قائد الجيش اللبناني يزور سورية مطلع ديسمبر والمباحثات تشمل ضبط الحدود وتفعيل التعاون

قهوجي استبقها بالتأكيد أن لبنان لن يكون ممرا سهلا للاعتداء على دمشق

TT

تضج صفحات الصحف اللبنانية ووسائل الاعلام الاخرى والصالونات السياسية بحديث زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي لسورية، لكن قيادة الجيش اللبناني لا تملك ما تجيب عنه السائلين حول جدول اعمال الزيارة والمتوخى منها. فالزيارة غير قائمة رسميا بعد، ولا يوجد في جدول اعمال الطرفين ما يؤشر لها، دونما أن يعني ذلك أنها لن تتم، فهي مرتقبة في أي وقت مطلع ديسمبر(كانون الاول) المقبل.

الزيارة التي يقول المطلعون على مواقف قيادة الجيش اللبناني إنها «زيارة تعارف» لن تخرج في جدول اعمالها عن «الامور المعلنة»، وهي ستتمحور على القضايا التي يواجهها البلدان، الارهاب والحدود والتهديدات الاسرائيلية. وكان لافتا ـ مع اقتراب موعد الزيارة ـ قيام قائد الجيش بزيارة تفقدية للوحدات العسكرية اللبنانية المنتشرة في البقاع وقرب الحدود مع سورية وتعمده الرد من هناك على التهديدات التي اطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، لافتا الى أن «إطلاق قادة العدو الاسرائيلي تهديداتهم المستمرة ضد لبنان لن يضعف عزم الجيش وتصميمه على التصدي لهذا العدو وإحباط مخططاته بكل الامكانات والقدرات المتاحة»، مؤكدا أن «البقاع لن يكون ممرا سهلا أو خاصرة رخوة للاعتداء على الأشقاء العرب».

كلام قهوجي كان واضح المعنى، كما تقول المصادر، فسورية «هي الجوار الصديق الوحيد للبنان لأن الجوار الاخر هو جوار معاد، والهواجس والاخطار التي تواجههما وتهددهما هي واحدة. فقائد الجيش كان يقول إن الجيش مستعد ليقاتل «بكل الوسائل المتاحة لديه» ولن يسمح بأن تؤذى سورية من لبنان أو عن طريقه.

وشدد قهوجي على ضرورة تعزيز التدابير الأمنية في منطقة البقاع خصوصا لجهة ضبط اعمال التهريب على جانبي الحدود اللبنانية ـ السورية لما فيه مصلحة مشتركة بين البلدين الشقيقين، وفي هذا اشارة اخرى ـ كما تقول المصادر ـ الى جدول الاعمال الذي سيتضمن ضبط الحدود «بما فيه من مصلحة للبلدين»، وهي ـ تضيف ـ مؤشرات لتنسيق مقبل بين الجيشين.

الزيارة ـ عندما تحصل ـ لن تُحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الجيشين، فالعلاقة بينهما لم تنقطع على رغم الانقطاع شبه الكامل في السياسة خلال فترة من الفترات نتيجة التجاذبات التي كانت قائمة بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد استمر التعاون الذي برز خلال المرحلة الاخيرة من حرب نهر البارد بين الجيش اللبناني و«فتح الاسلام» حيث تم تزويد الجيش اللبناني بكميات كبيرة من الذخائر السورية اللازمة لآلياته ذات المنشأ الروسي.

لكنها ستكون مناسبة للبحث في ملفات عديدة وهي ترمي الى تفعيل التعاون بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لسورية والزيارات التي قام بها عدد من الوزراء اللبنانيين، ولهذا تقول الاوساط انه «من الطبيعي أن يزور قائد الجيش سورية»...ومن هنا تقول المصادر إن السؤال عما اذا كانت زيارة قائد الجيش تحظى بغطاء من القيادة السياسية اللبنانية «غير مهني».