الهند تتهم جهات خارجية بالوقوف وراء الهجمات

إسلام آباد تقترح «خطا ساخنا» مع الهند لمكافحة الإرهاب

TT

أكد رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ امس أن منفذي هجمات مومباي التي بدأت مساء أمس واستمرت حتى اليوم واسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، جاؤوا من خارج الهند.

وقال سينغ في خطاب وجهه إلى الشعب الهندي ونقله التلفزيون المحلي: «كان من الواضح أن الجماعة التي قامت بتنفيذ تلك الهجمات والتي يقع مقرها خارج البلاد جاءت عاقدة العزم على.. إحداث دمار بالعاصمة التجارية للبلاد». وأضاف رئيس الحكومة الهندية: «سنبلغ دول الجوار بقوة ان استخدام أراضيهم لشن هجمات ضدنا لن يغتفر وأنه سيكون هناك ثمن إذا لم يتخذوا إجراءات مناسبة (ازاء ذلك)».

ولم يذكر سينغ اسم أي دولة من دول الجوار ، إلا أن الهند كانت اتهمت جارتيها باكستان وبنغلاديش في الماضي بتوفير الملاذ للجماعات الاسلامية المتشددة التي نفذت هجمات إرهابية في البلاد. وقامت جماعات إرهابية مدججة بالسلاح تشتبه الشرطة في أنها دخلت البلاد على متن قارب وصل إلى ساحل مومباي بتنفيذ هجمات منسقة على عشرة مواقع على الاقل في المدينة بدأت في ساعة متأخرة مساء أمس واستمرت حتى امس وأودت بحياة 125 شخصا بينهم ستة أجانب و14 مسؤولا بارزا في الشرطة فضلا عن اصابة أكثر من 300 شخص. الا ان باكستان طلبت امس من جارتها وخصمها الهند عدم توجيه الاتهامات من دون ادلة، وذلك بعد ان اعلن رئيس الوزراء الهندي مانهومان سينغ ان المجموعة التي نفذت اعتداءات مومباي «مقرها في الخارج» ووجه تحذيرا إلى «دول مجاورة».

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في مقابلة مباشرة عبر قناة تلفزيونية خاصة «تجربة الماضي تعلمنا أن علينا أن نتجنب التسرع في استخلاص النتائج». وكان قريشي يتحدث من الهند حيث تجري مفاوضات بين الدولتين النوويتين الجارتين اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ انشاء باكستان في 1947. وتتهم نيودلهي جارتها باكستان بدعم مسلحين إسلاميين ينشطون في الهند، بينما تتهم إسلام آباد الهند بمحاولة زعزعة استقرار باكستان.

وقال قريشي «علينا ان نلتزم الهدوء وان نتبادل الدعم»، متحدثا عن «تهديد ارهابي شامل» يجب مواجهته «بشكل جماعي». وأدان قريشي الهجمات التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية وعرض إقامة خط ساخن بين رئيسي مخابرات البلدين لتعزيز الالية المشتركة بينهما لمكافحة الارهاب. وأعرب قريشي الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الهند تستمر أربعة أيام عن «شعوره بالصدمة والذعر» عندما سمع نبأ تفجيرات مومباي التي أودت بحياة أكثر من مئة شخص.

وأشار إلى أنه تحدث خلال لقائه بوزير الخارجية الهندي براناب مخرجي أمس عن حاجة البلدين إلى تعزيز التعاون بينهما في محاربة الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الهندية الاسيوية عن قريشي قوله: «لقد أوضحت له أن الدولتين ضحيتان للارهاب، وعلينا أن ندعم الآلية المشتركة لمكافحة الارهاب حتى نتصدى لهذا الخطر المحدق». وتابع بالقول: «لقد أكدت أيضا على ضرورة بدء اتصال مباشر وخط ساخن بين رئيسي مخابرات البلدين حتى يتبادلان المعلومات ويتعاونان بصورة أكثر فاعلية». يذكر أن جهاز المخابرات العامة الباكستاني (آي إس آي) هو الهيئة الاستخباراتية الأعلى في باكستان ويعد نظيره الهندي هو جناح الأبحاث والاستخبارات (آر إيه دابليو).