محادثات هندية باكستانية لمكافحة الإرهاب و«بناء الثقة»

جدول الأعمال تضمن إجراءات لمحاربة المخدرات وتبادل السجناء المدنيين

TT

أجرت باكستان والهند مباحثات أمس بشأن التعاون في جهود محاربة الارهاب، في اطار حوار موسع يستهدف حل الخلافات المعلقة بين الدولتين النوويتين. وتأتي المحادثات التي جرت بين مسؤولين كبار في وزارة الداخلية، بعد سلسلة من التفجيرات في الدولتين في الأشهر الأخيرة، في وقت تخوض فيه باكستان معارك ضد متشددي «القاعدة» وحلفائهم الباكستانيين الذين بدأوا موجة من أعمال العنف في أرجاء البلاد.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية، ان جدول أعمال المحادثات تضمن اجراءات لمكافحة الارهاب ومحاربة المخدرات، وتبادل السجناء المدنيين والتعاون بين وكالة التحقيقات الاتحادية وادارة التحقيقات الجنائية في البلدين. وأضاف: «من المؤكد أن هذا اجراء لبناء الثقة». واعتبر أن المحادثات الأمنية التي استمرت ليوم واحد، جاءت قبل زيارة، من المقرر أن يقوم بها شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني للهند، تستمر أربعة أيام، حيث يجري خلالها محادثات حول جميع القضايا الثنائية. وخاضت الدولتان ثلاث حروب منذ استقلالهما في عام 1947 واقتربتا من الحرب من جديد في عام 2002. وبدأت الدولتان عملية للسلام في عام 2004، واتخذتا منذئذ عدة اجراءات لبناء الثقة، أدت الى تحسين العلاقات، ولكنهما لم تحققا سوى تقدم بطيء في حل النزاع الرئيسي بينهما، حول اقليم كشمير الذي يقع في منطقة الهيمالايا، والذي تطالب كلتاهما بالسيادة عليه كله، ولكنهما تتقاسمان السيطرة عليه.

وتعرض الحوار بينهما، والذي يعرف باسم الحوار المركب، لضغوط بعد تفجير تعرضت له السفارة الهندية في العاصمة الافغانية كابول في يوليو (تموز) الماضي، مما أسفر عن سقوط 58 قتيلا. وألقت الهند مسؤوليته على جواسيس باكستانيين، وبعد سلسلة من انتهاكات وقف اطلاق النار على حدودهما في كشمير. وبينما تنفي باكستان تورطها في تفجير السفارة الهندية في كابل، الا أنها تشجب ما تعتبره نفوذا هنديا مفرطا عبر حدودها الغربية في أفغانستان. وتم استئناف عملية السلام بعد اجتماع في سبتمبر (أيلول) الماضي، بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والرئيس الباكستاني الجديد اصف علي زارداري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال زارداري لمؤتمر في الهند في مطلع الاسبوع في كلمة أذيعت عبر الفيديو، ان باكستان مستعدة لالتزام سياسة ألا تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية، واقترح اتفاقا لمنع استخدامها. ولكن الكثيرين في الهند يشكون في فعالية سيطرة زارداري على الأصول النووية في باكستان، التي يسيطر عليها الجيش. وأجرت الدولتان تفجيرات نووية ردا على بعضهما في عام 1998.

وأعلنت الهند فور القيام بالتجارب النووية عام 1998، وقف اجراء المزيد منها، وعرضت الموافقة على ترتيب يلزمها بألا تكون البادئة. ولم تقابل باكستان العرض الهندي بالمثل.

وفي علامة أخرى على تحسن العلاقات، أطلقت باكستان سراح عن 99 سجينا هنديا في كراتشي أمس الثلاثاء. وقالت الشرطة ان معظم السجناء صيادون، ألقي القبض عليهم لانتهاكهم المياه الاقليمية لباكستان.