خوجة لـ«الشرق الاوسط»: الانتقادات التي تسوقها المعارضة للسعودية سببها انتخابي داخلي

سمير فرنجية يرد على سليمان فرنجية.. ويتهم سورية بتحريك «أبواقها» في لبنان

TT

رد السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة على اتهامات الوزير السابق سليمان فرنجية الذي ينتمي الى المعارضة اللبنانية المتحالفة مع حزب الله، للسعودية بضخ الاموال في لبنان لدعم تحالف الغالبية البرلمانية المناهضة لسورية لكسب الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها العام المقبل. وقال خوجة لـ«الشرق الاوسط» ان «الحملة على المملكة العربية السعودية التي تقودها أطراف لبنانية، سببها موضوع انتخابي داخلي»، وأشار الى «انهم يحاولون زج المملكة فيه ليحققوا مكاسبهم الخاصة».

وأضاف خوجة: «سامحهم الله. ليتقوا الله. حقيقة نحن مستغربون مثل هذا الكلام. واعتقد ان قائله يدخل في تسويق انتخابي ويحاول ان يجعل المملكة طرفاً وهي ليست كذلك. نحن ننأى بأنفسنا عن كل هذه الاساليب المنبثقة من مصالح خاصة». واستغرب السفير السعودي التهجم الذي يتولاه البعض في لبنان من دون إثبات او دليل، وقال: «المفروض ان صاحب هذه الاتهامات هو رجل دولة ولديه خبرة، ولعائلته علاقة عريقة مع المملكة، لكن ما يقوله هو مجرد تكهنات يحاول ان يروّج لها». وأبدى أسفه لأن «السعودية تسعى من خلال مسيرة التعاون والاخوة مع الدولة اللبنانية الى المساهمة في نزع الالغام من الجنوب، لتفاجأ بمن يزرع الألغام في طريقها ولحسابات انتخابية خاصة». وأشار الى أن المملكة «لا تدخل في مثل هذه المهاترات، فهي دولة وتتعامل مع الدول الاخرى من هذا المنطلق وترفض الدخول في سجال مع أفراد». ورد على كلام سليمان فرنجيه الذي أدلى به لوكالة رويترز، النائب اللبناني في كتلة الاكثرية سمير فرنجية، وقال لـ«الشرق الاوسط« إن «تكرار الحملة على المملكة والاصرار عليها من حلفاء سورية يؤكد انها حملة سورية بأبواق لبنانية، وهدفها هو رد فعل سوري على التحرك السعودي الاخير الذي ذهب في ثلاثة اتجاهات: الاول هو حوار الاديان. والثاني هو وضع القضية الفلسطينية تحت عنوان مشروع السلام العربي. والاتجاه الثالث هو الدور المركزي الذي تلعبه السعودية في الأزمة الاقتصادية العالمية». وأضاف سمير فرنجية الذي تربطه علاقة قربى بسليمان فرنجية وكلاهما من بلدة زغرتا، الا ان سليمان ينتمي الى المعارضة وهو مقرب من سورية وصديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد، بينما سمير ينتمي الى تجمع 14 آذار وكلاهما ينتميان الى الطائفة المارونية المسيحية: «هذا رد فعل عصبي ومتوتر من السوريين. فما كانت توحي به سورية على خط مفاوضاتها مع اسرائيل أصبح من الماضي اذا كان الاتجاه للسلام الشامل على قاعدة قمتيّ بيروت والرياض، ما يعني ان دورها اصبح ثانويا. كما ان ما تعانيه سورية، ومعها ايران، من أزمة اقتصادية خانقة سيؤثر على انفتاح المجتمع الدولي عليها. وبدأنا نلاحظ ان فرنسا التي كانت تتقرب من سورية، ربما على حساب علاقتها مع السعودية، عادت لتوطد علاقاتها باتجاه المملكة وبدأت تتحدث عن اتمام شراكة فرنسية ـ سعودية. وهذا سبب جديد لانفعال سورية وتحريك ابواقها في لبنان، لاسيما بعد تهميش دورها نتيجة المعطيات الدولية والاقليمية».

وكان سليمان فرنجيه قد اتهم السعودية في مقابلة مع وكالة رويترز، بضخ أموال لمساعدة قوى السلطة في لبنان على الفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال: «انا اتهم السعودية واتهم كل الدول الداعمة لهم... الاميركيون لا يدفعون بسبب الكونغرس، ولكنهم يطلبون من الذين لديهم اموال ان يدفعوا... هناك دول تدعم الفريق الاخر ولكن الذي يموله السعودية وهذا ليس سرا».

واضاف فرنجية: «من المؤكد ان الذي نراه هو رصد مبالغ كبيرة تنزل في الانتخابات لم نكن نراه في السابق، لكن اتصور ان كل اموال العالم تستطيع ان تغير خمسة بالمئة او عشرة بالمئة لكنها لا تستطيع تغيير الخريطة الانتخابية برمتها بشكل عام... نشاهد ارقاما لم نكن نسمعها من قبل. اقساط جامعية بأكملها. اقساط مدرسية بأكملها. مساعدات... الذي يتم دفعه هو بكميات كبيرة. ولكن ارادة الناس اقوى ونحن دعونا الناس وندعوهم مجددا... فليأخذوا هذه الاموال وليصوتوا على ذوقهم».

وقال ان «هذه ليست اموال السياسيين الذين يأتون بها، بل هي اموال دفعتها السعودية لتقوي نفوذها في لبنان وليس لتقوي تحالف «14 اذار» ولا لدعم مسيحيي لبنان ولا في النهاية يهمها امر المسيحيين في لبنان». وأضاف: «ما يهمها هو اضعاف القرار المسيحي من خلال دفع اموال لبعض المسيحيين الذي لا يمثلون احدا لشراء الصوت المسيحي لارتهانه بمرجعية آل الحريري والتي لا تصب في النتيجة في مصلحة المسيحيين».

وانتقد فرنجيه أيضا سفير السعودية لدى لبنان مباشرة، وقال: «بالامس كان الرئيس (السابق المناهض لسورية) امين الجميل يحدثنا عن الولاء للخارج ويجب ان يكون ولاؤنا للوطن ويجب ان لا نخضع لاملاءات الخارج. لقد كان هناك نحو ستة سفراء في هذا المهرجان خمسة يجلسون في الخلف والسفير السعودي وضعه بجانبه. فإما الرئيس امين الجميل اقتنع بالفكر الوهابي... وإما لشيء آخر». وأبدى فرنجية تخوفه من حدوث شيء «يحضر في الكواليس يشبه حدث اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويؤدي الى تأجيل الانتخابات».