شاهدة عيان: تحطم الزجاج واهتز الفندق.. فبدأت أبكي

شهود يروون قصص احتجازهم داخل الفنادق وهروبهم من مسلحين لا يترددون بإطلاق النار

سياح يخرجون من فندق اوبروي بعد اطلاق سراحهم أمس (أ.ف.ب)
TT

عندما ركب أربعة رجال أعمال، اثنان منهما يابانيان والاخران بريطانيان، المصعد في فندق أوبروي ترايدنت في مومباي، وضغطوا على زر الردهة الرئيسية للفندق، كانوا يتحضرون لقضاء ليلة أخرى عادية في عاصمة الهند المالية. الا ان المفاجأة كانت بانتظارهم في الردهة الرئيسة، عندما فتح باب المصعد وخرج منه رجلان يابانيان، وتفاجآ بوجود مسلحين منتشرين في الردهة. الرهبة لم تمنع أحد الرجلين من أن يؤشر بيده الى الرجلين البريطانيين الاخرين بالبقاء داخل المصعد، الا ان حركته هذه دفعت بالمسلحين الى اطلاق النار عليه واصابته في رجله. اللحظات المروعة التي عاشها هؤلاء الرجال الاربعة، الذين ظنوا ان ساعتهم قد دنت، رواها آلان جونز، رجل الاعمال البريطاني، لتلفزيون الـ«سي ان ان». قال جونز: «عندما فتح باب المصعد، خرج الرجلان اليابانيان، وفور خروجهما أشرا لنا بالبقاء في الداخل وهمّا بالعودة الى المصعد هما أيضا.. الا انه في هذه الاثناء أصيب أحدهما بطلق ناري في رجله من الخلف.. وامتلأ المكان بالدماء». وأضاف جونز أنه عندما نظر الى الخارج رأى رجلا مسلحا يتجه نحو المصعد، فحاول الضغط على زر اغلاق الباب، الا ان الرجل الياباني الذي اصيب كان قد سقط على الارض ورجله كانت تعيق الباب. وقال جونز البالغ من العمر 42 عاما، انه بالكاد تمكن من السيطرة على أعصابه وانتشل الرجل الياباني وادخله المصعد، ليغلق الباب قبل خطوات من وصول المسلح اليهم. وتوجه جونز والرجال الثلاثة الى الطوابق العلوية حيث نصحهم موظفون في الفندق بالاختباء في الطابق السفلي عبر مصعد آمن. وعلى الرغم من ان الحظ حالف جونز والرجال الذين كان برفقته، الا ان الصدمة لم تفارقهم. وقال: «أحد زملائي شرب نصف قنينة من الكحول ليتمكن من مواجهة الامر، أنا أشعر بأنني أكثر هدوءا الان، الا انني ما زلت مرتبكا كثيرا ولا ادري ما الذي يحدث». شهود عيان آخرون رووا ما حصل معهم خلال وجودهم في الاماكن التي تعرضت للاعتداءات، ومن بينهم نجمة مسلسل «نيبورز» (الجيران) الاجتماعي الدرامي الطويل، الأسترالية بروكي ساتشويل، التي روت كيف اختبأت داخل خزانة بإحدى دورات المياه، في الوقت الذي كان يطلق فيه مسلحون النار على نزلاء آخرين في فندق تاج محل.

وقالت ساتشويل البالغة من العمر 28 عاما: «عدت إلى الفندق وذهبت عبر دورات المياه، التي كانت في الطابق الأرضي بجوار الردهة، وفور دخولي الردهة بدأ إطلاق النار... كان هناك نحو ستة أشخاص في دورة المياه، وجميعنا تجمدنا. وبعد ذلك أعتقد أن الأدرينالين تدفق وأصبح من الواضح ماذا كان يدور». وأضافت: «كان الامر مثيرا للرعب حقيقة.. كان هناك أشخاص تطلق عليهم النيران في الرواق.. وكان هناك شخص ميت خارج دورة المياه».

