دمشق تستغرب تسرع العراق في توقيع الاتفاقية الأمنية

الشرع: نتمنى تحسين الأجواء بين سورية والسعودية ومصر

TT

دمشق ـ د ب أ: أعربت سورية امس عن استغرابها من إصرار بعض القيادات العراقية على الإسراع في توقيع الاتفاقية الأمنية مع إدارة الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش المنتهية ولايته، وعدم انتظار تسلم إدارة الرئيس الديمقراطي المنتخب باراك أوباما مقاليد السلطة في الولايات المتحدة.

وقال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، في عرض سياسي قدمه امس أمام اجتماعات أحزاب الجبهة الوطنية (الائتلاف السياسي المساند لحزب البعث الحاكم في سورية)، إن «سورية حاولت مرارا تحسين علاقاتها مع العراق» وإنها «تريد إنهاء الاحتلال لهذا البلد لأن في ذلك مصلحة للعراق ولسورية».

وأكد الشرع أن «سورية قالت للعديد من مسؤولي الحكومة العراقية الحالية أنه عليكم أن تطلبوا من مجلس الأمن إزالة العراق من تحت الفصل السابع وذلك من قطر، عندما كانت العضو العربي في مجلس الأمن، أو من ليبيا الآن كممثل للعرب في مجلس الأمن».

واعتبر الشرع أن هناك تغيرا مهما في الأشهر الأخيرة في الساحة الدولية والأميركية بشكل خاص، بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، واصفا التغيير بالإيجابي، ولو أنه مجرد تغيير في الصورة مبدئيا. وأضاف «ولكن يمكننا القول إننا أمام انحسار سياسة القطب الواحد، ونستطيع القول أيضا إن الأزمة المالية سرعت في انحسار القطب الواحد عسكريا وسياسيا وحروبه الاستباقية التي كان يشنها على العالم».

وأضاف أن «الحرب على الإرهاب عالميا لم تعد ممكنة على طريقة جورج بوش، إنما الواضح الآن أن كل بلد سيعالج مشكلة الإرهاب».

واعتبر الشرع أن صورة قمة القادة العشرين، التي عقدت مؤخرا في واشنطن لا تمثل العالم العربي، وكانت استخفافا بعقول العرب واستنزافا لأموالهم.

وأشار إلى أن المقربين من أوباما يقولون إنه يريد حوارا مع سورية، وهذا مهم جدا، وأن أوباما كان أعلن في حملته الانتخابية أنه يريد حوارا مع سورية وإيران أيضا، وأن هذا الحوار لن يكون حوار «إذعان» كالحوار الذي كان يريده بوش. وطالب الإدارة الأميركية الجديدة بأن تعمل على بندين أساسيين بالنسبة لسورية، أولهما إقدام الكونغرس الأميركي على رفع اسم سورية من قائمة الدول الراعية «للإرهاب»، وثانيهما رفع قانون ما يعرف بـ«محاسبة سورية الذي كان صدر بعد أشهر من سقوط بغداد». وقال الشرع «إذا تم إدراج هذه الموضوعات على أجندة الكونغرس فإنه لا يمكن الاستخفاف بهما، وبالتالي سيكون الحوار لا يستهدف سورية، وبعد ذلك يمكن إنجاز تسويات على مختلف المستويات».

وأعلن الشرع أن سورية تعلم مخاطر وجود قوات أميركية في جوارها، قائلا: ان الغارة الإسرائيلية على منشأة دير الزور في سبتمبر (ايلول) 2007 كانت «بتسهيلات ملاحية وتغطية أميركية للطائرات الإسرائيلية التي قصفت المنشأة».

وعن العلاقة مع السعودية قال الشرع: «المشكلة التي كانت معلنة بين سورية والسعودية هي لبنان، لكن المستغرب الآن أن الوضع في لبنان تم بشكل جيد بعد اتفاق الدوحة، فقد انتخب رئيس للبنان وتشكلت حكومة وحدة وطنية وأعلنت سورية عن إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان».

وتمنى الشرع أن «تكون هناك صحوة عربية عربية وتحسين للأجواء بين سورية من جهة ومصر والسعودية من جهة بعد ذهاب إدارة بوش التي راكمت الخوف والوهم»، مؤكدا أن سورية اتخذت قرارها بالبدء في إجراء حوار عربي عربي من أجل زيادة التضامن والتعاون وتحسين الأجواء العربية في الأشهر المتبقية لرئاستها للقمة العربية.

وأوضح أن «أوباما أعلن صراحة خلال الحملة الانتخابية أنه يريد الحوار مع إيران وسورية، وهذا لا يعني أنه استبعاد للعمل العسكري تماما، لكنه سيتيح مجالا واسعا للحوار، كونه لم يضع شروطا مسبقة للحوار، سواء مع إيران أو سورية كما كان يفعل بوش». وأضاف: «الضربة مستبعدة جدا». ورأى أن «الأمر بالنسبة لإسرائيل مختلف لأنها تعتبر تملك إيران لسلاح نووي هاجسا لا تستطيع تجاهله».

وحذر الشرع من أنه "«إذا أقدموا (الإسرائيلون) على شيء سيسيئون لعلاقتهم مع أوباما، كما أنهم يحتاجون لزمن لإقناعه، فضلا عن أن إسرائيل لا تستطيع أن تحسم أي معركة مع إيران وحدها».

وقال الشرع: «إيران ليست هدفا واحدا، يوجد عشرات المنشآت وليس موقعا أو موقعين».