خالد بن سعود لـ«الشرق الأوسط»: سيكون هناك تحرك دولي لحماية السفن من القرصنة

مكتب البحرية الدولي: الهند أغرقت سفينة تايلاندية بالخطأ.. و14 بحارا في عداد المفقودين

قوات صومالية تلقي القبض على أحد القراصنة في بساسو أمس (أ.ب)
TT

جدد وكيل وزارة الخارجية السعودية الامير خالد بن سعود رفض بلاده لأي مفاوضات مع خاطفي ناقلة النفط السعودية «سيريوس ستار» التي تم اختطافها قبالة السواحل الصومالية، مؤكدا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قال، ان الحكومة السعودية لا تتفاوض مع الخاطفين «وهذا موقف الدولة، لا يوجد تفاوض مع الخاطفين، وكل الجهود المبذوله في الإطار الدبلوماسي والسياسي مع الحكومة الصومالية». وأضاف وكيل وزارة الخارجية السعودية «أن القرصنة أمر مرفوض بجميع انواعها، وبالنسبة للناقلة هي ناقلة سعودية، ونتوق ونتمنى ونطالب ان يخلى سبيل الناقلة، وطاقمها وهو بصحة جيدة». ودعا الامير خالد الى ضرورة قطع الطريق على القراصنة. وقال «لا بد ان يكون هناك تعاون دولي يمنع القرصنة والقراصنة من التمكن من الوصول الى أهدافهم بالاختطاف، وليس التعامل مع نتائج الاختطاف.. فالتعاون الدولي يجب ان يكون لمنع الاختطاف والقرصنه وبالتالي القضاء عليها».

وعن كيفية حماية السفن العابرة للبحر مستقبلا من مخاطر اعتداءات القراصنة، أوضح «ان الايام القادمة ستشهد تحركا دوليا لمواجهة هذا الخطر». وتابع «سيكون هناك تحرك وسيكون من خلال الامم المتحدة».

ويأتي ذلك، فيما بدا ان القراصنة الصوماليين يستعجلون تلقي الفدية لقاء الافراج عن ناقلة النفط السعودية العملاقة. ودعا متحدث باسم القراصنة الذين خطفوا الناقلة في 15 نوفمبر، في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة الانباء الفرنسية أمس الشركة المالكة للناقلة الى تسريع المفاوضات بما يخدم مصالح المالكين وافراد الطاقم والخاطفين انفسهم. وقال محمد سعيد الذي يقدم نفسه ايضا على انه عضو في فريق القراصنة المفاوضين «نطلب من اصحاب ناقلة النفط السعودية اقامة حوار نزيه بغية انهاء هذه الازمة». واضاف «يجب ان يتصلوا بالقبطان وبعناصرنا على متن سيريوس ستار حتى نتمكن من تسريع المفاوضات». ورأى ان «الانتظار طويلا يسيء الينا والى اصحاب الناقلة والى طاقم السفينة. نحن لا نوجه تهديدات لكننا نحثهم على ان يكونوا نزيهين».

ويشكل خطف ناقلة النفط هذه، البالغ طولها 330 مترا، اكبر عملية يشنها القراصنة الصوماليون الذين هاجموا اكثر من مائة سفينة منذ مطلع السنة. وازاء تزايد الهجمات، ارسلت الاسرة الدولية تدريجيا بوارج حربية الى مياه خليج عدن والمحيط الهندي بموافقة مجلس الأمن الدولي لمحاولة ضمان امن خط الملاحة الاستراتيجي هذا بالنسبة للتجارة الدولية ولا سيما حركة شحن المحروقات.

ويأتي ذلك، فيما ذكرت احدى الهيئات المعنية بمكافحة القرصنة أمس ان «السفينة الام» التي كان يعتقد أنها تابعة لقراصنة صوماليين والتي أغرقتها البحرية الهندية في خليج عدن الاسبوع الماضي هي في الواقع سفينة تايلاندية تحمل معدات صيد كانت قد اختطفت من قبل القراصنة قبل اغراقها بساعات. وقال نويل شونج رئيس مركز الابلاغ عن جرائم القرصنة التابع لمكتب البحرية الدولي ومقره كوالالمبور «تلك الهوية الخاطئة ربما سببت الحادث»، مضيفا أن الحادث لا يتعين أن يعرقل الحرب ضد القرصنة. وأضاف شونج أن السفينة جرى الاستيلاء عليها من قبل قراصنة مسلحين عندما أطلقت سفينة حربية هندية النار عليها. وأصرت البحرية الهندية على أنها أطلقت النار دفاعا عن النفس.