أنطوني روز، وهو أيضا مواطن استرالي، كان يزور مومباي لانتاج برنامج سفر، قال لتلفزيون الـ«سي أن ان»، إنه دخل الفندق قبل دقائق من وقوع الهجوم في فندق تاج محل. وقال: «دخلوا مدججين بالاسلحة.. كانت فوضى كاملة». وتمكن روز وآخرون من الاختباء في احدى صالات الفندق في الردهة، حيث بقي محتجزا طوال 6 ساعات، آملا في أن يتم انقاذه. وقال انه على الرغم من سماعهم المتفجرات واطلاق الرصاص، الا انه لم تكن هناك مؤشرات على وجود للشرطة. المساعدة لم تصل لروز والاخرين المحتجزين معه، فاضطروا الى تحطيم واجهة زجاجية سميكة، وتسلقوا الى الشارع نزولا مستعينين بستار كان يغطي الصالة. وقال روز انه لحظة بدء اشتعال الفندق «علمنا ان علينا الخروج». وروت ياسمين وونغ أنها اضطرت للاختباء تحت سريرها في فندق تاج محل لساعات، قبل أن يرن هاتفها في الغرفة، ويبلغها احد الموظفين في الفندق ان تطفئ الانوار في غرفتها وتضع منشفة مبللة على الباب وان تبقى في غرفتها حتى تبلغ بالمغادرة. فجلست وونغ في الظلام، تراقب الدخان يتصاعد من الفندق عبر نافذتها. وتابعت تروي: «شاهدت رجلا من نافذتي كان قد حطم زجاج غرفته التي تقع فوق غرفتي، وتدلى من النافذة. وهنا طلبت منا الشرطة مغادرة الفندق». وروت أنها شاهدت جثثا على أرض الفندق وهي تحاول البحث عن مخرج لمغادر الفندق. تمكنت وونغ من الخروج أخيرا عبر المدخل الخاص بالمسبح. ومن بين الاشخاص الذين وجدوا أنفسهم عالقين في وسط الاشتباكات المسلحة، بريتي أشاريا، وهي صحافية تعمل في صحيفة محلية في مومباي. وكتبت أشاريا تروي اللحظات المروعة التي تعرضت لها عندما توجهت الى فندق تاج محل بحثا عن شهود عيان، وكتبت كيف تحولت هي نفسها الى شاهد عيان وكيف وجدت نفسها عالقة في وسط مواجهة بين الشرطة والارهابيين.

وكتبت: «وصلت الى تاج محل في حوالي الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة والاربعين، بعد ان زرت موقعا آخر من المواقع التي جرت الاعتداءات فيها. رأيت رجال شرطة يحاصرون المكان في محاولة لنصب شرك للارهابيين العالقين في الداخل. لم يكن يسمح لأحد بالدخول، الا انني تمكنت من الدخول من دون ان يلاحظني أحد». وتابعت أشاريا تروي: «عندما أصبحت في الداخل، عرفت ان الارهابيين موجودون في الطابق السادس. حاولوا ان يأخذوا رهائن من الغرف، الا انهم لم ينجحوا لان الابواب كانت مقفلة. بعد دقائق، حاول رجال من الشرطة ان يصعدوا الى الطوابق العليا، انما لم يتمكنوا بسبب القنابل اليدوية التي كان يرميها الارهابيون باتجاههم. لقد رأيت ثلاث قنابل يدوية على الاقل ترمى». وأضافت: «بعد ان انفجرت القنبلة الثانية، تحطم الزجاج واهتز الفندق، فبدأت أبكي. الا انني نجحت بالخروج من الفندق، أنا ومصور ايطالي عرفت لاحقا انه يدعى لورانزو تونيولي، بعد حوالي ساعتين، وعندما دخل مسؤولون في الامن. شاهدنا دماء في كل مكان...».