دبلوماسي صومالي لـ«الشرق الأوسط»: هناك علاقة بين شبكة تهريب الصوماليين لليمن.. والقراصنة

قال إن أعمال القرصنة هي نوع من الغضب الداخلي

TT

قال دبلوماسي صومالي في اليمن إن هناك صلة وثيقة بين القراصنة ومهربي البشر إلى اليمن، وإنهما وجهان لعملة واحدة وان المهربين وعند عودتهم من نقل لاجئين صوماليين إلى السواحل اليمنية يقومون بنقل معلومات إلى القراصنة وأحيانا يشاركون في بعض عمليات القرصنة. ودلل الدبلوماسي الصومالي على صحة كلامه بازدياد أعمال القرصنة هذا العام بالتزامن مع ازدياد عمليات شبكات تهريب البشر إلى اليمن.

ونفى السفير حسين حاجي احمد، نائب القنصل الصومالي في عدن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون هناك أية علاقة للاجئين الصوماليين في اليمن بالقراصنة، موضحا أن معظم اللاجئين الذين يفدون إلى اليمن هم من جنوب الصومال، فيما القراصنة يتمركزون في إقليم بونت لاند، ومن هذا الإقليم لا يوجد لاجئون في اليمن سوى بنسبة 1%، مع الإشارة أيضا إلى انعدام الصلات القبلية بين اللاجئين والقراصنة لاختلاف انتمائهم الجغرافي. ولم يستبعد حاجي ضلوع اريتريا في تنامي أعمال القرصنة في خليج عدن، وقال إن لدى الصوماليين شكوكا تجاه دور اريتري، خاصة ان اريتريا تحتضن أعدادا كبيرة من إسلاميي الصومال الذين يسيطرون على المناطق التي يستخدمها القراصنة منطلقا لتنفيذ عمليات الاختطاف.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن قدرة «الشباب المجاهد الإسلامي» الصومالي على تحرير ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار»، كما سبق أن أعلنوا نيتهم ذلك قبل أيام، شكك السفير حسين حاجي في ذلك لأنه وبحسب اعتقاده فان المسلحين الإسلاميين يمتلكون قوة عسكرية في البر فقط ولا يمتلكون الزوارق السريعة كما هو الحال بالنسبة للقراصنة، مما يمكنهم من الوصول إلى القراصنة في المياه.

لكنه أعرب عن اعتقاده بأن المسلحين الإسلاميين بإمكانهم القضاء على المساندين للقراصنة في البر وبالتالي الضغط عليهم.

وقال حاجي إن المعلومات التي لديه تفيد بأن القراصنة وجهوا كل ثقلهم نحو ناقلة النفط السعودية والسفينة الأوكرانية المحملة بالأسلحة. وذكر حاجي أن ضباطا في البحرية وخفر السواحل الصوماليين السابقين لهم ضلع في دعم القراصنة سواء من خلال تدريب الشباب أو توجيههم، مؤكدا أن من ينفذ أعمال القرصنة هم الشباب صغار السن.

ويعتقد بعض الصوماليين في اليمن أن أعمال القرصنة مبررة نظرا للأوضاع التي يعيشها الصومال. وفي سياق تعليقه على هذا الطرح قال السفير حاجي لـ«الشرق الأوسط»:«إن هذا صحيح، لأن العرب نسوا الصومال وما تعرض ويتعرض له منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وتعاملوا فقط مع بعض زعماء الحرب».

وأضاف: «البلد، أي بلد، عندما يتدمر تنطلق الفوضى. والعرب لم يقدموا لنا شيئا خلال الـ17 عاما الماضية والآن عندما وصلت النيران إلى أبوابهم أصبحوا يتحدثون عن الصومال والقرصنة». وتابع حاجي أن أعمال القرصنة الجارية هي «نوع من الغضب الداخلي من قبل البعض إزاء ترك العرب والمجتمع الدولي للصومال»، إضافة إلى شكوى الصوماليين من قيام سفن غربية وآسيوية بتدمير البيئة البحرية في المياه الصومالية من خلال الاصطياد بطريقة الجرف، وكذا قيام بعض السفن الغربية برمي نفايات سامة في المياه الصومالية، لكن الدبلوماسي الصومالي يستدرك قائلا: «لا يعني ذلك أن الشعب الصومالي راض عما يجري من أعمال القرصنة لأنه المتضرر الأول منها، فالسفن التي كانت تصل إلى الصومال وتحمل مساعدات دولية توقفت بعد أن تعرضت هي أيضا لأعمال قرصنة، فيما ارتفعت تعرفة التأمين على السفن التجارية التي تصل إلى الصومال، وبالتالي ارتفعت الأسعار على المواطن الصومالي».