونشرتها صحف ومواقع إيرانية عديدة، بدأ رفسنجاني الرد على اسئلة مكتوبة من قبل عدد من الطلاب، عندما سأله أحد الطلبة: «هل أنت على تواصل دائم مع القائد؟ وما هو مستوى وطبيعة هذه الاتصالات؟». فرد رفسنجاني قائلا: «لن تجد شخصين في هذا البلد، أقرب من بعضهما البعض مثلى أنا والقائد الاعلى»، عندها سأله الطالب مجددا: «هل ما زالت تحبه؟»، فرد رفسنجاني، الذي يرأس مجلس الخبراء وهي الهيئة التي يحق لها عزل وتعيين المرشد الاعلى لإيران، «احبه كثيرا.. حبي هو السيد خامنئي. انا والسيد خامنئي اصدقاء قربين من بعضنا البعض، وموضع سر بعضنا البعض لاكثر من 50 عاما. ونتشاور مع بعضنا البعض حول كل شيء». وأوضح رفسنجاني أنه يتناول العشاء مرة كل اسبوعين بشكل منتظم في منزل المرشد الاعلى لإيران، حيث يبحث مع خامنئي «قضايا الساعة لمدة ساعة او ساعتين». وتابع: «قبل أن يصير خامنئي قائدا اعلى، كنت أنا أذهب الى بيته مرة في الاسبوع، وفي الاسبوع الذي يليه هو يأتي الى منزلي. لكن بعدما بات قائدا أعلى.. انا من يذهب اليه على الدوام». لكن برغم تأكيد رفسنجاني على علاقته الوثيقة مع خامنئي، الا أنه اشار ضمنا الى اختلافات بينهما في وجهات النظر حول بعض القضايا. وأوضح رفسنجاني في كلمته بجامعة «شريف»: «نحن نحل هذه المشاكل بالاتفاق على أنه عندما نختلف في وجهات النظر، اتخلى عن وجهة نظري لانني استطيع أن اقول ان القائد قرر هذا. ومن واجبي قانونيا ودينيا ان اطيعه. فهو القائد ونحن التابعون». وانتقد رفسنجاني مجددا حكومة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، موضحا: أنه لا معنى لأي شيء إذ لم تكن المصانع ومعامل التكرير مستقلة. وتابع متحدثا حول حكومة أحمدي نجاد: «للاسف. اليوم نحن نواجه خطر الاعتماد على الاخرين وفقدان الاستقلالية التي نتمتع بها بسبب الزيادة الهائلة في الاستيراد. هذا ليس جيدا لصناعاتنا الوطنية». كما انتقد رفسنجاني النموذج الكوري الشمالي، موضحا: «الاستقلال ليس كافيا لان هناك بلادا مثل كوريا الشمالية، أغلقت حدودها بحيث لا يدخل او يخرج احد. لديهم استقلال سياسي، لكن إيران لا تريد أن تكون مثلهم، لاننا يمكن ان نصمد امام القوى العظمى في العالم»، داعيا بشكل ضمني الى انفتاح ايران على العالم، والتخلص من افكار العزلة التي يقترحها بعض المحافظين داخل إيران. وفي هجوم غير مباشر على السياسات الاقتصادية لاحمدي نجاد، قال رفسنجاني: «البعض يظن ان مساعدة الفقراء يعني اعطاءهم شيئا من أجل أن يأكلوه». وتابع: «لكن أنا أؤمن أننا يجب أن نتحرك بطريقة تؤدي الى مساعدة الفقراء على الوقوف على أقدامهم بحيث يعيشون بكرامة». وكان تعليق رفسنجاني ردا مباشرا على ملاحظة لاحمدي نجاد قبل 3 أيام. فقبل نحو اسبوع، أنتقد رفسنجاني السياسات الاقتصادية لحكومة أحمدي نجاد، قائلا إنها شعبوية تضعف اسس الاقتصاد الإيراني، فرد عليه احمدي نجاد يوم الخميس الماضي قائلا: «انت تخليت عن الناس. يجب ان تعلم ان الناس ليسوا عائلتك او جزءا من اصدقائك. الناس هم هؤلاء المستعدون للتضحية بحياتهم من اجل البلد والثورة في زانجان ومناطق اخرى من البلاد. نحن مستعدون لحل جذور المشاكل الاقتصادية، بالرغم من رغبات جناح اناني لا يريد ان تمضي الاصلاحات الاقتصادية قدما». وفي جزء اخر من كلمته انتقد رفسنجاني بعض الافعال التي تمت خلال السنوات الاولى للثورة الإيرانية، ومن بينها احتجاز الرهائن الاميركيين في السفارة الاميركية في طهران 1980، موضحا انه «لم تكن كل تطورات الثورة في ايدينا». وتابع: «حتى عندما حدثت ازمة الرهائن، لم أكن أنا والسيد خامنئي على دراية باحتجاز الرهائن الاميركيين في السفارة الاميركية. كنا في مكة في ذلك الوقت وسمعت الانباء من نشرة منتصف الليل في الراديو وان وكر الجواسيس تم اقتحامه، وان بازروكان، مهدي بازروكان رئيس الوزراء الإيراني آنذاك، قد استقال احتجاجا. بعض الاحداث التي تمت يمكن ان ننتقدها الان. ونتمنى ان لم تكن قد حدثت من الأساس». كما انتقد رفسنجاني «التشدد» و«الطلبة الغاضبين» خلال الثورة الثقافية في السنوات الاولى عقب الثورة الإيرانية، والتي أدت الى اغلاق الجامعات لمدة عامين بعد نجاح الثورة الإيرانية مباشرة عام 1979، ومغادرة الالاف من أساتذة الجامعات لإيران بعد الثورة مباشرة، موضحا ان الكثير من هؤلاء تم «تطهيرهم» بطريق الخطأ، وتابع: «أحد الاشياء التي تمت في ذلك الوقت كانت تطهير الجامعات من الاساتذة، الكثير منهم لم يكن ينبغي ان يتم تطهيره».

