«الشباب المجاهدون» لـ«الشرق الأوسط»: لم نهدد القراصنة.. أو نتعهد بتحرير الناقلة السعودية

السفير السعودي في كينيا لـ«الشرق الأوسط»: هناك تقدم في المفاوضات * قراصنة السفينة الأوكرانية يخفضون الفدية من 35 مليون دولار إلى 3 ملايين

سفن شحن تمر عبر قناة السويس وسط تكهنات بتضرر القناة من جراء أعمال القرصنة التي تشهدها السفن المارة بالقرب من الصومال (أ.ف.ب)
TT

نفت حركة «الشباب المجاهدون» الاسلامية المناوئة للسلطة الانتقالية في الصومال أن تكون قد هددت القراصنة الصوماليين الذي يحتجزون ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار»، كما نفت أن الاسلاميين تعهدوا بتحرير الناقلة من قبضة القراصنة. ويعتبر هذا أول تعليق رسمي يصدر من الحركة تعليقا على ما تردد حول دخولها على خط أزمة احتجاز قراصنة مسلحين لناقلة النفط السعودية العملاقة في مدينة هراديري على سواحل الصومال، علما بأن مزاعم ترددت مؤخرا حول وصول خمس مركبات مسلحة محملة بمقاتلين من «حركة الشباب المجاهدين» إلى ميناء المدينة بالقرب من موقع احتجاز القراصنة للناقلة التي تقل 25 بحارا من جنسيات مختلفة. وقال مكتب الإعلام التابع لحركة الشباب المجاهدين في بيان لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الالكتروني انه لا صحة لما رددته على مدار الايام الماضية قنوات فضائية عربية ووكالات أنباء حول ان الحركة هددت القراصنة، او تعهدت بالتدخل لاطلاق السفينة السعودية. وانتقدت الحركة تناقل الخبر بدون التحدث مع المتحدث الرسمي باسمها، موضحة في بيانها: أن للحركة متحدثا رسميا، وهو الشيخ مختار أبو منصور، وموقعا إلكترونيا على شبكة الانترنت رسميا يتحمل مسؤولية ما ينشر عليه وهو «الكتائب دوت نت» «kataaib.net». ولفت إلى أن هناك جهة رسمية مخولة بنشر البيانات والرسائل الصوتية والأفلام المرئية للحركة وهي «مركز صدى الجهاد للإعلام» التابع لـ«الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية». وخلص البيان إلى أن «أي تصريح يصدر من غير تلك الجهات الرسمية فلسنا ملزمين به أو بالرد عليه ولا نتحمل مسؤوليته». الى ذلك، قال الدكتور نبيل عاشورالسفير السعودي في نيروبي لـ«الشرق الأوسط»، إن اعيان العشائر الصومالية التي تقوم بمفاوضات مع خاطف ناقلة النفط السعودية «سيريوس ستار»، أخبروه ان هناك تقدما في المفاوضات مع الخاطفين، وان جميع ملاحي السفينه وطاقمها في صحة جيدة. وأشار السفير عاشور خلال اتصال هاتفي أمس الى أن أعيان القبائل يمارسون ضغطا على الخاطفين عبر توجيه رسائل تهديد بالتبرؤ منهم، وإحلال دمائهم في حال عدم استجابتهم للمطالب الرسمية بإنهاء عملية الاختطاف خلال أقرب وقت ممكن.

ويأتي ذلك فيما أعلن متحدث باسم القراصنة الصوماليين ان المفاوضات حول اطلاق السفينة السعودية تواصلت امس مع مالكي السفينة من اجل اطلاق سراحها، موضحا في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية ان «المحادثات متواصلة.. مع مالكي الناقلة وآمل ان يفهموا الوضع». وسئل المتحدث عن تهديد المتمردين الاسلاميين في نهاية الاسبوع الماضي بمهاجمة القراصنة، فقال ان القراصنة عززوا قواتهم على البر. واضاف «لدينا وجود أقوى في هرارديري ولا نواجه أي تهديد على اليابسة».

وعلى صعيد السفينة الاوكرانية المختطفة والتي تحمل شحنة كبيرة من الاسلحة المتطورة، من بينها دبابات، اعلن القراصنة الصوماليون الذين يحتجزونها انهم خفضوا الفدية المطلوبة للافراج عن السفينة لتصبح ثلاثة ملايين دولار، فيما كانت 35 مليونا سابقا.

