إنقاذ السعوديين المحاصرين.. و8 كويتيات احتجزن بالطابق الـ 30 للفندق

رجل أعمال سعودي لـ«الشرق الأوسط»: احتجزت في طابق المكاتب ساعة ثم هربت من باب خلفي وركبت دراجة نارية

الشرطة ترافق نزيلا من فندق «تاج محل» في مومباي أمس (رويترز)
TT

قالت السفارة السعودية في الهند أمس إنها تمكنت من المساعدة في إنقاذ 3 سعوديين من حادثة الهجمات الإرهابية في مدينة مومباي الهندية، مشيرة إلى أنها رصدت 4 آخرين لا يزالون في داخل فنادق تاج محل واوبروي حتى لحظة كتابة التقرير مساء الأمس.

وقال محمد بري القائم بأعمال البعثة السعودية في مومباي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن البعثة رصدت دبلوماسيين سعوديين مع أطفالهم في الساعات الأولى للحادثة، واستطاعت أن تخلي سبيلهم بالتعاون مع الخارجية الهندية، مشيراً إلى أن الاتصالات مع المسؤولين الهنود لاتزال جارية لانقاذ 4 سعوديين اخرين يعتقد إنهم لا يزالون في مسرح الحادثة.

وأكد ان الخارجية السعودية تتابع آخر التطورات مع المسؤولين في الخارجية الهندية، حول مصير الرعايا السعوديين، مؤكداً ان «الخارجية» الهندية تتعاون بشكل كبير في شأن المواطنين السعوديين.

وحسب معلومات السفارة فإن السعوديين الذين تم إنقاذهم هم متعب الدوسري وعبد الرحمن السحيباني، بالإضافة إلى سعودي ثالث، يتمتعون بصحة جيدة على حسب وصف السفارة، وتم إبعادهم إلى فنادق بعيدة عن موقع الحدث.

واشار بري الى أن السفارة السعودية لا تزال تتابع حالات السعوديين في فندق تاج محل واوبروي، وهي تعمل على إيجاد أية وسيلة لمتابعة تطوراتهم في تلك الفنادق، وأكد أن عددا من السعوديين اجروا اتصالات على القنصلية، إلا أن الاتصالات انقطعت معهم، وتسعى القنصلية إلى الاتصال بهم لمعرفة مصيرهم.

وطالب القائم بأعمال البعثة السعودية في مومباي الرعايا السعوديين بالاتصال على القنصلية لتستطيع مساعدتهم للخروج من تلك المنطقة مع المسؤولين الهنود.

وفي وقت لاحق أعلن محمد عبد الله البري القائم بالاعمال بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالهند أن جميع الرعايا السعوديين في المنطقة التي تعرضت لاعمال ارهابية بخير ، وأن ثلاثة سعوديين كانوا محتجزين بالفندق الذي تعرض لاعمال ارهابية في الهند بخير وبصحة جيدة، وقال البري في اتصال هاتفي بـ«الشرق الأوسط» إن الرعايا ثلاثة قد تم الافراج عنهم جميعا بواسطة وحدات الجيش الهندي. من جهته وصف عادل الوابل رجل أعمال سعودي كان من ضمن نزلاء فندق اوبروي في مومباي الهندية ما حدث له عند بداية الأحداث في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، وقال: انه كان على موعد مع احد أصدقائه السعوديين أمس الأول لتناول طعام العشاء في فندق المطعم، وبعد تناول طعام العشاء اتجه إلى غرفته لأخذ بعض الأغراض الشخصية، عندها سمع أصوات إطلاق عيارات نارية، وظن إنها احتفالات دورية، إلا انه سمع بعد ذلك دوي انفجار قوي هز أركان الفندق.

وأضاف الوابل أن بعد سماع دوي الانفجار الأول حاول الاتصال بقسم السنترال في الفندق إلا أنه لم يتلق إجابة، وبعدها سمع دوي انفجار آخر، ليخرج من غرفته ويهرب مع عدد من نزلاء فندق الاوبروي، والذي يرتبط مع فندق تاج محل بمدخل كبير مشترك، مشيراً إلى أن الأحداث تسلسلت بعد ذلك بدخول العناصر الإرهابية وإطلاق النار المتبادل بينها وبين القوات الهندية.

