عون إلى دمشق الأسبوع المقبل.. ونواب في حزبه يؤكدون أنه لم يبدل قناعاته

تأكيد على أن هدف الزيارة تأسيس علاقات متوازنة وندية

TT

بعد عودة الرئيس اللبناني ميشال سليمان من إيران، يبدو ان اللمسات الأخيرة تكاد تنجز لترتيب زيارة النائب ميشال عون لسورية، بعد ان كان الاخير قد زار ايران قبل سليمان. ونقل الموقع الرسمي للتيار الوطني الحر الذي يرأسه عون، عن «مصدر مطلع» قوله ان الزيارة ستحظى باستقبال شعبي غير مسبوق لعون يجري الإعداد له في دمشق، وتحدث عن استقبال حاشد «سيلتقي فيه مواطنون سوريّون من مختلف الطوائف». وقال المصدر إن الزيارة ستتمّ الأسبوع المقبل، بعد ان كانت قد تسربت انباء عن امكانية بدء الزيارة يوم الاحد القادم. وأشار المصدر الى أنه ليس هناك من تأجيل، لأن الموعد لم يكن محددا بدقة في الأساس. وسينتقل عون الى دمشق في طائرة تقلّه مع الوفد المرافق، على أن يسبقه الى هناك وفد أمني وآخر إعلامي في إطار الإعداد لهذه الزيارة.

وكان عون قد غادر لبنان في العام 1990 الى المنفى في باريس حيث بقي لمدة 15 عاما، بعد أن أغارت طائرات سورية على قصر بعبدا الذي كان يقطنه. وحصل ذلك اثر «حرب التحرير» التي أعلنها عون على سورية حين كان قائدا للجيش اللبناني ورئيسا لحكومة انتقالية. واجبر عون على مغادرة القصر الجمهوري حيث كان متمركزا، في 13 تشرين الأول 1990، بعد أن بدأت الطائرات السورية تغير على القصر في بعبدا. وبعد أقل من ساعة على الغارات السورية على القصر الجمهوري، غادر عون القصر هربا الى السفارة الفرنسية وأذاع منها بيانه الشهير الذي دعا فيه الجيش اللبناني الذي كان يقاتل معه الى وقف اطلاق النار. وبعد عشرة اشهر لازم خلالها عون السفارة الفرنسية نقل إلى العاصمة الفرنسية باريس مع عائلته حيث منحته فرنسا لجوءا سياسيا مشروطا. كما أصدر مجلس النواب اللبناني قانونا قضى بنفي عون الى الخارج خمس سنوات. الا انه على الرغم من مرور السنوات الخمس، فانه لم يسمح لعون بالعودة إلا بعد خمسة عشر عاما عاما قضاها في منزل خارج العاصمة الفرنسية باريس ممنوع عليه الإدلاء بتصريحات صحافية أو ممارسة نشاط سياسي. وكانت لقاءاته تخضع لإجراءات مشددة التزاما باتفاق فرنسي مع الحكومة اللبنانية ومن خلالها مع سورية. وكان عون قد اتهم بـ«الخيانة العظمى» بعد شهادته في الكونغرس الاميركي ضد سورية خلال مناقشة الأخير قانون محاسبة سورية واستعادة لبنان سيادته والذي على أساسه وقع الرئيس الأميركي جورج بوش عقوبات على سورية. وكان أنصار عون في لبنان قد تعرضوا خلال السنوات الماضية لملاحقات وسجن ومحاكمة بسبب تنظيمهم تظاهرات ضد الوجود السوري في لبنان. وقد نقل العديد من أنصار عون ممن جرى توقيفهم في السنوات الماضية الى السجون السورية بينما احتجز وحقق مع العشرات في مراكز المخابرات السورية في بيروت والبقاع.

ومنذ عودته الى بيروت بعد انسحاب القوات السورية منها في العام 2005، اتخذ عون موقفا مختلفا كليا من سورية، اذ تحالف مع حليفها الاساسي في لبنان، حزب الله.

ويستعد اليوم للقيام بزيارته الأولى لدمشق، وقال عضو كتلته النيابية النائب نعمة الله أبي نصر، ان هدف الزيارة «المساهمة في تأسيس علاقات متوازنة في الحقوق والواجبات مع سورية، قائمة على مبدأ الند للند». وقال أبي نصر إن «سورية ستصغي إلى عون بما يتمتع به من كتلة نيابية عددها يفوق 21 نائبا خصوصا أنه كان المعارض والمقاوم الأول للوجود السوري». وأضاف: «من قاد الحرب يمكنه أن يحقق السلام أو بالأحرى أن يساهم في تحقيق السلام». وسأل «كيف يمكن أن يكون ممنوعا على شخص قاوم الوجود السوري زيارة سورية بينما هناك في لبنان من تواطأ مع سورية أثناء وجودها في لبنان». وشدد على أن «المقاومة ليست غريبة إطلاقاً عن عون فهو قاوم الوجود السوري وباستطاعته ان يقاوم أي وجود أجنبي».

وقال مسؤول العلاقات الدبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دوشدرفيان ان حزب عون «ينتهج الإنفتاح ويسعى لإرساء المصالحات بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين، ويرفض الاحادية ويؤمن بالتعددية». وأكد أن عون «ثابت في وطنيته» نافيا ان يكون قد بدل في اقتناعاته وتوجهاته. وأشار إلى أن «هذه الزيارة مخصصة للتعارف ولتأكيد احترام سيادة الدولتين»، وأضاف: «اذا عادت سورية الى لبنان سنكون في طليعة المقاومين لها كما عرفنا الشعب اللبناني». اما مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في «التيار الوطني الحر» ناصيف قزي فقد اشار الى أن «هذه الزيارة ستكون على أعلى المستويات، وموضوع المفقودين مقدس، وسيبذل عون قصارى جهده لكشف مصير المعتقلين هؤلاء».