ذوو معتقلي النظام العراقي السابق يستنكرون تسليم أقاربهم للحكومة العراقية

«العفو» تطالب بضمان أمنهم.. ونجل طارق عزيز لـ«الشرق الاوسط»: والدي سيكون أسير «حزب الدعوة»

TT

استنكر كل من نجل طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء في النظام السابق، ومحام عراقي يدافع عن صابر الدوري، الرئيس السابق للمخابرات العراقية، عملية تسليم اركان النظام السابق المعتقلين في سجن كوبر الاميركي قرب مطار بغداد الدولي الى الحكومة العراقية، تنفيذا للاتفاقية الامنية العراقية الاميركية.

وجاء ذلك في الوقت الذي طالبت فيه منظمة العفو الدولية امس بضمان امن السجناء العراقيين الذين يعتقلهم حاليا الجيش الاميركي والذين سيسلمون، بموجب الاتفاقية الى السلطات العراقية.

وجاء في بيان للمنظمة نشر امس «على الولايات المتحدة ان تتأكد من عدم تسليم السلطات العراقية أي شخص اذا كان هناك خطر جدي بتعرضه لأعمال تعذيب او لانتهاكات اخرى لحقوق الانسان».

من جهته، اكد زياد، النجل الاكبر لطارق عزيز، أن «منظمة الصليب الاحمر الدولية ابلغتنا، كما ان القوات الاميركية التي تعتقل والدي ابلغته (طارق عزيز) بأنه سيتم نقل المعتقلين في سجن كوبر الاميركي الى سجن الكاظمية، في جانب الرصافة من بغداد، الذي تديره السلطات العراقية»، مشيرا الى ان «عملية التسليم كان يجب ان تتم في 29 من شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، إلا ان حريقا شب في السجن وتعطل نظام التهوية أجلا عملية التسليم ونقلهم الى هذا السجن الذي يقع في منطقة شيعية معروفة من جهة، وهي في مدى مدفعية الهاون التي يستخدمها جيش المهدي، مما يعني ان أرواح المعتقلين رهينة أي قصف بالهاون».

وأبدى عزيز في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من عمان، امس، مخاوفه من ان يترك «والدي بلا عناية صحية لا سيما وانه يعاني من مشاكل صحية عديدة كما ان عمره يقارب الـ 73 إذا ما تم نقله الى السلطات العراقية، او ان يحكم بالاعدام»، مشيرا الى ان «حزب الدعوة الذي يقوده اليوم نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية كان قد حاول اغتيال والدي في الاول من ابريل (نيسان) عام 1980 في الجامعة المستنصرية ببغداد ولم ينجح والآن سيكون والدي رهينة بيد حكومة يقودها حزب الدعوة ذاته، وأنا أستغرب كيف يمكن للادعاء (الحكومة) ان تكون هي ذاتها الضحية كما تدعي والادعاء والقضاء والتنفيذ في آن واحد».

وأوضح عزيز قائلا «اليوم، وقبل قليل (امس) اتصل بنا والدي من معتقله في بوكا وأبدى قلقه لموضوع تسليمهم للحكومة العراقية، وشكا من ان القوات الاميركية لم تسلمهم المواد التي بعثناها له عن طريق الصليب الاحمر كونهم سينقلون الى سجن الكاظمية»، مشيرا الى «اننا كنا قد بعثنا اليه ومنذ 14 الشهر الماضي بيجامات وكنزات صوفية وأدوية وطعاما وسجاير طلبها منا لأنه يشعر بالبرد وان القوات الاميركية لا توفر لهم ما يحتاجونه».

وكشف عزيز أن «منظمة الصليب الاحمر أبلغتنا بأنهم أخبروا القوات الاميركية بأنهم (الصليب الاحمر) لن يزوروا المعتقلين اذا تم نقلهم الى سجن الكاظمية لأسباب امنية، إذ لا يستطيعون الحركة هناك، اما في كوبر فان الصليب الاحمر يزور المعتقل كونه قريبا من المطار وتتوفر في المنطقة حماية أمنية كافية»، منوها بقوله «لقد بعثنا برسائل الى منظمتي الصليب الاحمر الدولية وحقوق الانسان كي ينقذوا والدي الذي ليس عليه اية تهم وهو من كان قد سلم نفسه والمعتقل منذ 66 شهرا من دون ان يحاكم او تثبت عليه اية تهمة ونطالب بإطلاق سراحه».

وعبر زياد طارق عزيز عن تشاؤمه مما سيحدث لوالده مستقبلا، وقال «لقد ضحى الاميركان بالمعتقلين ومنهم والدي والذين هم أسرى حرب لديهم وسيمنحونهم للحكومة العراقية كهدية لها مقابل توقيعها على الاتفاقية العراقية الاميركية»، محملا «الحكومة الاميركية بدرجة خاصة والعراقية مسؤولية ما قد يحدث لوالدي»، ومناشدا الرئيس العراقي جلال طالباني «للتدخل السريع لإطلاق سراح والدي لا سيما وانه (الرئيس طالباني) كان قد درس القانون ويعرف ان والدي بريء».

من جهته، أبدى المحامي بديع عارف عزت قلقه الشديد على حياة 15 من أركان النظام السابق بينهم صابر الدوري، الرئيس الاسبق للمخابرات العراقية، وهم معتقلون في سجن كوبر الاميركي «إذا ما تم تسليمهم للحكومة العراقية» التي وصفها بأنها «محبة للانتقام من أركان النظام السابق».

وقال عزت لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من عمان «أنا أحمل القوات الأميركية المسؤولية الكاملة للحفاظ على حياة المعتقلين الذين هم أسرى حرب لديها، وأناشد المنظمات الدولية والرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما للتدخل من أجل إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين». وطالب عزت بجواز سفره المحفوظ لدى الحكومة العراقية، وقال «كيف لي أن أسافر الى العراق للدفاع عن المعتقلين وليس لي جواز سفر».