موجة إدانات عالمية لهجمات مومباي.. لندن تعد برد حازم وباريس تدعو لاستخلاص العبر

بوش يعلن دعمه للهند.. وأوباما يدعو لتدمير شبكات الإرهاب.. والسعودية تندد والاتحاد الأوروبي يرسل طائرات طبية

شرطي يساعد سائحة على الخروج من فندق تاج محل أمس (رويترز)
TT

لقيت سلسلة الهجمات التي شهدتها مدينة مومباي، العاصمة المالية للهند، أول من أمس، والتي قتل فيها أكثر من 125 شخصا، موجة من الادانات الدولية، قادتها واشنطن ولندن وباريس. وفيما عبرت دول عربية عديدة، بما فيها الجامعة العربية، عن أسفها للحوادث المروعة، دعت بريطانيا لإرسال فريق مكافحة إرهاب الى الهند، ووعدت برد حازم، فيما قالت فرنسا ان الاتحاد الاوروبي سيرسل طائرة طبية ودعت لاستخلاص العبر.

ودعا الرئيس الافغاني حمدي كرزاي الى تكثيف التعاون الاقليمي ضد الارهاب. وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان مثل اعمال العنف هذه «غير مقبولة مطلقا» فيما اعرب الاتحاد الاوروبي عن «صدمته واستيائه البالغين» خاصة ان نوابا من البرلمان الاوروبي كانوا موجودين في بعض الاماكن المستهدفة.

وتأكيدا للمخاوف من أن تؤدي الهجمات الى نفور الزوار الاجانب، فقد ألغى فريق الكريكيت الانجليزي مباراة كان من المقرر ان يجريها في الهند مما أثار الشكوك في امكانية استمرار البطولة.

واجرى الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اعرب خلاله عن دعمه. كما دانت وزارة الخارجية الاميركية الهجمات «المروعة» فيما قال الرئيس المنتخب باراك اوباما انها تظهر ضرورة ان تعمل واشنطن مع دول اخرى «للقضاء على الشبكات الارهابية وتدميرها». وقال بروك اندرسون المتحدث باسم رئيس الامن القومي ان «هذه الهجمات المنسقة التي استهدفت مدنيين ابرياء تظهر التهديد الخطير والداهم للارهاب». كما أدانت السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت امس الهجمات التي استهدفت مدينة مومباي الهندية واسفرت عن مقتل اكثر من 125 شخصا، واكدت تضامنها مع الحكومة الهندية.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله ان «المملكة العربية السعودية تابعت باستياء بالغ التفجيرات الارهابية التي شهدتها مدينة مومباي بجمهورية الهند».

وذكر المصدر ان السعودية «تعرب عن استنكارها الشديد وشجبها لهذا العمل الاجرامي وتتقدم بالعزاء والمواساة لحكومة وشعب الهند الصديق». وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ان دولة الامارات «تستنكر هذه الجريمة النكراء المروعة».

واضاف وزير الخارجية في تصريحات بثتها وكالة انباء الامارات الرسمية، ان الامارات «تؤكد تضامنها الكامل مع الحكومة الهندية ووقوفها الى جانبها في مواجهة هذه الاعمال الاجرامية وتجاوزها»، كما عبر عن «التعازي لأسر وذوي الضحايا الأبرياء وتمنى الشفاء العاجل للمصابين»، كما أدانت وزارة الخارجية الكويتية «الهجمات الارهابية».

ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله ان الكويت «تؤكد رفضها وادانتها لهذه الاعمال الارهابية انطلاقا من موقفها المبدئي الرافض للارهاب بكافة صوره واشكاله»، واكد ان الكويت «تعرب عن وقوفها وتضامنها مع الحكومة الهندية الصديقة وعن ثقتها في قدرة السلطات الهندية على مواجهة هذه الممارسات الارهابية التي استهدفت امن واستقرار هذا البلد الصديق». من جهة اخرى، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الاماراتية ان قنصلية الامارات في مومباي على اتصال مستمر مع مواطني الامارات الموجودين هناك واقامت مكتب اتصال لمتابعة أوضاعهم. وكانت بريطانيا اول المنددين بالهجمات في مومباي، حيث قتل احد رعاياها وجرح 7 آخرون على الاقل. واعلن رئيس الوزراء غوردن براون ان بلاده سترسل الى الهند فريقا من الخبراء في مكافحة الارهاب في الشرطة لمساعدة المحققين الهنود. وقال براون صباح امس: «سنرسل فرقا من الشرطة متخصصة في الارهاب»، معرباً عن صدمته وغضبه لهذه الاعتداءات. وصرح براون بان الهجمات في مومباي «ستلقى ردا حازما»، مضيفاً انه ارسل «رسالة لرئيس الوزراء الهندي سينغ مفادها أن المملكة المتحدة تقف بكل عزم إلى جانب حكومته في ردها على هذه الهجمات، وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة تلزم». وعلى الرغم من رفضها الخوض في تفاصيل هويات المقتولين والمجروحين في الهجمات التي اودت بحياة اكثر من مئة ضحية، قالت وزارة الخارجية البريطانية امس انه تأكد وجود بريطاني ضمن القتلى. واكد ناطق مقتل المواطن البريطاني لكنه قال انه لا تتوافر تفاصيل اخرى على الفور. وحذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها من السفر الى مومباي التي يزورها 734 الف بريطاني سنوياً. وقالت الخارجية أمس إنها «تحذر ضد أي نوع من السفر الا اذا كان ضرورياً الى مومباي». ونصحت رعاياها في مومباي بـ«البقاء في المنازل ومراقبة الاعلام» لمعرفة التطورات، كما خصصت ارقام هواتف للاستفسار عن الاوضاع في مومباي. وقال ناطق باسم الخارجية ان «الخطوط مشغولة وهناك استفسارات كثيرة».

