الأمير نايف: هناك من يقدح في بلاده ويحمل على نهجها سلبيات غير موجودة

خلال لقائه طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

الأمير نايف خلال زيارته إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة (واس)
TT

أكد الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي، أن العواقب مؤلمة والإساءة مريرة، حينما خرجت الفئة الضالة عن تعاليم العقيدة الإسلامية وقتلوا الأبرياء وانتهكوا حرمات المسلمين وغير المسلمين ودمروا أموالهم وممتلكاتهم ظلما وعدوانا، إساءة إلى هذا الدين، على النحو الذي يفوق ما كان يحلم به أعداء الدين ومخالفوه، كل ذلك حينما انحرف الاعتقاد لدى الفئة الضالة ممن ينتمون للإسلام، والإسلام منهم براء.

وقال الأمير نايف، الذي كان يتحدث خلال لقاء مساء أول من أمس، مع هيئة تدريس وطلاب ومنسوبي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، إن موضوع الأمن الفكري، الذي أساسه سلامة العقيدة وصلابة الفكر هو موضوع كبير جدا ويتشعب فيه الحديث وتكثر حوله الآراء، وأكد أهمية الحوار الفكري، وأنه إذا لم يواجه الفكر بالفكر سيكون هناك نقص في الجهد، لأن المطلوب هو تصحيح الأفكار، وأضاف، «ما زالت هناك في وقتنا أفكار متضاربة، علينا أن نتعرف من هم الذين يعملون في هذا المجال؟ وهم شخصيات معروفة ومعروف انتماؤها وفكرها، كما أننا لا نستبعد أن هناك جهات معادية للإسلام بشكل عام ومعادية للمملكة».

ونبه الى إن هناك من يقدح في بلاده ويحمل على نهجها السلفي سلبيات غير موجودة، بل مختلقة ويبحث عن سلبيات تافهة ويضخمها، وقال «وهذا للأسف نقرأه بين حين وآخر في صحفنا، وحتى في بعض القنوات فيجب أن تواجه هذه الأمور بالعلم الصحيح، ومن القادرين على الحديث في هذا الأمر وهم فقهاء الأمة».

وشرح الأمير نايف جهود لجان المناصحة في تصحيح الفكر وإزالة الشبهات مع الموقوفين، ممن اعتنقوا أو تأثروا بالفكر المنحرف، وأنها حققت الأهداف المرجوة منها وأسهمت في تصحيح الأفكار الموجودة، إلا أن ذلك يحتاج إلى جهد كبير، وهناك من استفاد من لجان المناصحة. ونفى الأمير نايف أن يكون من يقول هناك شدة أو ضغط أو سوء في التحقيق لان هؤلاء قابلوا المئات من الأشخاص ورأوا الحقيقة.

ورحب الأمير نايف باقتراح قدمته زوجة احد الشهداء بإنشاء جمعية وطنية أهلية لرعاية اسر الشهداء تسهم فيها الدولة، وبين أن وزارة الداخلية لها جهود لرعاية أسر وأبناء الشهداء وتعمل على توفير معاملة متميزة لأسر الشهداء في بعض المرافق، ووعد بتطبيق المقترح.

وأكد على الحاجة لإنشاء مركز وطني للأبحاث لدراسة ظاهرة الإرهاب، وأضاف أن مركز الأبحاث الدولي لمكافحة الإرهاب طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام ما يقارب من 54 دولة ونتمنى ان يتحقق هذا المشروع قريبا.

وحول ظهور خطة وطنية إستراتيجية للقضاء على الافكار المنحرفة وجميع تبعاتها وإنشاء مركز وطني لهذا الغرض، أجاب الأمير نايف بن عبدالعزيز قائلا، إن الأفكار والتوجهات الموجودة في عالمنا اليوم والأمس ستبقى، ولكن علينا ان نصحح الصحيح ونعرفه لشبابنا وجيل المستقبل وان نخاف الله أولا وقبل كل شيء، وان لا نرتكب أخطاء بتمسك بنهج غير إسلامي، وأكد أن الأمن الفكري مقدم على الأمن، بل أكثر منه وطلب من الجامعات أن تهتم بذلك، خصوصا جامعتي الإمام وجامعة الملك سعود، فقد زرت هذه الجامعات وطلبت منها بحثا علميا لماذا انخرط هؤلاء في هذا العمل وكيف يكون العلاج الناجح لهذا الأمر. ورحب وزير الداخلية السعودي بإنشاء جائزة كبرى تكون باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن محاربة الانحراف الفكري يكون على هامشها فعاليات كالندوات والدراسات والأبحاث، وطلب من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بحث ترتيبات الجائزة وإسنادها في مجلس الجامعات ووعد بوضع ما يتوفر لدى السلطات الرسمية من معلومات تحت تصرف الباحثين والقائمين على الجائزة.

وحول زواج السعوديين من أجنبيات قال الأمير نايف، إنه يجب قبل البحث في العقوبات البحث في دوافع المشكلة التي تدفع إلى الزواج من الخارج «فشرعاً لا نستطيع منع الزواج من أي جنسية، إلا أن النظام يلزم من يتزوج من خارج الوطن بالحصول على إذن»، وحث على ضرورة البحث في معالجة تكاليف حفلات الزواج بعكس ما يحدث في الخارج، والأخذ بأيدي شبابنا وبناتنا لتكوين أسرة صالحة.

وفي الختام دشن الأمير نايف بن عبدالعزيز قناة الجامعة الإسلامية التعليمية الالكترونية «جامعتي» الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف والانحراف الفكري، كما كرم اسر شهداء الواجب بالمدينة المنورة حيث قدم لهم مبالغ مالية وهدايا تذكارية.