وأشار الوابل إلى انه احتجز في طابق للمكاتب في مبنى الفندق، لمدة قاربت الساعة، إلا إذ استطاع الخروج من المبنى عن طريق احد الأبواب الخلفية، ومن ثم سارع لركوب دراجة نارية مع احد المتواجدين بالقرب من الفندق واتجه إلى فندق خارج منطقة الأحداث الإرهابية، وذلك بعد ما ترك جميع أغراضه الشخصية في غرفة الفندق.

ولفت إلى وجود مواطن خليجي في بهو فندق الاوبروي، بالإضافة إلى عدد من السعوديين، الذين لا يعرف عن مصيرهم أية معلومات.

وكانت العاصمة المالية في الهند مومباي قد شهدت أحداثا دامية أمس الأول، لا تزال مستمرة، عندما هاجم مجموعة من المسلحين فنادق فخمة ومناطق سياحية ومحطة قطارات.

من جهة أخرى، تسببت الأحداث التي شهدتها مدينة مومباي، بكف قدم أعداد غفيرة من السعوديين الراغبين في بلوغ العاصمة التجارية الأبرز في آسيا، بعد الأحداث الدامية الإرهابية التي عاشتها البلاد أمس الأول. وسجلت أعداد المسافرين المتوجهين من السعودية للعاصمة الهندية، تراجعاً ملموساً، جراء الأحداث التي تعرضت لها العاصمة، وكان غالبيتهم من رجال الأعمال والسياح السعوديين الذين ينظرون للهند أرضاً للتجارة، والاستجمام في آنٍ واحد حسب وصف احد المكاتب السياحية في العاصمة السعودية الرياض.

وقال الدكتور ناصر الطيار رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسفر والسياحة، الذي كشف لـ«الشرق الأوسط» عن إلغاء أعداد وصفها بـ«الكبيرة» من الراغبين السفر للهند، لحجوزاتهم المسبقة، عقب تعرض مومباي لتفجير 7 من المواقع الهامة في العاصمة الأكثر حركة من حيث التجارة والسياحة بحسب الطيار.

ولمح الطيار إلى مواصلة عدد من رحلات الطيران السعودية والأجنبية العمل على خط سير العاصمة الهندية مومباي.

وأكد مسؤول سعودي رفيع المستوى في الخطوط الجوية السعودية، الناقل الرسمي في البلاد، عدم توقف الرحلات السعودية المتوجهة للهند، مُعللاً ذلك بزيادة حجم حركة النقل من الهند إلى بلاده، لقرب دخول موسم الحج، وهي الفترة التي تنشط فيها الحركة الجوية لعدد من الوجهات الآسيوية سنوياً.

وقال المسؤول الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته إن تشغيل الناقل الرسمي السعودي لم يتأثر جراء أحداث مومباي، مؤكداً عدم تأجيل أية رحلة من رحلات الخطوط السعودية المتجهة من المطارات الـ3 الدولية في بلاده بشكل يومي.

وزاد المسؤول السعودي «الأحداث التي شهدتها العاصمة الهندية فجر أمس الأول، أحداث داخلية، لم تتأثر جراءها رحلاتنا، خصوصاً أن الأيام الجارية، أيام إطراد في حركة نقل الحجاج للسعودية، إضافةً إلى نقل العمالة الهندية لبلاده».

وفي الكويت تابعت وزارة الخارجية الكويتية طوال أمس أمر احتجاز 8 كويتيات في مدينة مومباي خلال الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها هذه المدينة الليلة قبل الماضية.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ د.محمد الصباح إن الوزارة أنشأت غرفة عمليات فور علمها بالحادث تعمل على مدار الساعة مرتبطة بصورة مباشرة بالقنصلية الكويتية في مومباي والسلطات الهندية المختصة لمواكبة مستجدات الأعمال الإرهابية.

وأكد وجود اتصالات مباشرة ومستمرة مع الحكومة والسلطات الهندية «التي تدرك المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقها لتأمين حماية مواطنيها والمقيمين الأجانب في مدينة مومباي».

ودعا الشيخ محمد الصباح وسائل الإعلام المختلفة إلى التعامل مع هذا الموضوع بدرجة عالية من المسؤولية نظرا لحساسيته، مؤكدا أن هذا الموضوع «قضية أمنية» بالدرجة الأولى وليست قضية إعلامية.

وذكرت مصادر حكومية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن 8 كويتيات محتجزات في الطابق الثلاثين من الفندق ولكنهن في وضع امن حيث أغلقن المنافذ المؤدية إلى غرفهن وفي انتظار انتهاء عملية الاحتجاز.