أولمرت يلتقي بوش ليطلق من عنده مسيرة العودة لرئاسة الحكومة بعد دورة الحكم المقبلة

TT

في الوقت الذي يتذمر فيه رفاقه وأصدقاؤه في قيادة حزب «كديما» من تصريحاته السياسية وأدائه الضار بحملتهم الانتخابية، وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، الى واشنطن، فجر أمس، في زيارة وداع متبادل مع الرئيس جورج بوش، يرمي الى جعلها نقطة انطلاق لعودته الى رئاسة الحكومة بعد أربع سنين. وحسب المقربين منه، فإن أولمرت ينوي التقدم بعدة مطالب ذات أهمية خاصة لاسرائيل ولمستقبل المنطقة، وان بوش ينوي التجاوب مع غالبية هذه المطالب، وأهمها: ضمان استمرار الدعم المالي الأميركي بـ3 مليارات دولار في السنة لإسرائيل على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تنتاب الولايات المتحدة. ثانيا اطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي، جوناثان بولارد، وهو المواطن اليهودي الأميركي الذي نقل الى جهاز «الموساد» (المخابرات الخارجية) الاسرائيلي معلومات عن التسلح النووي الأميركي، وحكم عليه بالسجن المؤبد وأمضى حوالي 21 عاما في السجن حتى الآن.

ثالثا تلخيص مفاوضات السلام الاسرائيلية ـ الفلسطينية وتثبيت المواقف الأميركية التي تبلورت في فترة حكم أرييل شارون وايهود أولمرت، وفيها دعم بوش مواقف اسرائيل حول عودة اللاجئين الفلسطينيين فقط الى تخوم الدولة الفلسطينية العتيدة والإبقاء على الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية مقابل أراض تعوضها اسرائيل للفلسطينيين. رابعا الاتفاق على صيغة تكرس تفاهماً أكبر حول الخطر الايراني من جراء مشروع طهران لتطوير التسلح النووي.

خامسا تزويد اسرائيل بالمزيد من الأسلحة المتطورة، وخصوصا أحدث الطائرات المقاتلة «إف ـ 22» وآخر صرعة من القذائف الذكية المتطورة. والتقى أولمرت، صباح أمس، عددا من كبار المسؤولين الأميركيين، في مقدمتهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التي أسعدته بتصريحها ان «ما منعت التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي ـ فلسطيني بين أولمرت والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، هي الأوضاع السياسية الداخلية في اسرائيل». وقصدت بذلك رايس ان الاطاحة بأولمرت كرئيس للحكومة هو الذي منع التوصل الى اتفاق. واعتبر رجال أولمرت هذا التصريح بمثابة رسالة الى المجتمع الاسرائيلي تقول ان أولمرت كان ضحية للظلم. . ويرى مراقبون ان لقاء الوداع هذا يرمي الى أمر واحد هو أن يعطي الرئيس الأميركي التقدير المميز لأولمرت، ليحمله كمخزون مهم في حملته السياسية المقبلة. يذكر ان اولمرت ينوي التفرغ بعد الانتخابات المقبلة في اسرائيل الى تنظيف اسمه في القضاء وإسقاط التهم ضده بالفساد، ليعود قائدا كبيرا للساحة السياسية الاسرائيلية، مثلما حصل لخصمه بنيامين نتنياهو، الذي سقط سنة 1999 ويعود اليوم كأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، ومثلما حصل لرئيس الحكومة الأسبق، اسحق رابين.