انتحاري يستهدف مسجدا «صدريا» ويقتل ويصيب نحو 30 مصليا جنوب بغداد

اعتقال 5 من عناصر القاعدة من عائلة واحدة خططوا لاغتيال شيخ عشيرة بديالى

رجل وصبي يسيران قرب مسجد شهد هجوما انتحاريا استهدف صلاة الجمعة في بلدة المسيب جنوب بغداد أمس (أ.ب)
TT

فجر انتحاري نفسه داخل مسجد شيعي جنوب العاصمة بغداد، أثناء تأدية صلاة الجمعة امس، مما اسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 17 اخرين. وفي ديالى اعتقلت قوات الشرطة خمسة مسلحين من تنظيم القاعدة، يشتبه في تورطهم في قتل احد شيوخ العشائر بالمحافظة.

وقال الجيش الاميركي، إن تقارير أولية أشارت الى أن المفجر الانتحاري قتل سبعة مصلين واصاب 30 اخرين بجروح. ووقع الهجوم بعد يوم من موافقة البرلمان على اتفاقية امنية مع واشنطن، تتيح للقوات الاميركية البقاء في العراق ثلاث سنوات أخرى، لكن تضعها تحت سيطرة حكومة بغداد بدءا من عام 2009. ويصلي في المسجد، الذي وقع فيه الهجوم الانتحاري على بعد 60 كيلومترا جنوب بغداد مصلون معظمهم من أتباع رجال الدين الشيعي المتشدد المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر. وعارض برلمانيون موالون للصدر الاتفاقية الامنية حتى اخر لحظة، وطالبوا بانسحاب فوري للقوات الاميركية التي غزت العراق عام 2003. وقال مصدر من الشرطة، طلب عدم نشر اسمه، ان الانفجار وقع قبل قليل من بدء شعائر صلاة الجمعة. وسارعت قوات الجيش والشرطة الى تطويق المسجد، بحسب وكالة رويترز.

واشار مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية الى ان متسولة كانت عند مدخل المسجد قتلت ايضا في الانفجار.

وتعرضت الحسينية، التي تتسع لاكثر من ثلاثمائة مصل، وهي اكبر مسجد شيعي في المسيب، الى اضرار مادية بالغة، وفقا للمصدر. واخلي ضحايا الهجوم الى مستشفى المسيب العام، فيما نقل ثلاثة منهم اصيبوا بجروح خطيرة الى مستشفى الحلة العام.

وتعرضت الحسينية ذاتها، في يوليو (تموز) 2005 الى هجوم انتحاري بشاحنة وقود مفخخة، اسفر عن مقتل 71 شخصا واصابة اكثر من 150 اخرين بجروح.

وتراجعت أعمال العنف في العراق الى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام، لكن تفجيرات السيارات الملغومة والهجمات الانتحارية التي يعتقد أنها من تدبير تنظيم القاعدة في العراق أو جماعات مرتبطة به ما زالت مستمرة.

ويقول مسؤولون من الامم المتحدة ان الهجمات تهدف الى اشعال القتال مرة أخرى بين الاقلية من السنة العرب، الذين كانوا في الماضي متحالفين مع تنظيم القاعدة، والاغلبية الشيعية التي تسيطر على السلطة حاليا في العراق.

وفي بلدة الضلوعية، قال مصدر في الشرطة إن ثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا بجروح مختلفة أثر انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم وسط الناحية التابعة لمحافظة صلاح الدين.

وأوضح الرائد علي حسن عبد الله أن «ثلاثة من أفراد الشرطة العراقية أصيبوا اليوم جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم أثناء عودتهم راجلين إلى منازلهم في حي الجبور وسط الضلوعية (90 كم شمال العاصمة بغداد)»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وفي ديالى، ذكر مصدر أمني في ديالى أن قوات الشرطة اعتقلت، الجمعة، خمسة مسلحين من تنظيم القاعدة يشتبه في تورطهم بقتل احد شيوخ العشائر بالمحافظة. وقال المصدر إن «قوات الشرطة نفذت فجر اليوم (أمس) عملية أمنية في حي التحرير (وسط مدينة بعقوبة) اعتقلت خلالها خمسة من مسلحي تنظيم القاعدة من عائلة واحدة».

وأضاف المصدر أن «المعتقلين متورطين بالتخطيط للعملية التي استهدفت شيخ عشيرة الكرخية، الذي كان يشغل رئاسة مجلس اسناد ناحية كنعان (21 كم شرق بعقوبة) حيث هيأوا الحزام الناسف الذي استخدمته الانتحارية التي استهدفت الشيخ وقتلته مع اثنين من افراد عائلته»، بحسب الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق). يذكر ان الشيخ ثائر الكرخي واثنين من افراد عائلته قتلوا، فيما اصيب اربعة اخرون بجروح اثر عملية انتحارية استهدفت منزله في مارس (اذار) الماضي. وتقع مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، على بعد 57 كم شمال شرق العاصمة بغداد.