عرب في سجن سوسة: الأميركيون أخفوا جوازاتنا عن المحاكم ومعها الدليل على وجودنا الشرعي

مدير السجن الكائن بكردستان لـ«الشرق الأوسط»: لدينا فرق رياضية.. وقدمنا عروضا مسرحية وموسيقية

سجناء في ساحات سجن سوسة («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي اكد فيه كل من العقيد مؤمن ابوبكر، مدير سجن سوسة الاتحادي بالقرب من مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق، ومعاونه المقدم حسين محمد، ان الاوضاع داخل السجن «طبيعية» وان وزارة العدل العراقية التي يتبع اليها السجن توفر كل مستلزمات الراحة للنزلاء(السجناء)، شكت مجموعة من السجناء العرب من «اهمال» حكوماتهم لهم، مطالبين بنقلهم الى بلدانهم.

وقال العقيد ابوبكر لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في السجن «لقد وفرنا في هذا السجن الاتحادي ورش تعليم الميكانيك والاليكترونيات والنجارة والخياطة والحلاقة ومرسما ومشغلا للنحت ومكتبة وقاعة للموسيقى، كما ان هناك ما يقرب من ثلاثين فريقا لكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وفرق مسرحية قدمت ما يقرب من عشرين عرضا مسرحيا وموسيقيا، بالاضافة الى وجود ناد رياضي ومركز طبي»، مشيرا الى ان «ادارة السجن توفر اتصالات هاتفية للسجناء للتحدث مع عائلاتهم سواء في العراق او خارجه، وان هناك زيارات اسبوعية يومي الاحد والاثنين لعائلات السجناء، وزيارات مستمرة لمنظمة الصليب الاحمر الدولية، تكاد تكون بواقع زيارتين لكل اسبوعين». واضاف مدير سجن سوسة بان هناك 260 سجينا عربيا ومن مختلف الجنسيات، من اصل 1500 سجين، حيث ان البقية سجناء عراقيون.

ومن جانبه، قال معاون مدير السجن لـ«الشرق الأوسط» ان «ادارة السجن هيأت اوراق 37 سجينا انهوا مدة محكومياتهم وقررت وزارة العدل العراقية نقلهم الى بلدانهم ونحن في انتظار اجراءات منظمة الصليب الاحمر الدولية للقيام بمهمة النقل، حيث تم نقل 2 من السوريين الى بلدهم»، مشيرا الى ان «ادارة السجن توفر الظروف الحياتية الجيدة للسجناء فبالاضافة الى ما ذكره العقيد مدير السجن، فنحن نسمح للسجناء بالخروج من زنازينهم لما يقرب من ست ساعات يوميا وممارسة الرياضة او التمشي». واضاف المقدم محمد بان «غالبية النزلاء (السجناء) محكومون بتهمم تجاوز الحدود وهناك تهم تتعلق بالارهاب والقتل، واحكامهم تتراوح ما بين السنة الى مدى الحياة».

ووفر المقدم محمد لـ«الشرق الأوسط» فرصة التحدث وعبر هاتفه الجوال مع بعض السجناء العرب من داخل سجن سوسة، حيث تم اختيارهم بطريقة عشوائية للاطلاع على ظروفهم داخل السجن. واجمع السجناء على ان «القوات الاميركية التي القت القبض عليهم اخفت جوازات سفرهم ولم ترسلها ضمن وثائقهم الى المحكمة كي لا يتوفر لهم او للمحكمة الدليل الشرعي على وجودهم او دخولهم الى الاراضي العراقية».

وقال السجين عبد الله حبيب عبد الله، 44 عاما، تونسي وكان مقيما في فرنسا بانه «محكوم بالسجن مدة 15 سنة بتهمة تجاوز الحدود، امضيت منها 3 سنوات و7 اشهر»، مشيرا الى انه دخل بصورة رسمية عن طريق سورية «واصبت في تلعفر منذ الاسبوع الاول لوصولي الى هناك». واكد عبد الله ان «ظروفي الحياتية جيدة جدا داخل السجن ونعيش بهدوء ونمارس هواياتنا الرياضية واتلقى علاجا طبيعيا باستمرار».

وناشد السعودي فيصل غانم خليل العنزي،27 سنة، والمحكوم عليه بالسجن 6 سنوات بتهمة تجاوز الحدود «العمل على نقلنا الى السعودية لقضاء بقية محكومياتنا وكي يتاح لنا لقاء عائلاتنا»، مشيرا الى ان «الكثير من الاخوة السجناء هنا انهوا محكومياتهم منذ اكثر من سنتين ولم يتم اطلاق سراحهم او اعادتهم الى بلدانهم»، وشكر العنزي «ادارة السجن على حسن معاملتهم».

واستغرب السعودي عبد الله حمود عبد العزيز التويجري ان «اسجن لمدة 15 سنة لمجرد تهمة تجاوز حدود مع اني دخلت الى العراق بصورة رسمية وكنت قد حصلت على تأشيرة الدخول (فيزا) لزيارة ابن عمي في بعقوبة»، مشيرا الى ان «القوات الاميركية لم ترسل جواز سفري السعودي الى المحكمة لاثبت برائتي». ومثل مواطنه السابق تمنى التويجري «نقلنا الى السعودية لقضاء بقية محكوميتنا هناك او اعادة محاكمتنا»، وقال «لقد اتصلت اليوم(امس) هاتفيا بعائلتي في الرياض عبر هاتف وفرته ادارة السجن لنا». وشكر احمد علي الغنام، 23 سنة، سعودي من الرياض، ادارة السجن التي «وفرت لنا اتصالات هاتفية مع عائلتي لاكثر من ثلاث مرات كما ان رعايتها لنا ممتازة، لكنني اتمنى على الصليب الاحمر متابعة قضايانا ليتم نقلنا الى السعودية ومقابلة عائلتي حيث تعاني والدتي من مرض خطير». واكد الغنام بانه دخل بصورة رسمية الى العراق «ولم اشارك باية اعمال غير قانونية، نحن بحاجة الى محامين يتابعون قضايانا».

من جانبه، تساءل خالد عبد الرحمن، جزائري، قائلا «كيف احاكم بتهمة تجاوز الحدود وانا اصلا مقيما في العراق وكنت ادرس القانون في جامعة بغداد»، مؤكدا ان «القوات الاميركية احتفظت بجواز سفري وان كل ما احتاجه الان من السفارة الجزائرية هو جواز سفري لابرهن برائتي». واضاف عبد الرحمن الذي انهى 4 سنوات من محكوميته البالغة 15 سنة، قائلا «حتى القاضي الذي حكمني قال لي انا متأكد بانك بريء لكنك لا تحمل جواز سفر مثلما مكتوب هنا في اوراقك»، مشيرا الى انه انتقل عبر سجن ابوغريب ثم بادوش حتى وصل الى سوسة، واصفا الظروف في هذا السجن بـ«السيئة لانهم وضعوني مع عراقيين اختلف معهم ايديولوجيا». ووجه عبد الرحمن عبر «الشرق الأوسط» رسالة الى «حكومتي التي لم تفكر بنا ولم ترسل لنا أي مسؤول او محامي حتى الان».

أما السوداني عبد الرحمن حسن حسين، فتساءل قائلا «كيف اتهم بتجاوز الحدود وانا مقيم رسميا منذ 28 سنة في العراق ولي ورشة لصبغ السيارات في ديالى، بلدروز»، مشيرا الى ان السفارة السودانية قد اتصلت بهم «وكان اخر اتصال منذ ثلاثة اشهر لكن لم يحدث أي شيء حتى الان».