أخبار مومباي تتصدر عناوين الاخبار.. واعتماد كبير على «المراسلين المواطنين»

وسائل الإعلام تسارع في نشر أرقام خدمات الطوارئ في الهند والبلدات ذات الجاليات الكبرى

جانب من تغطية قناتي «سي إن إن» و«بي بي سي» وعدد من الصحف البريطانية التي غطت القصة
TT

كان حضور «صحافة المواطنين» كبيرا في التغطية الإعلامية التي واكبت هجمات مومباي، حيث اعتمدت الشبكات الكبرى على الشهادات الحية بشكل أساسي، إضافة إلى الصور التي ارسلها المواطنون العاديون عبر جوالاتهم، ومن أبرز هذه الشبكات قناة «سي إن إن» الدولية المعروفة بمجموعة كبيرة من المراسلين المواطنين الذين تسميهم «آي ريبوترز». هذا واعتمدت «سي إن إن» الدولية على قناتها الهندية الناتجة عن تحالفها مع مجموعة «جي بي إن» الإعلامية، والمعروفة باسم «سي إن إن ـ آي بي آن» في الحصول على التغطية المحلية لما جرى في الهند وتداعياته. من جهتها، اهتمت القنوات البريطانية التلفزيونية، وعلى رأسها «بي بي سي نيوز 24» المتخصصة في الأخبار، بشكل كبير بالحدث، حيث بقيت في تغطية متواصلة طوال أمس، سيما مع ضخامة هذا الخبر المفجع بالنسبة للبريطانيين عموما، وتحديدا العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وفي ظل وجود عدد كبير من الجاليات الآسيوية والبريطانيين المتحدرين من اصول اسيوية، وهندية تحديدا، في المملكة المتحدة.

وجاء اطلاق «بي بي سي» لخدمة البث الحي لكافة قنواتها عبر الانترنت، والذي بدأ أمس في الوقت المناسب، حيث شهد موقع قناة الاخبار التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية تغطية ما يجري في الهند. كما سارعت القنوات التلفزيونية إلى نشر أرقام الطوارئ الخاصة في الهند، والبلدان ذات الجاليات الضخمة المقيمين هناك إما للسياحة أو العمل. معظم الصور التلفزيونية المبثوثة كذلك جاءت نقلا عن القنوات الإخبارية الهندية المحلية، مثل «زي» و«ان دي تي في» وغيرهما. من جهتها كانت القصة هي الرئيسية في غالبية الصحف البريطانية الكبرى الصادرة صباح أمس، والتي فردت لتغطيته مساحات كبيرة وألحقته بالتحليل وكمية كبيرة من الصور التي تمكن الحصول عليها. جريدة «تايمز» اختارت عبارة «مذبحة في مومباي» عنوانا، فيما جاء عنوان «الغارديان» ليقول «الإرهابيون يعيثون الفوضى في مومباي»، في حين عنونت «ديلي تلغراف» قائلة: «(ضحايا) بريطانيون ضمن إرهاب السياحة». وفي تحليل منشور بـ«التايمز» تحت عنوان «الإسلاميون يتبعون تكتيكا جديدا»، قال الصحافي جيريمي بيج في دلهي ان تفجيرات مومباي تبدو وكأنها جزء من مخطط يهدف الى ضرب المناطق الهندية التي يرتادها السياح والهنود الأغنياء، والدلالة على ذلك ـ حسب كاتب المقال ـ الأماكن المستهدفة، أي فندقي تاج واوبروي اللذين يعتبران محطة للسياح ورجال الأعمال. وفي تحليل آخر في «التايمز» لمحرر الشؤون الامنية مايكل ايفانس قالت الصحيفة إن مسؤولي أجهزة الاستخبارات يتوقعون هجمات «استعراضية» لتنظيم «القاعدة». وذهب المحلل ليقول إن هجمات مومباي يمكن اعتبارها مؤشرات الى ان تنظيم «القاعدة» ينتقي أهدافا غربية يسهل ضربها في بلدان لا تطبق تدابير امنية مشددة. وكان للإعلام بشكل خاص أهمية لافتة في هذه الأحداث، ذلك لكون الجماعة التي تدعى «مجاهدو دكان» ارسلت بيانا تنسب فيه العملية إلى نفسها، كما أن عددا كبيرا من المحللين الغربيين كذلك اعتبروا أن اسلوب وتخطيط العملية يشبهان أسلوب «القاعدة».