علماء ألمان يحذرون من التلقيح ضد سرطان عنق الرحم

بعد أن اجازت السلطات الصحية استخدام لقاحين اميركيين

TT

اجازت السلطات الصحية الألمانية استخدام لقاحين اميركيين مضادين لسرطان عنق الرحم، الناجم عن فيروسات البابيلوما، في مارس 2007. واستقبلت الأوساط الصحية خبر استخدام اللقاحين مع الفتيات 12-17 سنة، بهدف منحهن الوقاية المستقبلية ضد المرض الخطير، بكثير من التفاؤل، إلا أن 13 طبيبا من أهم علماء الألمان أصدروا بيانا يحذرون فيه الأمهات من تلقيح بناتهن باللقاحين المذكورين.

ولا يعترض العلماء الألمان الـ 13 على اللقاحين بسبب الخلافات حول أعراضهما الجانبية الممكنة ولا على كلفتهما العالية، وإنما على جدواهما في توفير الحصانة اللازمة للنساء ضد سرطان الرحم الناجم عن الفيروسات. ووقع الأطباء على البيان بعد دراسات أجروها على اللقاحين وكشفت ضعف المناعة التي يوفرها للنساء ضد السرطان. بين الموقعين على البيان البروفيسورة مارتينا دورين من مستشفى «برلين شلريتيه»، والبروفيسورة انجريد مولهاوزر من جامعة هامبورغ، والبروفيسور فولف ديتر لودفيغ من لجنة إجازة الأدوية التابعة لنقابة الأطباء، والبروفيسوران رولف روزنبروك وفيردناند جيرلاخ من مجلس الرقابة على الأدوية المجازة في ألمانيا. وشكت البروفيسورة دورين من الاعتماد على دراسات أعدتها الشركتان اللتان تنتجان اللقاح وعدم وجود دراسات «محايدة» حول الموضوع.

واعتبر البروفيسور نوربرت شماكة، رئيس قسم الصحة الوقائية في جامعة بريمن، الوقت «مبكر جدا» لاستخدام اللقاحين بشكل موسع. وأكد شماكة، وهو أحد الموقعين على البيان، «لا نعرف سوى الشيء القليل» عن فاعلية وعواقب استخدام اللقاحين. وأشار إلى أن السلطات الصحية الألمانية أجازت اللقاح «بسرعة لم يسبق لها مثيل». وأدت هذه العجلة إلى رفع أسعار اللقاح بشكل جعله يتصدر قائمة مصروفات شركات التأمين الصحي عام 2007.

ودافع فريدريش هوفمان، رئيس مفوضية التلقيحات في البرلمان الألماني، عن قرار إجازة اللقاحين، وقال إن اللجنة تلقت دراسات جيدة عنهما. وأكد أن المفوضية لن تتأكد من فعالية عقار ما إلا بعد مرور10 ـ 20 سنة، واعترف بان فترة الوقاية التي يوفرها اللقاح غير معلومة، وكذلك الأعراض الجانبية البعيدة المدى، لكنه عبر عن رغبته بتلقيح ابنته رغم كل شيء.