خريطة الإسلاميين في الصومال.. معقدة لكثرة الانشقاقات

حركة «الشباب المجاهدين» كانت جزءا من المحاكم الإسلامية.. وشبابها تدربوا بمعسكرات «القاعدة» في التسعينيات

جنود فرنسيون يقفون على ظهر السفينة إليزي بالقرب من الفرقاطة الفرنسية نيفوز قبالة ساحل جيبوتي كجزء من مهامها مرافقة السفن التجارية في خليج عدن (أ.ف.ب)
TT

إعلان تنظيم «الشباب المجاهدين» الاسلامي الصومالي نفيهم اعتزام التدخل لتحرير السفينة السعودية المختطفة، مقابل اعلان «المحاكم الاسلامية» محاولة التدخل العسكري للضغط على القراصنة لإطلاق السفينة السعودية أدى الى الكثير من اللبس وسط اعتقادات ان «الشباب المجاهدين» جزء من «المحاكم الاسلامية».

والواقع، ان خريطة الإسلاميين في الصومال تبدو معقدة نوعا ما بسبب ما تعرفه من كثرة التحالفات والانشقاقات التي تبدو سمة رئيسية للسياسيين في هذا البلد.

وثمة فروق متباينة بين حركة الشباب المجاهدين وتنظيم المحاكم الإسلامية على الرغم من أن معظم قيادات المحاكم الصغيرة السن كانت في السابق ضمن صفوف المحاكم الإسلامية عندما كانت تسيطر يوما على العاصمة الصومالية مقديشيو قبل أن تنجح القوات الصومالية الحكومية والإثيوبية في إلحاق هزيمة مروعة بها نهاية عام 2006.

بعد تلك الهزيمة وكنتاج لحالة التفكك التي عانت منها المحاكم الإسلامية، خرج بعض القياديين الشباب ليعلنوا انشقاقهم عن هذا التنظيم ويؤسسوا حركتهم الخاصة التي حددوا أهدافها في مقاومة القوات الإثيوبية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى القوات الموالية للسلطة الانتقالية في الصومال.

مثل الانشقاق ضعفا للمحاكم الإسلامية خاصة أن معظم قيادات حركة الشباب كانت تمثل الجزء العسكري للمحاكم حيث تلقى معظم قيادييها تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان تحت حكم حركة الطالبان في التسعينيات.

وبينما انضمت المحاكم الإسلامية إلى مختلف التيارات العلمانية الأخرى في الصومال لتؤسس قبل أكثر من عام في العاصمة الاريترية أسمرة تحالفا للمعارضة الصومالية تحت اسم التحالف من أجل تحرير الصومال، فقد رفضت حركة الشباب الانضمام لهذا التحالف وانتقدت علانية فكرة الجمع بين الإسلاميين والإعلاميين وشككت في الهدف منه.

وتعتبر المحاكم الإسلامية هي القوة الأبرز في تحالف المعارضة الصومالية حيث أن قيادتها تحددت في رئيس المحاكم الإسلامية، علما بأن الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المحاكم تولى أيضا رئاسة تحالف المعارضة.

لكن لاحقا حدث انشقاق كبير داخل المحاكم الإسلامية أسفر عن طرد شيخ شريف من رئاسة المحاكم حيث تولى مكانه الشيخ أبو بكر إيمان عمر ومن رئاسة التحالف حيث خلفه الشيخ حسن طاهر أويس الرئيس السابق للمحاكم الإسلامية. عندما اتجهت المحاكم وتحالف المعارضة إلى الانخراط في مفاوضات سلام مع الحكومة الصومالية برعاية الأمم المتحدة، عارضتها حركة الشباب المجاهدين واعتبرت أنها خيانة لمبادئ الجهاد.

بينما تقوم حركة الشباب بعمليات شبه يومية في العاصمة مقديشو بعدما سيطرت أيضا على معظم مدن وسط وجنوب الصومال فان بعض جيوب العاصمة تبقى خاضعة للمحاكم بالإضافة إلى مدن أخرى، لكن لا تنسيق بين الطرفين حيال إسقاط العاصمة مقديشو أو مقر السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية.

تتبنى حركة الشباب خطابا إسلاميا أكثر تشددا من المحاكم الإسلامية، لكن بعد الانشقاق الأخير لقيادات المحاكم يبدو أن هناك فرصة مواتية لتحالف جديد بين الطرفين بعد التخلص من جناح الشيخ شريف الذي كان يتبنى خط المفاوضات السلمية مع الحكومة الصومالية والقوات الأفريقية.

وعبر الشيخ اويس رئيس تحالف أسمرة عن هذا التوجه بإعلانه إمكانية حدوث هذا التحالف إذا ما نجحت حركة الشباب في السيطرة على العاصمة مقديشو. وبينما يصنف الرئيس الصومالي عبد الله يوسف والولايات المتحدة وإثيوبيا حركة الشباب على أنها حركة إرهابية، يقولون في المقابل بان هناك وجوها معتدلة في المحاكم الإسلامية يمكن التعامل معها.