وقال سوغول علي المتحدث باسم مجموعة القراصنة التي تحتجز هذه السفينة منذ 25 سبتمبر «نطلب ثلاثة ملايين دولار للافراج عن السفينة «ام في فاينا». واضاف عبر الهاتف من على متن السفينة المختطفة لوكالة الانباء الفرنسية «نحن نخسر الكثير من الوقت بانتظار انتهاء هذه المفاوضات التي طال امدها. على مالك السفينة ان ينتهز هذه الفرصة فورا لاستعادتها». وكان القراصنة طلبوا عند احتجازهم السفينة فدية مالية قدرها 35 مليون دولار خفضوها مؤخرا الى ثمانية ملايين دولار. وعلى متن هذه السفينة طاقم يضم نحو عشرين شخصا وحمولة تتألف من 33 دبابة من طراز تي-72 سوفياتية التصميم وحوالي 14000 قطعة ذخيرة.

الى ذلك، أكد مصدر يمني مسؤول أن السلطات اليمنية تجري اتصالات حاليا مع القراصنة الصوماليين الذين اختطفوا الاسبوع الماضي سفينة شحن يمنية في خليج عدن بينما كانت في طريقها الى جزيرة سقطرى. وذكر المصدر في تصريحات لموقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع ان «الخاطفين طالبوا بمليوني دولار كفدية للافراج عن السفينة». ونقل الموقع عن المصدر قوله ان «السفينة تعرضت للاختطاف قبل نحو أسبوع وهي تابعة لمقاول ينفذ مشروعا في جزيرة سقطرى (جنوب اليمن) وكانت تحمل على متنها 517 طنا من الحديد وكميات من الاسمنت». وكان موقع اخباري تابع لوزارة الداخلية ذكر في وقت سابق أن الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت (جنوب) تلقت بلاغا من ممثل إحدى شركات الملاحة اليمنية حول تعرض سفينة تدعى «أدينا» للاختطاف من قبل قراصنة صوماليين اعترضوا طريقها بينما كانت متوجهة الى سقطرى. وقد انقطع الاتصال بها في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني). وذكر الموقع كذلك أن طاقم سفينة الشحن اليمنية يتكون من سبعة أفراد بينهم يمنيان وبنميان وثلاثة صوماليين.

فيما أعلنت أمس الشركة المالكة لناقلة نفط تركية اختطفها قراصنة صوماليون قبالة السواحل اليمنية ان المفاوضات الجارية مع الخاطفين اقتربت من التوصل الى اتفاق معهم على الفدية التي سيتم دفعها للافراج عن السفينة. وقال كوبيلاي مارانغوز محامي شركة «وا دي سي» البحرية لوكالة انباء الاناضول «نحن نجري مفاوضات مع القراصنة حول قيمة الفدية التي طلبوها منا. نحن قريبون من التوصل الى اتفاق». ولم يوضح المحامي قيمة الفدية المطلوبة. واضاف «هدفنا تحرير السفينة وافراد طاقمها (التركي) الاربعة عشر. لهذا السبب نفضل التوصل الى اتفاق عوض شن عملية عسكرية».

وخطفت الناقلة النفطية في 12 نوفمبر قبالة سواحل اليمن بينما كانت تنقل 4500 طن من المواد الكيماوية من اسرائيل الى مدينة بومباي الهندية. وسفينة كاراغول هي السفينة التركية الثانية التي تتعرض لهجوم من قبل قراصنة في خليج عدن في غضون شهر واحد. وكانت مجموعة من القراصنة اختطفت في 20 اكتوبر قبالة السواحل الصومالية سفينة الشحن التركية «ام/ في ياسا نسليهان» التي ترفع علم جزر مارشال والتي كانت متجهة من كندا الى الصين.

وبحسب المكتب البحري الدولي، فقد تعرضت 94 سفينة لهجمات القراصنة منذ يناير. وتم خطف 38 سفينة، بينها 17 لاتزال في قبضة القراصنة وعلى متنها جميعها 250 رهينة من افراد طواقمها. وارسلت دول عدة سفنا بحرية وقطعا حربية الى قبالة السواحل الصومالية لمكافحة قراصنة البحار، ولكن هؤلاء الذين يعتمدون خصوصا على سرعة التحرك، ضاعفوا هجماتهم بسهولة مدهشة.