مقتل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في المركز اليهودي

إسرائيل تعرض على سلطات الهند التعاون لوضع خطة جديدة في مكافحة الإرهاب

TT

اعلن دبلوماسي اسرائيلي امس ان خمسة رهائن اسرائيليين قتلوا في المركز الثقافي اليهودي في بومباي الذي سيطرت عليه قوات الامن الهندية بعد عملية احتجاز رهائن قام بها مسلحون اسلاميون. وقال ايلي بيلوتسيركوفسكي المسؤول الثاني في السفارة الاسرائيلية في نيودلهي «عثر على جثث خمسة رهائن اسرائيليين» بعد تدخل القوات الخاصة الهندية. وقتل الرهائن الخمسة خلال هذا الهجوم بحسب ما نقلت وكالة الانباء الهندية عن قائد الحرس الوطني الهندي جاي. كاي. دوت. وقال دوت «كنا سيطرنا على الطابق الثاني عندما القيت علينا قنبلة من الاعلى. وقتل الارهابيون ثلاثة رهائن». واضاف انه بينما واصلت القوات الخاصة صعودها في المبنى، قتل الاسلاميون المتشددون رهينتين آخرين في الطابق الرابع. وكانت السفارة الاسرائيلية قد اعلنت اول من امس ان ما بين عشرة وعشرين اسرائيليا احتجزوا رهائن في الهجمات التي شنها مسلحون اسلاميون في بومباي. ومن المواقع التي استهدفها الاسلاميون مجمع ناريمان الذي يتضمن مركزا يهوديا دينيا. وكانت صور تلفزيونية قد أظهرت أفراد (الكوماندوز) وهم يهبطون باستخدام حبال على أعلى مبنى ناريمان هاوس ذي الطوابق الخمسة صباح اليوم، فيما قامت المروحيات بتوفير غطاء من النيران لتمكينهم من دخول المبنى. والقى رجال القوات الخاصة قنابل دخان على المبنى لخلق حالة من الذعر والفوضى في صفوف الخاطفين، قام بعدها عدة جنود بالهبوط بواسطة الحبال من الطائرات الى سطح المركز. وقد شوهدت امرأة تغادر المبنى في وقت سابق ومعها طفل، الا انه لم يتضح ما اذا كانا قد حررا من قبل الجيش او أخلي سبيلهما من جانب الخاطفين. وقد تم التعرف على الطفل لاحقا على انه ابن الحاخام غابريال هولتزبرغ الذي يدير المركز اليهودي. ويبدو انه قتل مع زوجته ريفكا اثناء عملية تحرير الرهائن». ورفضت الهند مساعدة عسكرية عرضت تقديمها إسرائيل من اجل تحرير الرهائن المحتجزين في مومباي، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس. وذكرت صحيفة «هآرتس» ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عرض الخميس على الهند تقديم مساعدة في مجال مكافحة الارهاب وان وزارته استأجرت طائرة كانت جاهزة للاقلاع الى الهند لهذه الغاية، ولكن نيودلهي رفضت العرض. ولكن الصحافة الاسرائيلية اشارت الى وجود تعاون في مجال الاستخبارات بين البلدين نظرا الى الخبرة الطويلة لاسرائيل في مجال عمليات تحرير الرهائن.

وكشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن «دراما» أخرى كانت قد دارت بين القيادات السياسية والأمنية الاسرائيلية والهندية طيلة ساعات خلال الهجمات الارهابية على مومباي، حاولت فيها الجهات الاسرائيلية اقناع السلطات الهندية بارسال قوة كوماندوز للمساهمة في اطلاق سراح الرهائن عموما أو بالسماح لها بإطلاق سراح الرهائن في البيت اليهودي أو في فندق «اوبروي» حيث كانت غالبية الرهائن الاسرائيليين واليهود. وقد شارك في هذه المحاولات رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الهندي سينج ووزير الدفاع، ايهود باراك في محادثة طويلة مع مستشار الأمن القومي في الهند، ميانكوتة كلات نيراينن. وقال باراك ان الخبرة الاسرائيلية المتراكمة في تحرير الرهائن قد تكون معيناً لوقف المأساة. وان اسرائيل والهند والولايات المتحدة في خندق واحد في هذه المعركة ويجب ان تتعاون معاً لافشال قوى الارهاب المعادية لها. وقال ان هناك قوة كوماندوز اسرائيلية متخصصة في اطلاق الرهائن جاهزة في مطار تل ابيب وبامكانها الانطلاق خلال ساعة نحو الهند، إلا أن المسؤول الهندي اعتذر بلطف وقال ان القوات الهندية قادرة على الاعتماد على نفسها وستفشل هذه العمليات الارهابية بالكامل. ورفضت الحكومة الهندية استقبال حتى المساعدات الانسانية التي عرضتها وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، والتي ضمت مساعدات طبية. ولكنها ظهر أمس وافقت على ذلك.

وعلم يوم أمس ان خمسة من الرهائن الاسرائيليين واليهود قد قتلوا في العمليات، لكن وزيرة الخارجية ليفني ظلت حذرة وقالت في مؤتمر صحافي، مساء أمس، ان هذه معلومات صحافية غير مؤكدة وان اسرائيل لم تتلق حتى الساعة بيانا رسميا في الموضوع.