60% من أطفال غزة مصابون بسوء التغذية

750 مليون دولار خسائر الفلسطينيين المباشرة بسبب الحصار

فلسطينية تنتظر حصتها من الدقيق الذي توزعه وكالة غوث اللاجئين في مدينة رفح أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي تتواصل فيه مظاهر المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، سمحت إسرائيل صباح أمس بدخول كميات قليلة من الوقود المخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وقال كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية إن كميات الوقود التي سمحت إسرائيل بدخولها «ضئيلة جداً»، ولا تكفي لتشغيل المحطة، معرباً عن تشاؤمه إزاء فرص حل الأزمة الخانقة حالياً. وكشف تقرير صادر عن اللجنة الشعبية لكسر الحصار أن الخسائر المباشرة الناجمة عن الحصار تجاوزت 750 مليون دولار، فضلاً عن فقدان 140 ألف عامل لمناصب عملهم جراء إغلاق المعابر، والحصار المستمر على غزة منذ عامين، مشيراً الى أن معدل البطالة وصل الى 65 %. وأكد التقرير الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن 80 % من الفلسطينيين في القطاع يعيشون تحت خط الفقر، إذ لا يتجاوز معدل الدخل السنوي للمواطن الفلسطيني 650 دولاراً. وأكد التقرير أن هناك 2000 شاحنة من البضائع التي استوردها رجال الاعمال الفلسطينيون في غزة لا زالت محتجزرة في الموانئ الإسرائيلية والمعابر بسبب الحصار. وذكر أن 77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ يومياً دون معالجة، متوقعاً ان تغرق مناطق في شمال القطاع وجنوبه ومدينة غزة بمياه الصرف الصحي بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي. واشار التقرير الى أن 60 % من أطفال غزة مصابون بأمراض سوء التغذية وفقر الدم، وأكثر من ثلث ضحايا الحصار هم من الأطفال. واكد توقف 30 مخبزاً عن العمل في غزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الدقيق. وأشار التقرير الى ان رصيد المخزون الاحتياطي من الكلور اللازم لتنقية المياه وصل الى الصفر، مؤكداً أن هذا الواقع ينذر بالتوقف. وأوضح أن رصيد 40 % من الأدوية الأساسية وصل للصفر.

كما أن كثيراً من أجهزة التعقيم معطل ومتوقف عن العمل بسبب نقص قطع الغيار، وخاصة في مستشفيات النصر للأطفال والأقصى وأبو يوسف النجار. وأوضح التقرير وجود نقص حاد في التطعيمات اللازمة للأطفال، مما سيتسبب في نقص المناعة وانتشار الامراض، الى جانب توقف توريد الكحول المطهر والمعقم للمرضى، حيث لا يوجد أي من تلك الأنواع على الإطلاق، الأمر الذي ادى الى قصر إجراء العمليات على العمليات الطارئة وتأخير كثير من العمليات التي ستتحول إلي طارئة بعد فترة وجيزة. وأشار الى المأساة التي يعيشها المئات من المرضى الذين ينتظرون إجراء عمليات جراحية بالخارج، مشيرا الى ان عدد المرضى الذين توفوا جراء منعهم من السفر بلغ 260 شخصاً. واكد التقرير أن 60% من سيارات الإسعاف متوقفة بسبب عدم توفر قطع الغيار، وعدم توفر الوقود اللازم لها، الى جانب تعطل معظم كومبيوترات خدمات المرضى ومتابعة التحاليل، وخاصة لدى الأطفال.