إيران وعدت سليمان بتسليح الجيش اللبناني.. وحزب الله ينفي علمه بالاتفاق

مصدر مواكب لزيارة الرئيس اللبناني لطهران يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن نجاد وعد برد الزيارة قريبا

TT

اكتسبت زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان لإيران، أهمية خاصة، لاسيما في ظل ما افضت اليه المحادثات من نتائج، وما رافقها من أجواء، سواء من ناحية الشكل والاستقبال والوداع في مراسم رسمية مميزة، أو من ناحية المضمون، ذلك ان ايران أكدت عزمها مساعدة لبنان اقتصادياً وإعمارياً وفي مجال الأسلحة.

وقال مصدر إيراني إن مباحثات سليمان تركزت حول التعاون الدفاعي والأمني، مع مناقشة قضايا اقليمية ودولية محل اهتمام مشترك. وقال المصدر الإيراني لـ«الشرق الأوسط» انه بموجب الاتفاق الأمني بين إيران ولبنان لمدة 5 سنوات، فإن إيران مستعدة لتزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من أسلحة لحماية اراضيه، موضحا ان المسؤولين الإيرانيين بحثوا احتياجات لبنان الدفاعية والأمنية مع سليمان، بدون ان يوضح ما إذا هناك اتفاق مبدئي على اية صفقات في المستقبل القريب. وكان سليمان قد زار في اليوم الأخير من زيارته لطهران، معرضا إيرانيا للأسلحة بصحبة وزير الدفاع الإيراني الجنرال مصطفى محمد نجار. وقال في بيروت مصدر مواكب لنتائج الزيارة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، شدد على لا محدودية العلاقة الايرانية مع لبنان، بالنسبة الى شعبي وحكومتي البلدين». وأضاف انه «عملياً تم الاتفاق على متابعة المحادثات عبر تبادل زيارات بين الوزراء المعنيين، وكذلك العمل على احياء اتفاقات موقّعة بين البلدين قبل عشرة أعوام من دون ان تطبق في حينه ولم تتابع، نظراً الى الظروف والأوضاع في الأعوام الماضية». وأشار الى ان نجاد وعد سليمان بـ«تلبية دعوته لزيارة لبنان في أقرب وقت ممكن».

وأضاف المصدر «سليمان عرض إبان الزيارة، تطور الاوضاع منذ اتفاق الدوحة، الذي ساهمت إيران وسورية في الوصول اليه وإنجاح مفاعيله، فأشار الى التحسن في الوضع الأمني في لبنان منذ اتفاق الدوحة، وتطور الاوضاع الاقتصادية ومباشرة الحوار الوطني، كما أشار (سليمان) الى اجواء الدول التي زارها، والتي دعاها الى استثمار، الأمر الجيد المتمثل بوجود صداقات لها في لبنان، وأن يساهم ذلك في دعم الحوار والمصالحات».

وتابع «الرئيس سليمان كرئيس للدولة يتحرك مدعوماً من السلطتين التشريعة والتنفيذية، ولقد أبدى المسؤولون الايرانيون ارتياحهم لتمثل جميع القوى في حكومة الوحدة الوطنية ولتطور الاوضاع إيجاباً، وأكدوا دعم ومساندة ايران للبنان، مشيدين بالنموذج اللبناني الحضاري، الذي دافع عن لبنان وتصدى للعدوان الاسرائيلي وانتصر عليه».

وأوضح المصدر أن «إيران أعلنت خلال الزيارة استعدادها لتزويد لبنان أسلحة دفاعية، يتفق عليها ضمن منظومة الاستراتيجية الدفاعية التي سيبلورها اللبنانيون». أما بالنسبة الى مساعدة الجيش اللبناني والقوى العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب، فقال المصدر إنه «حصل اتفاق خلال المحادثات لاسيما بعد الجولة في معرض الصناعات العسكرية، على حصول الجيش اللبناني على أسلحة تساهم في تسريع حركته ومرونته خلال التصدي لأي عمل أمني عدواني وإرهابي، وفي الملمات الأمنية الصعبة ومواجهتها ومعالجتها».

واعتبر المصدر أن «من مفاعيل زيارة سليمان الى طهران انها أظهرت أكثر فأكثر إعادة صورة الدولة الواحدة وعودة لبنان الى ممارسة دوره كاملاً على الساحة الدولية، وتكريس مرجعية الدولة في علاقاتها مع الخارج بين تكّون العلاقة من دولة الى دولة». وأشار المصدر الى أن «الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تبادل زيارات لوزراء ووفود لمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه في القمة اللبنانية الايرانية».

الا أن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله، نفى في اتصال مع «الشرق الأوسط» علمه بأية معلومات متعلّقة بإمكان تسليح الجيش، «لاسيما ان وزير الدفاع (اللبناني الياس المرّ) لم يكن في عداد الوفد الرسمي المرافق». وقال إن «زيارة الوفد اللبناني الرسمي برئاسة فخامة الرئيس (سليمان)، الجمهورية الاسلامية الايرانية ترمي الى تعزيز العلاقة والصداقة بين لبنان وايران التي وقفت دائما بجانب لبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وساهمت في اعادة الاعمار في لبنان، بعد عدوان تموز (يوليو) 2006. كما تأتي في اطار التعاون بين البلدين، خصوصا ان لبنان عانى الكثير من جراء الاعتداءات الصهيونية، فيما عوّدتنا ايران على الوقوف بجانب المظلومين في العالم». وأضاف: «كان هناك حديث في مجالات عدّة تخص البلدين في الشؤون الاقتصادية والصناعية والزراعية».