جنازة رسمية وشعبية في القاهرة لنقيب الصحافيين المصريين الأسبق

وافته المنية بعد خوضه عشرات المعارك دفاعا عن الحرية

TT

قبل أن يتم تشييعه رسمياً وشعبياً ورسمياً، شيع الصحافيون المصريون أمس نقيبهم الأسبق كامل زهيري من مقر نقابتهم بوسط القاهرة، ملفوفا بعلم مصر، ونقلوا جثمانه إلى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية قبل تشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر. وكان زهيري قد وافته المنية مساء أول من أمس عن عمر يناهز 81 عاماً، بعد رحلة طويلة فى خدمة الصحافة والعمل النقابي على المستويين المحلي والعربي.

تقدم رموز العمل السياسي والقيادات الحزبية والحكومة، جنازة كامل زهيري، كما تقدمها مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين، وعدد من قيادات المؤسسات الصحافية. وقال صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، رئيس المجلس الأعلى للصحافة «إن زهيري أحد عمالقة الصحافة والفكر والثقافة المصرية والعربية وقدم الكثير من العطاء لمهنته ولأمته ونجح في نشر القيم الصحافية العظيمة وعلمها لأجيال متعاقبة». وأضاف في تصريح له عقب الجنازة «أن الفقيد كانت له إسهاماته المشهودة في التشريعات الصحافية التي صدرت في العقود الأخيرة إلى جانب إسهاماته في دعم مسيرة حرية الصحافة والفكر والتعبير». وقال الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية «إن الفقيد أحد عمالقة الصحافة والفكر والثقافة المصرية والعربية وقدم الكثير من العطاء لمهنته ولأمته ونجح في نشر القيم الصحافية العظيمة وعلمها لأجيال متعاقبة».

وخاض زهيري على مدى خمسين عاماً عاشها في عالم الصحافة مئات المعارك السياسية والنقابية، كان أبرزها معركة استقلال نقابة الصحافيين حينما هدد رئيس الجمهورية أنور السادات، بتحويل النقابة إلى أي شكل تنظيمي آخر، سواء مجلس أو اتحاد.

وتعود المواجهة بين زهيري، والسادات إلى نهاية الستينات حينما كان السادات نائبا أول لرئيس الجمهورية، وزهيري نقيبا للصحافيين، وخلال فترة سفر الرئيس جمال عبد الناصر إلى المغرب، تولى السادات تسيير الأمور في البلاد، واستدعى السادات، زهيري واتهمه بفتح باب النقابة، للقضاة الغاضبين على خلفية ما عرف وقتها بمذبحة القضاة، لكن زهيري دافع عن نقابته في وجه السادات الذي كان يكلمه وهو نائم على سرير بطول وعرض غرفة كاملة بمنزله.

وظل زهيري طوال حياته مخلصاً لمهنته، منحازاً لحرية الرأي، مدافعاً عن زملائه بدون أن تلين له قناة، كما كان سريع البديهة، خفيف الظل، صاحب تعليقات مثيرة لاذعة، وسريعة. والفقيد الراحل من مواليد محافظة الجيزة غرب القاهرة، عام 1927 وحصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة عام 1947 وحصل على دبلوم الدراسات العليا فى الأدب من جامعة السربون بفرنسا عام 1949.