أولمرت وبوش مقتنعان بإمكانية التوصل لاتفاق سلام خلال الشهرين المقبلين

أولمرت للرئيس الأميركي: لا يمكن لإسرائيل أن تنسى لك تخليصها من حكم صدام حسين

TT

أنهى الرئيس الأميركي، جورج بوش، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، لقاء الوداع بينهما في البيت الأبيض، بالإصرار على ان امكانية التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني في الشهرين المتبقين من حكمهما، ما زالت قائمة، رغم ان الكثيرين يرونه أمرا مستحيلا. ووعد أولمرت بأن يواصل جهوده في هذا الاتجاه خلال الفترة المتبقية له في الحكم، حتى فبراير (شباط) المقبل.

وأكد أولمرت ان غالبية المتشائمين من هذه الامكانية يستندون الى التفسيرات غير الدقيقة للقانون الاسرائيلي، ولكن المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية والنيابة العامة أصدرا تقريرا يؤكدان فيه ان أولمرت، بوصفه رئيس حكومة انتقالية، يمتلك كل الصلاحيات الضرورية للاستمرار في المفاوضات. وقد قدم هذا التقرير كوثيقة الى محكمة العدل العليا. وأكبر الاحتمالات تشير الى ان المحكمة العليا، وهي أعلى جسم قضائي في اسرائيل ستتوصل الى النتيجة نفسها. ولذلك فإنه لن يتردد في مواصلة التفاوض مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، من أجل التوصل الى اتفاق.

ولكن الزعيمين أكدا ارتباطهما بالواقع أيضا، وقالا انه في حالة عدم التمكن من الوصول الى اتفاق فإن من سيأتون بعدهما سيواصلون العمل على التوصل الى اتفاق. وحسب مصادر اسرائيلية، فإن بوش طلب من أولمرت أن يعطي الأمل أيضا في حالة فشله في انجاز اتفاق حاليا، مع العلم بأن أولمرت كان قد حاول اقناع بوش بأن المفاوضات بعدهما ستدخل الى سراب. فهو، أي أولمرت، يعتقد بأن الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، سيكون مشغولا حتى قمة رأسه في الأزمة الاقتصادية. ولن يجد الوقت الكافي لمعالجة أزمة الشرق الأوسط، خصوصا ان الأوضاع في اسرائيل وفلسطين لا تبشر بالخير.. «ففي اسرائيل يوجد خطر أن تنتصر أحزاب اليمين المتطرف وهي غير معنية بعملية السلام على أساس رؤيا الرئيس بوش ومبدأ «دولتين للشعبين» وفي فلسطين يوجد خطر في أن ينتهي حكم أبو مازن وتنتشر الفوضى العارمة. ولذلك فلا توجد فرصة أفضل من الفرصة السانحة اليوم للتوصل الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني».

وقال أولمرت خلال لقائه مع الصحافة سوية مع بوش، وبدا انه يوجه الكلام الى الاسرائيليين، ان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام مع اسرائيل هي مصلحة اسرائيلية عليا. وكان الزعيمان قد تبادلا المدائح أمام الصحافة، حيث قال أولمرت انه جاء ليشكر بوش باسم اسرائيل على وقوفه الى جانبها في أصعب الأوقات وبصداقة نادرة المثيل. واضاف: «لا يمكن لنا أن ننسى جهدك في تخليصنا من حكم صدام حسين في العراق، الذي وفر علينا وعلى كل شعوب المنطقة الكثير. ولا يمكن أن ننسى سعيك لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس رؤية دولتين للشعبين». وأضاف: «ان اسم بوش سيحفر في تاريخ اسرائيل بحروف من ذهب، كرئيس وكشخص وكقائد يتسم بالشجاعة وكصديق حميم. أما بوش فقد رد عليه بالقول انه يشكر أولمرت على انه كان ملتزما صادقا بمسيرة السلام وبالصداقة مع الولايات المتحدة. وقال انه يرى فيه قائدا كبيرا شجاعا سيجد الشعب في اسرائيل الوسيلة للاستفادة من قدراته المميزة في المستقبل أيضا.

وذكرت مصادر اسرائيلية أخرى ان أولمرت انتقد بشدة «المحاولات التي تقوم بها أوساط أوروبية وغربية مختلفة لكسر الحصار على حركة حماس واجراء حوار مع قادتها». وقال ان مثل هذه الحوارات هي لعب في الأوهام من جهة الغرب ولكنها فرصة ذهبية لحماس من أجل المساس بمكانة الرئيس أبو مازن وكل من يؤمن بالسلام في صفوف الشعب الفلسطيني.