بريطانيا تعرض على الجزائر مساعدة فنية في محاربة تمويل الإرهاب

مسؤول بريطاني يتحدث عن قرب ترحيل دفعة جديدة من المطلوبين

TT

أكد مسؤول بريطاني أمس أن بلاده عرضت على الجزائر مساعدة فنية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب. وأوضح وزير الدولة في الخارجية البريطانية، بيل رامل، في لقاء مع صحافيين بمقر السفارة البريطانية بالجزائر، في ختام زيارة دامت يومين، أن الجانب البريطاني عرض على الجانب الجزائري مساعدة فنية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وتحديث وسائل عمل الشرطة الجنائية. وحرصَ رامل على التأكيد أن ملف الإرهاب لم يكن الدافع للزيارة. ومع ذلك، قال إن محاربة الإرهاب «هي نقطة تجمعنا بالجزائر التي نساندها في الجهود التي تبذلها في هذا الإطار».

وأوضح رامل، من ناحية أخرى، أن بلاده تعتزم ترحيل دفعة جديدة من الجزائريين المساجين ببريطانيا. وقال إن وزارة الداخلية البريطانية أحصت 200 جزائري سجين ببريطانيا، بعضهم متورطون في قضايا إرهاب والبعض الآخر ضالعون في قضايا الحق العام من دون تقديم عددهم. وأفاد الوزير رامل أن ملف ترحيل المساجين «يعرف نشاطا كبيرا بين البلدين»، مشيراً إلى وجود دفعة جديدة من المرحَّلين لم يذكر عدد أفرادها ولا متى سيتم الترحيل. ورحلت بريطانيا بين عامي 2007 و2008، أكثر من 10 جزائريين؛ غالبيتهم غير مطلوبين من القضاء المحلي.

وسئل وزير الدولة البريطاني عن مصير طلب القضاء الجزائري تسليم عبد المؤمن رفيق خليفة، رجل الأعمال الجزائري المعتقل حالياً ببريطانيا، فقال: «إن القضاء عندنا مستقل، والعمل المتعلق بملف خليفة يتم بشكل جاد ولكنني لا استطيع التدخل في عمل القضاء، وفي أي حال، فإن هناك جلسة في فبراير (شباط) 2009 يمكن أن تحسم الملف». وتناول رامل في ردوده على الأسئلة موضوع المراقبين الدوليين، الذي اشترطه حزب بالمعارضة مقابل مشاركة زعيمه في انتخابات الرئاسة المرتقبة في أبريل (نيسان) المقبل. وعن مدى استعداد بريطانيا لإيفاد ملاحظين، قال إن الحكومة البريطانية «لا ترى أي مانع من إرسال مراقبين بريطانيين، لكن ينبغي أن تعلموا أن أمرا كهذا تقوم به المنظمات غير الحكومية عندنا». وأعن رامل بمناسبة الزيارة، عن تعيين ملحق عسكري بالسفارة البريطانية، وقال إن بريطانيا «ترغب في تطوير تعاونها العسكري مع الجزائر».

وقاد رامل خلال اليوم الاول من الزيارة، أشغال اجتماع اللجنة الجزائرية ـ البريطانية رفقة الوزير المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل. وتم خلالها بحث تطوير التعاون في مجال الطاقة الذي تعتبر بريطانيا من أهم المستثمرين فيه بالجزائر. وتبلغ قيمة الاستثمارات البريطانية بالجزائر 50 مليار دولار. وتطرق الجانبان خلال الاجتماع إلى الهجرة السرية ومحاربة الإرهاب وتقوية التعاون العسكري، ويتعلق الأمر أساسا بتكوين ضباط جزائريين في معاهد البحرية البريطانية. وقال مساهل إن الطرفين بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مذكرة تفاهم في الميدان العسكري، مشيرا إلى أن الجزائر عقدت مشاريع مماثلة مع عدة دول أخرى.