وفي الحادث الذي وقع في 18 نوفمبر قتل أحد أفراد طاقم السفينة التايلاندية «اكاوات نافا 5» وأنقذ اخر ومازال 14 اخرون في عداد المفقودين. ونقلت شبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الاميركية عن ويشارن سيريشايكاوات مالك السفينة قوله اول من أمس أن فرقاطة هندية من طراز «اي.ان.اس تابار» أغرقت سفينته مشتبهة أنها سفينة تابعة للقراصنة. وأضاف أن السفينة التي كانت تحمل معدات صيد كانت في طريقها الى اليمن من سلطنة عمان عندما تعرضت لهجوم من قبل قراصنة قبالة سواحل القرن الافريقي. واستولى القراصنة على السفينة عندما تحركت الفرقاطة الهندية. وقال ضباط بحرية على متن السفينة الحربية انهم رصدوا قراصنة يتحركون على ظهر السفينة ومعهم قاذفات صواريخ. وذكر شونج من مكتب البحرية الدولي ان السفينة التابعة للبحرية الهندية ربما لم تتلق بلاغا من مكتب البحرية الدولي بأن السفينة التايلاندية اختطفت. وتابع «ولهذا السبب يتعين أن تنسق سفن البحرية الهندية جهودها مع مكتب البحرية الدولي وقوات التحالف البحرية التي تعمل في المنطقة». من ناحيته، قال وزير في اقليم «بلاد بنط» الشمالي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي امس ان قوات الامن الصومالية ستقتحم سفينة شحن يمنية مخطوفة اذا رفض القراصنة الذين يحتجزونها الافراج عنها بدون فدية. وكان مسلحون استولوا على السفينة «ام. في. ادينا» وطاقمها المكون من سبعة افراد في خليج عدن الاسبوع الماضي في احدث حلقة من عشرات الهجمات هذا العام التي جلبت لعصابات البحار ملايين الدولارات حصلوا عليها في صورة فدى. وقال علي عبدي اوارا وزير الدولة في بلاد بنط لرويترز امس «سنفرج عن السفينة اليمنية المخطوفة بالقوة اذا لم يفرجوا عنها بدون الحصول على فدية لاننا لنا علاقات جيدة مع اليمن». وكانت السفينة ام. في. ادينا التي تمتلكها شركة الشحن اليمنية أبو طلال تحمل 507 أطنان من الصلب من ميناء المكلا اليمني في طريقها الى جزيرة سقطرى حيث كان من المقرر ان ترسو يوم 20 نوفمبر.وقالت مصادر امن يمنية ان السفينة كانت تقل طاقما من سبعة افراد هم ثلاثة صوماليين ويمنيان واثنان من بنما، وان القراصنة الذين يحتجزونها يطالبون بفدية تبلغ مليوني دولار.

وأنقذت قوات بلاد بنط سفينة ترفع علم بنما واعتقلت عشرة قراصنة اثناء معركة بالاسلحة وغارة في منتصف اكتوبر. وقال خبراء في الامن البحري ان انقاذ السفينة المخطوفة في البحر دون ان يلحق أذى بأفراد الطاقم المحتجزين رهائن امر بالغ الصعوبة.

الى ذلك نقلت وكالة أنباء الجمهورية الايرانية عن وزير النقل الايراني قوله امس، إنه على الدول المتضررة من القرصنة الصومالية أن ترسل سفينة حربية على متنها قوات مشتركة الى خليج عدن. ونقلت الوكالة عن وزير الطرق والمواصلات الايراني حميد بهبهاني قوله «تواجه الان 16-17 دولة تلك المشكلة ويتعين أن يعقد ممثلو تلك الدول اجتماعا طارئا لمواجهة هؤلاء القراصنة«. وأضاف «من الضروري ارسال سفينة حربية بقوات عسكرية من كل تلك الدول لمواجهة القراصنة في خليج عدن».

وكان مسؤول بالحكومة الايرانية قد ذكر في تصريحات نشرت يوم الاثنين الماضي ان ايران وهي من أكبر مصدري النفط يمكن أن تستخدم القوة ضد القراصنة الذين يخطفون السفن اذا لزم الامر.