3 آلاف مسافر عالق في مطار بانكوك وسط مخاوف من انقلاب عسكري

المعارضة تصر على إسقاط الحكومة ورئيس الوزراء يستعد لـ«إجراءات» ضدها

مسافر تايلندي مسلم في مطار بانكوك الدولي ينتظر فتح المطار مجدداً (أ ب)
TT

اضطر 3 الاف مسافر من بانكوك الى تأجيل خططهم لمغادرة البلد المضطرب، بعدما اغلق مطار بانكوك الدولي على اثر سيطرة متظاهرين مناهضين للحكومة، عليه. وسادت مخاوف من احداث انقلاب عسكري، بعد ان رفض رئيس الوزراء التايلاندي سومشاي ونغساوات الاستقالة، رغم مطالبة قوى تايلندية، على رأسها قائد الجيش، بذلك. وقال مدير المطار سايريرات براسوتانونت لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «حوالي 78 رحلة بين ذهاب واياب تأثرت بهذا الاغلاق»، مضيفا «تبلغت من شركة الطيران التايلندية ان ثلاثة الاف مسافر عالقون داخل المطار حاليا». واوضح ان «عمليات مطار سوفارنابهومي متوقفة تماما بالنسبة للاقلاع او للهبوط، بعد رفض المتظاهرين التفاوض مع اي شخص اخر غير رئيس الحكومة». ولا يتمكن المسافرون من مغادرة المطار لان كل الطرق المؤدية اليه مقطوعة بفعل انتشار عناصر «تحالف الشعب من اجل الديمقراطية»، ابرز تحالف معارض، عليها.

ورفض رئيس الوزراء التايلندي امس دعوة قائد الجيش الى اجراء انتخابات مبكرة لحل الازمة السياسية المستمرة منذ اشهر، مشدداً على ان حكومته المنبثقة من الانتخابات شرعية. وفي خطاب وجهه الى الامة عبر التلفزيون، قال سومشاي ان المتظاهرين المناهضين للحكومة، الذين يحتلون مطار بانكوك الدولي ومكاتب الحكومة للمطالبة باستقالته يحاولون تخريب العملية الديمقراطية. وقال سومشاي من مدينة شيانج ماي شمال تايلند: «اطمئن الشعب من جديد الى ان هذه الحكومة التي هي حكومة شرعية جاءت نتيجة انتخابات، ستواصل اداء مهامها الى النهاية».

وكان الجنرال انوبونغ باوجيندا قائد الجيش التايلندي ذو النفوذ الواسع قد طالب سومتشاي بعيد عودته بحل البرلمان والدعوة الى اجراء انتخابات تشريعية مبكرة، بينما يواصل متظاهرون معارضون للحكومة احتلال مطار بانكوك الدولي، الذي حوصر فيه الاف المسافرين. ولكن سومشاي رفض هذا الطلب، قائلاً: «يا شعب تايلند كن مطمئنا الى ان حكومتي ستحمي الديمقراطية مع الملك بوصفه رئيس الدولة، ومن اجل الصالح الوطني». واعلن رئيس الوزراء انه دعا الى عقد اجتماع عاجل لحكومته من اجل بحث اجراءات لاعادة الديمقراطية.

وأدى رفض سومتشاي الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة الى زيادة التكهنات بشأن انقلاب وشيك، رغم تأكيد أنوبونغ انه سيتجنب مثل هذا الاجراء. وعاد سومتشاي الى تايلند من قمة دول اسيا والمحيط الهادي ليجد ان الاوضاع متردية في انحاء البلاد وتهدد بالانفجار وحصول اضطرابات مدنية.

وقال انوبونغ للصحافيين في بانكوك، وهو يزيد الضغوط على سومتشاي ان رئيس الوزراء «يجب ان يحل البرلمان وان يدعو الى اجراء انتخابات مبكرة»، لانهاء ازمة دخلت الان عامها الرابع. كما طلب قائد الجيش من المحتجين من انصار «حزب التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية» انهاء حصار مطار بانكوك، حيث الغيت كل الرحلات، مما ادى الى تقطع السبل بالاف السياح.

