سائق بن لادن المعتقل في غوانتانامو ينقل إلى اليمن خلال أيام

سيمضي فترة عقوبته المتبقية في سجن بصنعاء.. ويطلق سراحه في 27 ديسمبر

TT

أعلنت مصادر أميركية أنه سيتم نقل السائق لأسامة بن لادن، أسامة حمدان، من معتقله في غوانتانامو الى بلده الأم، اليمن، حيث سيقضي العقوبة المتبقية له. وأكدت السفارة اليمنية في الولايات المتحدة أن حمدان، المعتقل في غوانتانامو منذ سبعة أعوام «ينتظر وصوله الى اليمن خلال الأسبوع». وقال مسؤول العلاقات العامة في السفارة اليمنية في واشنطن محمد الباشا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أجرينا محادثات منذ وقت طويل للحصول على نقله» الى اليمن، مشيرا الى ان المفاوضات أتت أكلها «الأسبوع الفائت»، الا انه نفى معرفته بالموعد الدقيق لمغادرة حمدان. وأشار الباشا الى حصول مفاوضات «معقدة» في صنعاء مع السفارة الأميركية حول هذا الموضوع.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قد ذكرت نقلا عن اثنين من مسؤولي الحكومة، قولهما ان الجيش الاميركي سينقل حمدان من القاعدة البحرية الأميركية في الخليج الكوبي، الى وطنه اليمن. وأكدت شبكة الـ«سي.إن.أن» الأميركية الخبر نقلا عن عدة مصادر لم تفصح عنها. وقالت «واشنطن بوست» انه من المتوقع ان يصل حمدان، وهو في الأربعينات من العمر، خلال 48 ساعة الى العاصمة اليمنية صنعاء. ويتوقع ان يقضي السائق السابق لزعيم تنظيم «القاعدة»، الشهر المتبقي من حكم السجن الذي أصدرته ضده محكمة عسكرية، في سجن يمني. وتنتهي عقوبة حمدان في 27 ديسمبر (كانون الأول) يفرج بعدها عنه ليعود الى زوجته وولديه الاثنين، علما انه لم يتعرف بعد على أحد ولديه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون امتنعت عن ذكر اسمه، قوله: «بحسب القانون، لنا الحق كليا بالاحتفاظ بمقاتلين أعداء قيد الاعتقال، ولكن من الناحية السياسية، هل هو الرجل الذي نريد ان ندخل في جدال يصل الى المحكمة العليا معه؟ أعتقد اننا توصلنا الى استنتاج، أنه ليس هو الشخص. هذا القرار هو غلبة للجميع».

وقال مسؤول دبلوماسي آخر للصحيفة، ان الاتفاق مع اليمن هو على نقل حمدان الى صنعاء على ان يفرج عنه في 27 ديسمبر (كانون الأول).

وقالت الصحيفة ان مدعين عسكريين ومحامين يدافعون عن حمدان، صرحوا أول أمس بأنه لا يمكنهم تأكيد الإفراج الوشيك عنه. كما أن جي دي غوردن، المتحدث باسم البتاغون، قال إن وزارة الدفاع لا يمكنها تأكيد الخبر لأن سياستها تقتضي بألا تناقش نقل السجناء قبل ان يتم الأمر. الا ان مايكل باريغان، نائب رئيس هيئة الدفاع في مكتب اللجان العسكرية في البنتاغون، قال إن سماع خبر نقل حمدان لا يثير تعجبه لان هذا القرار «هو قرار حكيم»، الا انه رفض تأكيد الخبر. وكانت محاكمة حمدان في سجن غوانتانامو الاختبار الأول الكامل لنظام المحاكم العسكرية المثير للجدل الذي فوضت به ادارة الرئيس بوش لمحاكمة محتجزين اجانب في اتهامات بالإرهاب خارج نظام القضاء الاميركي المعتاد. وأدين حمدان بتقديم خدمات خاصة لدعم الإرهاب وخاصة قيادة سيارة وحراسة ونقل أسلحة الى رجل كان يعلم انه زعيم تنظيم «القاعدة».

وألقي القبض على حمدان في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001 عند حاجز طريق في افغانستان، بعد وقت قصير من الغزو الاميركي الذي اعقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول). وبعد احتجازه للاشتباه في انه إرهابي في غوانتانامو، كسب قضية أقامها امام المحكمة العليا في يونيو (حزيران) عام 2006 نقضت أول نظام محاكمات لإدارة بوش هناك، ودفعت بالكونغرس الى اعادة صياغة القوانين.

وقال محامو حمدان ان هذا الحكم أوضح ان المعتقلين لهم الحق في الحقوق الدستورية الأساسية. ودافع حمدان دائما عن نفسه نافيا مشاركته في اية عملية ارهابية. وشدد محاموه خلال محاكمته على انه تعاون باستمرار مع السلطات الأميركية بعد اعتقاله.