السفير الفرنسي: القرصنة على سواحل أفريقيا بين الملفات المطروحة في القمة السعودية الفرنسية غدا

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة ساركوزي ستستعرض نتائج قمة الرياض السابقة

TT

قال برتران بيزانسنو سفير فرنسا لدى السعودية، إن بين الملفات التي سيبحثها الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي مع القيادة السعودية، قضية القرصنة التي طال ضررها مصالح دولية كبرى، وذلك خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للملكة يوم غد السبت.

وبين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن نقاشات سابقةً بين الحكومتين، ستستكمل حيال طرق مكافحة القرصنة، والإجراءات الأمنية الحازمة، التي ستفرض قبال سواحل القرن الأفريقي، لا سيما أن المبادرة الفرنسية الأسبانية لمكافحة القرصنة، سيُكشف عنها مطلع شهر ديسمبر(كانون الثاني) المقبل. وأوضح السفير الفرنسي أن الجانبين السعودي والفرنسي يمتلكان الرغبة الجامحة، بالشراكة مع أطراف أخرى، في تحقيق اختراق حقيقي على خارطة الحلول المقترحة، ونتائج المشاورات السابقة التي تم دعمها في أكثر من مناسبة.

وأكد أن الزيارة الرئاسية هي الثانية لساركوزي خلال العام الجاري، والتي ستشهدها مدينة جدة السعودية غداً، ويلتقي فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث ستتناول الزيارة الملفات الإقليمية العالقة في المنطقة، وأبرزها عملية السلام.

ومن المنتظر أن يتباحث الطرفان يوم غد قضايا أخرى ذات أهمية كبرى في المنطقة والعالم، حيث ستثير الزيارة تداعيات الأزمة المالية العالمية، والتطورات التي تشهدها الساحة العراقية، والملف الايراني، إضافة إلى الموضوعات المتعلقة بأفغانستان، والعلاقات مع باكستان.

وأوضح بيزانسنو أن لقاء زعيمي البلدين غداً، سيستعرض ملخصا لسير أعمال نتائج قمة الرياض الماضية، التي عقدت في شهر يناير(كانون الثاني)، لافتاً إلى أن تلك النتائج التي زخرت بالعديد من الاتفاقيات في مجالات الثقافة والتعليم والاقتصاد ومجالات أخرى، كانت إيجابية بكل المقاييس، مضيفاً في ذات الوقت أن البلدين يتطلعان لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما خلال الزيارة.

وفي المجال الاقتصادي، كشف السفير الفرنسي عن أن الصادرات الفرنسية إلى السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، نمت إلى 19 في المائة، مقارنة بالعام 2007، مضيفاً أن هنالك إرادة عازمة على تقوية الشراكة الصناعية وزيادة وتعزيز التبادل من قبل الشركات الفرنسية لنظيراتها في السوق السعودي.

وقال السفير الفرنسي، تتطلع الشركات الفرنسية باهتمام بالغ لعدد من المشاريع، مثل مشاريع القطار السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقطار المدن «المترو» في كل من الرياض ومكة المكرمة، إضافة إلى مشاريع ضخمة في قطاع المياه والكهرباء، وقطاعات أخرى كثيرة تشهد تطورا ملحوظا خلال هذه الفترة في مشاريعها.

الى ذلك تحدث السفير الفرنسي عن انفتاح بلاده الأخير على دمشق، قائلا انه مشروط بأن يُحسن السوريون من علاقاتهم مع اللبنانيين، ودعم سيادة السلطة اللبنانية، التي اعتبرها من الأولويات الأساسية للحكومة الفرنسية. وقال بيزانسنو إن الحوار مع سورية، فتح الطريق أمام بعض الحلول، التي ستستمر مناقشتها، لتوظيفها في تحسين الوضع اللبناني، الذي تتقاسم فيه السعودية وفرنسا الأهداف نفسها، والرامية إلى تحقيق الوحدة اللبنانية.