وأصدرت محكمة قرارا في وقت لاحق يطالب المجموعة بمغادرة المطار وهو بوابة تايلند لاستقبال نحو 15 مليون سائح زاروا البلاد في العام الماضي. وصرح انوبونغ مجددا بأنه لن يقوم بانقلاب بعد عامين من قيام الجيش بعزل تاكسين. ورفض سورياساي كاتاسيلا الناطق باسم التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية خطة انوبونغ، قائلاً التحالف سيطعن في قرار المحكمة. واضاف: «لن ننسحب. ولن نغادر اذا لم يتنح سومتشاي». وتوقفت جميع رحلات الطيران المحلية المغادرة لمطار دون موانج القديم في بانكوك، باستثناء التي تخدم رحلات الطيران المتجهة الى العالم الخارجي. وبعد ان صعد اعضاء ملثمون في التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية عملهم، عندما اقتحموا برج المراقبة في مطار سوفارنابهومي قالت مجموعة منافسة مؤيدة للحكومة، انها ستنزل الى الشوارع مما زاد من احتمالات وقوع اشتباكات.

وصرح ناطق باسم طيران الامارات لـ«الشرق الاوسط»، بأن إغلاق مطار سوفارنابهومي الدولي، أدى إلى تأثر حركة رحلات طيران الإمارات المتجهة من وإلى العاصمة التايلندية وعبرها. فقد عادت رحلة طيران الإمارات «اي كيه 385» التي تعمل على خط «هونغ كونغ ـ بانكوك ـ دبي» إلى هونغ كونغ، كما تم تحويل «الرحلة اي كيه 419» التي تخدم خط «سيدني– بانكوك – دبي» إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور. وكان من المتوقع أن تصل كلتا الرحلتين إلى دبي مساء امس. واكد المتحدث بأن دائرة الإمارات لخدمات المطار تتولى متابعة شؤون الركاب والعناية بهم. كما تجري ترتيبات سفر المتجهين منهم إلى بانكوك على أول رحلة متاحة عندما يتم فتح مطار بانكوك من جديد. وألغت شركتا الطيران الرئيستان في تايوان اجمالي سبع رحلات الى بانكوك أو منها، وسط تطويق محتجين مناهضين للحكومة للمطار الرئيس في العاصمة التايلندية.

ورفضت شركات الطيران توفير معلومات حول جنسيات المسافرين بسبب قوانين خصوصية المسافر، ولكن كان من المتوقع وجود المئات من السياح الاوروبيين والاميركيين بين العالقين في بانكوك، بالاضافة الى مسافرين متوجهين الى الامارات ولبنان. واعربت دول عدة عن مخاوفها من التطورات في تايلند. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني بيل راميل «انني قلق بشكل كبير من تدهور الوضع في بانكوك في الـ48 ساعة الاخيرة». واضاف «نحث كافة اطراف النزاع السياسي على حل خلافاتهم بشكل سلمي وقانوني واحترام مؤسسات تايلند الديمقراطية». واكد راميل في بيان ان بريطانيا تعتبر تايلند مقصدا مهما للسياح والمستثمرين، مشيرا الى الفوضى التي تسبب بها اغلاق مطار بانكوك الدولي. واضاف: «الفريق القنصلي في سفارتنا يعرض المساعدة على المواطنين البريطانيين المتضررين والتنسيق مع خطوط الطيران». وحذرت دول مثل استراليا وسنغافورة مواطنيها من السفر الى تايلند في المستقبل المنظور. وعلى الرغم من تأكيد قوى المعارضة على ان المظاهرات سلمية، الا ان تايلند شهدت مناوشات يوم امس. وجرح سبعة اشخاص امس في بانكوك بثلاثة انفجارات منفصلة، وقع احدها في مطار بانكوك الدولي حيث علق ثلاثة الاف مسافر بسبب المظاهرات المناهضة للحكومة التي تحولت الى مواجهات. وقال مسؤول في هيئة الاغاثة، ان شخصين جرحا بانفجار وقع في مطار سوفارنابهومي الدولي.

وقالت الشرطة ان مجموعة من أنصار الحكومة في مدينة تيانج ماي بشمال تايلند قتلوا بالرصاص ناشطا مناهضا للحكومة، في الوقت الذي تهدد فيه أزمة البلاد السياسية بالتحول الى اضطرابات مدنية. وقال اللفتنانت كولونيل أتيبول تونجدينج لرويترز، ان المهاجمين جروا الضحية ـ وهو رجل في الخمسينات من العمر يدير ابنه محطة اذاعية صغيرة مناهضة للحكومة ـ خارج سيارته قبل اطلاق الرصاص عليه.