من جهتها دعت وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال اليو ماري الاوروبيين امس الى استخلاص الدروس من اعتداءات بومباي في مجال الوقاية من الارهاب في الوقت الذي يحتدم فيه النقاش حول استخدام معلومات عن ركاب الطائرات. وقالت الوزيرة الفرنسية للصحافيين عقب اجتماع نظرائها الاوروبيين «اتمنى ان يكون البعض في الاتحاد الاوروبي اقل تحفظا عندما نقترح اجراءات للحماية او استباقية». وكانت تشير بصفة خاصة الى البرلمان الاوروبي الذي يبدي تحفظا شديدا على مشروع جمع معلومات شخصية عن ركاب الطائرات لتسهيل مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة.

أما جيل دي كيرشوف، منسق الاتحاد الاوروبي لشؤون مكافحة الارهاب، الذي شارك في اجتماع امس في بروكسل، فرأى انه «من الاهمية بمكان ان تبقى الدول الاوروبية عازمة على تنفيذ الاستراتيجية التي اعتمدت في 2005» حول مكافحة الارهاب وان تتجنب المواقف التي تبدو متقلبة على ضوء الاحداث الدولية. واوضح دي كيرشوف ان من «بين الاولويات الجديدة بالنسبة للاتحاد الاوروبي مكافحة التشدد والتجنيد». واعلنت السفيرة الفرنسية ان بلادها، تنوي «قريبا» ارسال طائرة مستشفى الى مومباي على متنها طاقم طبي ورجال اغاثة للعناية بالمواطنين الاوروبيين هناك. وصادق وزراء الداخلية الاوروبيون خلال اجتماعهم في بروكسل على بيان مشترك ادانوا فيه بشدة اعتداءات بومباي وتحدثوا عن الاجراءات المتخذة من عدة دول اعضاء في الاتحاد لاغاثة الضحايا لا سيما منهم الاوروبيون. واعلن البيان ان «وسائل مساعدة طبية وقنصلية واجلاء سترسل الى بومباي». وكان وزير الداخلية الاسباني الفريدو بيريث روبلكابا اعلن قبل ذلك ارسال طائرة لاعادة المواطنين الاسبان. ودانت ايران «الاعتداءات الارهابية»، مؤكدة «عزمها على مكافحة هذه الظاهرة الشيطانية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي، بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام الرسمية، ان «ايران تقدم تعازيها الى الشعب الهندي والى الحكومة وعائلات ضحايا هذا العمل الارهابي». واضاف المتحدث ان «ايران كانت ايضا ضحية اعمال ارهابية وتعلن تصميمها على مكافحة هذه الظاهرة الشيطانية على كل المستويات». كما دان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الهجمات، واكد ان «مثل هذه الاعمال الارهابية الاجرامية تزيد من وتيرة العنف والعنف المضاد في حلقات عبثية دموية مغلقة، ويتعين رفضها ودعم التعاون الدولي للقضاء عليه»، حسب وكالة انباء الشرق الاوسط. وقدم موسى «تعازيه الى اسر الضحايا والى الهند حكومة وشعبا».

وأدانت فعاليات مصرية وعربية رسمية وشعبية التفجيرات. وقالت الرئاسة المصرية في بيان «إن الرئيس حسني مبارك يعبر عن خالص عزائه في ضحايا هذا العمل الإرهابي الآثم، وعن تضمان مصر مع الهند ـ شعبا وحكومة ـ في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف». كما أدان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري التفجيرات، مشددا على إدانة مصر الكاملة لأي عمل إرهابي يستهدف المدنيين. وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية «إن أبو الغيط وجه رسالة إلى نظيره الهندي براناب موخرجي أعرب فيها عن تعزيته وخالص مواساته وتعاطفه مع أهالي الضحايا والمصابين».

وحرصت جماعة الإخوان المسلمين هي الأخرى على إدانة التفجيرات، حيث أكدت الجماعة في بيان لها حمل توقيع مهدي عاكف مرشدها العام إدانتها لاستهداف المدنيين، كونه يخالف المقاييس الأخلاقية والإنسانية والإسلامية.

ودانت الامارات العربية المتحدة والكويت الهجمات وأكدتا تضامنهما مع الحكومة الهندية. وقال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ان دولة الامارات «تستنكر هذه الجريمة النكراء المروعة وتؤكد تضامنها الكامل مع الحكومة الهندية». كما دانت وزارة الخارجية الكويتية «الهجمات الارهابية» واكدت «رفضها وادانتها لهذه الاعمال الارهابية انطلاقا من موقفها المبدئي الرافض للارهاب بكافة صوره واشكاله». من جهتها، دانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني «الهجوم الارهابي» وقالت في بيان انه «دليل اضافي ومؤلم على ان الخطر الارهابي يشكل اكبر خطر تواجهه اسرائيل والمجتمع الدولي». وقال الرئيس الافغاني حميد كرزاي، ان الهجوم «يذكرنا مرة اخرى بوحشية الارهابيين والتهديد الخطير الذي يشكله الارهاب للبشرية جمعاء». واضاف ان «الارهاب يشكل مشكلة خاصة في جنوب اسيا. ويجب الرد بقوة على هذه التحديات الارهابية التي تتطلب تعاونا وتنسيقا افضل في كافة المجالات». ودان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الذي يزور فنزويلا حاليا، الهجمات ووصفها بانها «تضر بالنظام العالمي باكمله .. وتمثل تحديا للانسانية». وفي بكين قال كين غانغ المتحدث باسم الخارجية ان الصين تدين بشدة الهجمات وتعارض كافة اشكال الهجمات «الارهابية». كما اعربت اليونان عن استنكارها البالغ للهجمات.