وتأتي تصريحات رفسنجاني حول خامنئي وعلاقته معه، بينما تشهد ايران مواجهة مكتومة بين الاصلاحيين والمحافظين خصوصا ان انتخابات الرئاسة على الابواب. وقال مصدر إيراني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات رفسنجاني لا تعكس الا جانبا من العلاقات المعقدة بينه وبين خامنئي، موضحا: «سنوات حكم أحمدي نجاد اثرت على العلاقات بينهما. فالقائد دافع باستمرار عن احمدي نجاد بالرغم من ان حكومة احمدي نجاد هي اسوأ حكومة تشهدها إيران منذ الثورة». وقال المصدر إنه برغم ان الاصلاحيين والتيار البراغماتي وسط المحافظين انتقدا بشكل دائم الحكومة الإيرانية، الا ان حكومة احمدي نجاد ما زالت تحوز على ثقة المرشد الاعلى لإيران، كما أنها قوية وسط العسكريين والمؤسسات الامنية في إيران. وتابع: «الحقائق المؤكدة هي تزايد عائدات النفط في إيران، فقد ارتفع سعر البرميل الى أكثر من 100 دولار، قبل ان ينخفض الى اقل من 50 دولارا مؤخرا. هذا جعل الحكومة الإيرانية الحالية ثرية، ويعني أنها كانت أغنى حكومة تحكم إيران منذ الثورة الإيرانية 1979. عندما يكون لدى الحكومة كل هذا المال، فإن هذا يعني أنه بإمكانها ان تفعل أي شيء. هذه هي النقطة الاولى. والنقطة الثانية هي ان الاستخبارات الإيرانية قوية جدا، وهي كلها تتبع المرشد الاعلى، وكذلك الحرس الثوري (ساباه باسدران) والباسيدج (قوات التعبئة)، اذا قوات الباسدران والباسيدج والاستخبارات، اضافة الى اموال النفط جعلت المرشد الاعلى ورجاله اقوياء»، موضحا ان هذا خدم احمدي نجاد الى حد كبير، وساهم فى هز العلاقة بين خامنئي ورفسنجاني الذي لم ينس ان المرشد الاعلى فضل عمدة طهران، احمدي نجاد، عليه في انتخابات الرئاسة 2005. وشكك المصدر الإيراني في ان يكون خامنئي ورفسنجاني يلتقيا كثيرا الان كما كان يلتقيان مباشرة بعد تولي خامنئي منصب المرشد الاعلى عندما كانت علاقتهما قريبة، موضحا «اعتقد ان علاقتهما اصبحت رسمية». ويأتي ذلك فيما حذرت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أمس من أن الضغط الدولي على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي «يضعف». وقال مسؤول بالاستخبارات الاسرائيلية، رفض الكشف عن هويته لوكالة «اسوشيتدبرس» أمس ان إيران ما زالت تواصل تخصيب اليورانيوم، وأنها يمكن ان تكون قادرة بحلول العام المقبل على انتاج قنبلة نووية. من ناحيته، اعلن قائد الحرس الثوري الايراني ان الجيش العقائدي في النظام الايراني اعتقل افراد شبكة تجسس مرتبطة بجهاز الاستخبارات الاسرائيلي(الموساد). وقال الجنرال محمد علي جعفري الذي اورد تصريحه التلفزيون ان «مكتب الاستخبارات في الحرس الثوري فكك اخيرا شبكة تجسس مرتبطة بالموساد». واضاف ان افراد «الشبكة كانوا يسعون الى جمع معلومات حول البرنامج النووي والقطاعات العسكرية للحرس الثوري وشخصيات في النظام لنقلها الى الموساد». واوضح ان «كل اعضاء الشبكة اوقفوا.. وضبطت اجهزة اتصالات حديثة». وقال الجنرال جعفري ان «افراد الشبكة اقروا بانهم تلقوا تدريبا في اسرائيل لارتكاب اعتداءات واغتيالات» في ايران، واضاف ان «تفاصيل اكتشاف الشبكة وتوقيف افرادها» ستنشر قريبا. واعلنت ايران يوم السبت اعدام مهندس اتصالات ايراني علي اشطري شنقا بعد ادانته في يونيو(حزيران) بتهمة «التجسس» لحساب اسرائيل. وقال مسؤول في الاستخبارات الايرانية ان علي اشطري الذي اوقف في فبراير (شباط) 2007 شن عمليات تجسس لحساب اسرائيل لمدة ثلاث سنوات، واضاف المسؤول «مع اعلان شنق اشطري اردنا ان نظهر ان معارك جديدة للاستخبارات بدأت مع العدو وان هذه المعارك اصبحت اخطر».