قائد في الجيش الهندي: المسلحون كانوا يتنقلون بين طوابق تاج محل باستمرار.. ويطفئون الأنوار ويختبئون أحيانا

قال إنه طلب إلى وحدته عدم التسرع وعدم الرضوخ لضغوط وسائل الإعلام أو المواطنين

TT

واجهت فرق الكوماندوس الهندية التي كلفت انهاء ازمة احتجاز الرهائن في مومباي تحديات كبرى زادت من صعوبة مهمتها وهي عنف المسلحين الذين لا يتوانون عن القتل، اضافة الى الذعر المسيطر على النزلاء في فندقي تاج محل واوبروي ترايدنت، والظلمة الحالكة والخوف من جرح رهائن.

وقال احد قادة قوات الكوماندوس البحرية الهندية، المعروف بماركوس، في مؤتمر صحافي أمس، ان عناصره واجهوا في تحركهم عقبة كبرى تمثلت في عدد الاشخاص الذين كانوا لا يزالون في فندقي تاج محل واوبروي ترايدنت حين اقتحموهما. وقال: «كان في وسعنا النيل من هؤلاء الارهابيين بسرعة اكثر لولا عدد النزلاء الكبير في الفندقين». واضاف ان «الجثث كانت ممددة هنا وهناك وبقع الدم تغطي المكان، واضطررنا الى لزوم قدر فائق من الحذر لتجنب الحاق اصابات بالمدنيين». وقال القائد الذي كان يرتدي بدلة قتالية سوداء فيما وجهه مخبأ خلف لثام ونظارات داكنة، ان عناصره اضطروا الى تلمس طريقهم عبر اروقة الفندق وغرفه وسط ظلمة حالكة. وسئل عن حصيلة الاصابات، فقال انه كان من المستحيل في غالب الاحيان التمييز ما بين الجثث والجرحى والاشخاص الممددين ارضا للاحتماء، وقال: «حين يحصل تبادل اطلاق نار في الظلام وتكون اجساد ممددة ارضا في كل مكان والدماء تغطي المكان، فلا تسعون في الواقع للتحقق من الجرحى والقتلى، بل تبحثون فقط عن شخص مدجج بالسلاح».

وقال قادة امنيون ان المسلحين اظهروا قدرا عاليا من التصميم والحزم وقد وصفهم بعض الشهود بانهم «كاي فتيان» يرتدون سراويل وقمصان قطنية ويحملون حقائب على ظهورهم. وأضاف القائد العسكري: «انهم اشخاص لا يترددون في التحرك. فهم يطلقون النار على كل من يصادفونه كائنا من كان». من جهته، قال قائد القيادة الجنوبية في الجيش الهندي الجنرال س نوبل ثامبوراج، ان عناصره اضطروا الى التحلي باقصى حدود التروي والصبر حتى لم يعد هناك امامهم سوى مسلح واحد جريح في فندق تاج محل. وقال ان المسلح كان «يتنقل بين طوابق» المبنى باستمرار، مضيفا انه «اطفأ الاضواء وكان يختبئ احيانا» في احدى الغرف.

وأضاف: «سمعنا صوت امرأة ورجل، ما يحمل على الاعتقاد بان هذا الارهابي قد يكون لا يزال يحتجز رهينتين او اكثر. ومن المحتمل ايضا ان يكون هناك اكثر من ارهابي واحد». وقال ثامبوراج ان العديد من غرف الفندق كانت مقفلة من الداخل ورفض الاشخاص الذين كانوا في الداخل الاجابة حتى حين كان عناصره يعرفون عن انفسهم، وهذا ما جعل من المستحيل التحقق مما اذا كان هناك مسلحون في الغرف سواء مع رهائن او بدون رهائن، او مجرد نزلاء مذعورين. وتابع: «ان حياة الرهائن كانت ثمينة بنظرنا، امرنا وحداتنا بعدم التسرع وعدم الرضوخ لضغوط وسائل الاعلام او المواطنين في المراحل الاخيرة من العمليات». وقال الجنرال ر.ك. هودا مساعد ثامبوراج، ان فرق الامن استعانت بكلاب بوليسية للتحقق مما اذا كانت الجثث مفخخة قبل ازالتها واعلان المنطقة «مطهرة». وعلى الرغم من اجلاء معظم النزلاء والعاملين في الفندق، لم يستبعد ثامبوراج امكانية ان يكون هناك اشخاص ما زالوا عالقين فيه.