باراك يصد محاولات اليمين الإسرائيلي ويعلن أن اجتياح غزة لن يؤدي إلى إطلاق شليط

قال: قبل الخروج إلى الحرب أريد أن أنظر في عيون كل أبٍ وأمٍ لجنودنا وأنا مرتاح الضمير

TT

صدم وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، الساحة السياسية والحزبية، أمس، حينما أعلن لأول مرة أنه يعارض عملية اجتياح شاملة لقطاع غزة. وهاجم قوى اليمين التي تطالبه بإطلاق أيدي الجيش ليعمل على تصفية حكم حماس وإطلاق سراح شليط. وقال ان عملية اجتياحٍ كهذه لن تؤدي الى اطلاق سراح الجندي الاسير جلعاد شليط بشكل مضمون.

وكان باراك يتكلم أمام الكنيست الذي التأم بطلبٍ من نواب اليمين للبحث في ما سموه: «عجز الحكومة عن وقف اطلاق صواريخ «القسام» الفلسطينية باتجاه البلدات الاسرائيلية في الجنوب». فقال: «انا بنفسي مقاتل، وقائد لمئات العمليات القتالية الجسورة، وأعرف معنى الحرب والتضحية، ولن يعلمني أحدٌ من مثيري الحروب الاسرائيليين كيف تكون الحرب. وأطمئنكم بأن الحرب لن تهرب، فهي ممكنة في أية لحظة. والجيش الاسرائيلي لا يخاف الحربَ. ولكنه في الوقت نفسه لا يركض الى الحرب معصوبَ العينين. فأنا، عندما أقرر الخروج الى الحرب، أريد ان أنظر الى عيون الآباء والأمهات الذين يسلمونني أولادهم للخدمة العسكرية، وأقول لهم إنه لم يكن أمامنا من مبرر إلا الخروج الى الحرب». وأوضح باراك ان التهدئة بالنسبة اليه أفضل من الحرب، وأن حماس بشكل عام تحافظ على التهدئة بشكل جدي. وللدلالة على ذلك، قال إنه قبل التهدئة بلغ معدلُ عدد العمليات التي نفذتها حماس أو التنظيمات الأخرى تحت ظلها، حوالي 500 عملية في الشهر، ولكنها انخفضت بعد التهدئة الى 10 عمليات فقط. ولذلك، يقول باراك «لست نادماً على أي شهر من شهور التهدئة». وكانت قوى اليمين قد استغلت هذه الجلسة لإطلاق معركتها الانتخابية، محاولة اظهار الحكومة بقيادة خصميها حزبي «كديما» و«العمل»، ضعيفة وعاجزة. وهاجمتها على إهمال الجندي الأسير لدى حماس في قطاع غزة، وعلى اتفاقية التهدئة مع حركة حماس بدعوى أن هذه التهدئة أدت وتؤدي فقط الى تعزيز قوة حماس. ثم تطرق المتفوِّهون باسم اليمين الى القضايا الأمنية الأخرى، مثل التهديد الايراني وتصاعد قوة حزب الله. واعتبروا التراخي الاسرائيلي مع سورية يؤدي الى تعزيز مكانتها في العالم من دون أن توقف دعمها لحزب الله بلبنان وتحالفها مع ايران.

وكانوا يتوقعون في اليمين أن ترد عليهم باسم الحكومة، تسيبي ليفني، القائمة بأعمال رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية، باعتبار ان رئيس الحكومة موجود في الولايات المتحدة، وهي التي تحل محله كرئيسة للحكومة، ولكن الحكومة فاجأتهم بإرسال باراك، الذي يحاول من جهته بناء معركته الانتخابية على أساس أنه الجنرال الأكبر والأقدم في الحكومة. وفي هذا الاطار، أطلق عدة تصريحات هدد فيها حماس وحزب الله. ولكن باراك جاء بهذا الموقف، ليتجاوب مع سياسة رفاقه في قيادة الحزب والذين انتقدوه على سياسته اليمينية وعربدته العسكرية التي تتناقض مع كونه رئيس حزب سلام، كما تجاوب مع طلبات الجيش، الذي انتقد أخيراً القادة السياسيين الذين يحاولون دفعه الى الحرب لأغراض حزبية انتخابية. وقال باراك انه يدير سياسة متوازنة مع حماس. وأضاف: قلنا لهم إذا توقفتم عن اطلاق الصواريخ 24 ساعة متواصلة سنسمح بدخول المواد الغذائية والأدوية الى القطاع. وقد التزموا فعلا يوم أمس، فسمحنا بإدخال 30 شاحنة تحمل الأدوية والأغذية وسمحنا بإدخال الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء. فإذا استمروا في الهدوء سنستمر في شحنهم بما يحتاجون من المواد. وإذا غيروا مواقفهم وتجاوبوا مع احتياجات صفقة تبادل الأسرى التي يتحرر فيها شليط، سوف نكون أكثر كرماً في فتح المعابر. ولكن باراك استغل المنبر ليوجه غمزاته ولمزاته نحو منافسته في الانتخابات القادمة (ليفني)، فقال ان حزب الله ضاعف قوته ثلاث مرات منذ الحرب الأخيرة على لبنان، وأجرى مناورات استفزازية لإسرائيل، في الأسبوع الماضي، «لأنه لا يحترم ما يسمى قرار مجلس الأمن رقم 1701 ولا شروط وقف اطلاق النار». وقصد باراك بقوله «ما يسمى قرار مجلس الأمن» أنه كان فاشلا، مع العلم أن ليفني تتباهى بأنها حققته. وقال باراك في خطابه انه على الرغم من ان سورية تقيم علاقات حميمة مع حزب الله وايران، فعلى اسرائيل ان تسعى لاتفاق سلام معها يخرجها من هذا المحور.