تكليف عربي شيعي قيادة الفرقة الـ 12 للجيش العراقي في كركوك

تشكيك كردي في نوايا رئيس الوزراء وترحيب عربي وتركماني

TT

أثار تشكيل الفرقة الثانية عشرة من الجيش العراقي في مدينة كركوك بقيادة العميد الركن عبد الامير محمد رضا المالكي، وهو عربي شيعي من محافظة بغداد، ردود افعال متباينة من قبل مكونات كركوك التي تحدثت «الشرق الأوسط» لممثليها بين رفض كردي وتشكيك في نوايا القائد العام للقوات المسلحة العراقية الذي هو رئيس الحكومة نوري المالكي، ووزارة الدفاع وبين ترحيب تركماني وعربي سني بالأمر واعتباره إجراء عاديا طالما كان الجيش العراقي جيشا وطنيا مهمته الدفاع عن أمن البلد وتكريس الاستقرار فيه.

فقد أكد عبد الرحمن مصطفى محافظ كركوك، وهو كردي، ان الجهود مستمرة لتشكيل تلك الفرقة منذ فترة ليست بقصيرة وان آمرها العقيد الركن عبد الامير المالكي تعهد بأن يؤدي مهامه الوطنية من دون انحياز او تمييز وان يعمل لخدمة سكان المدينة بلا استثناء. وأضاف ان الفرقة «تضم ابناء جميع القوميات والطوائف المتعايشة في كركوك، ونحن نرى الأمر بأنه طبيعي ونعمل بروح عراقية وكركوكية».

اما اللواء تورهان عبد الرحمن يوسف نائب القائد العام لشرطة محافظة كركوك، وهو تركماني، فأكد «نحن رهن أوامر وزارتي الداخلية والدفاع العراقية، وان أي قرار تتخذه الجهات العليا في الدولة ينبغي لنا تنفيذه لأننا في قوات الشرطة خاضعون لأوامر قياداتنا العليا وان هوية قائد الفرقة او انتماءه القومي او الديني او المذهبي لا يهمنا بالمرة لسبب بسيط وهو اننا جميعا عراقيون وعيش في اطار دولة واحدة عليه فان أي قائد عسكري ينقل الى كركوك من أي جزء من العراق فهو مرحب به بين أهله في هذه المدينة».

وأكد ذلك ايضا راكان سعيد عضو الكتلة العربية ونائب محافظ كركوك الذي قال «الجيش العراقي هو جيش وطني ويمثل كل العراقيين ولا فرق بين هذا الضابط وذاك، وان الامر في هذه المسألة متروك للقيادة العامة للقوات المسلحة التي ستكلف من تراه مناسبا لمثل هذه المهام الوطنية»، وقال «ان العرب السنة في كركوك ليست لديهم اي حساسية تجاه كون قائد الفرقة شيعيا او سنيا، بل نرحب بأي قائد وطني يؤدي المهام الملقاة على عاتقه كما يجب». من جانبه، اعتبر حسن توران نائب رئيس حزب العدالة التركماني احد اقطاب الجبهة التركمانية العراقية وعضو مجلس المحافظة، ان التركمان في كركوك يرحبون بتشكيل هذه الفرقة، لأن الجيش العراقي هو ضمانة لجميع العراقيين بلا استثناء.

وبخلاف كل تلك الآراء المؤيدة لتلك الفرقة، أكد حمه سور دو شيواني مسؤول العلاقات الوطنية في مركز تنظيمات كركوك لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني «ان تغيير مواقع الضباط وآمري الوحدات في الجيش أمر اعتيادي، ولكن التغييرات التي رافقت تشكيل هذه الفرقة تثير لدينا علامات استفهام كثيرة كونها تغييرات غير منطقية وغير طبيعية او غير مقنعة، إذ جرى نقل جميع الضباط وآمري الوحدات العسكرية الكرد من المنطقة في وقت واحد، لذلك نطالب رئيس الجمهورية والبرلمان العراقي ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع بإعادة النظر في قرار تشكيل هذه الفرقة بهذا الاسلوب لأنه قرار خاطئ ومن شأنه تمزيق صفوف ابناء القوميات والطوائف المتعايشة في كركوك بدلا من توحيدها». وتابع قائلا «نحن نرى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يسعى لكسب مزيد من أصوات التأييد له قبل عملية الانتخابات القادمة، والدليل على ذلك هو التجهيزات العسكرية الكبيرة التي يزود بها هذه الفرقة والتي تختلف عن تجهيزات سائر تشكيلات الجيش العراق، لذلك نشدد على ان تشكيل هذه الفرقة بهذا الاسلوب المريب تكمن وراءه نوايا سياسية تهدف الى زعزعة اوضاع العراق وتعزيز السلطة الفردية للسيد المالكي وحكومته».