مصادر مصرية: المعلم تعمد تسريب مداخلته للإعلام لذلك رددنا وانتهى الأمر

مصدر سوري: لسنا الوسيط بين الفلسطينيين.. والأخذ والرد لا يعتبر خلافا مع القاهرة

TT

بينما أكد مصدر سوري لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود خلاف مع مصر حول الموضوع الفلسطيني، اعتبر مصدر في وزارة الخارجية المصرية الهجوم الحاد الذي شنته صحيفة «الجمهورية» أمس «على دمشق متهمة إياها بالدوران في فلك إيران، والعمل على زعزعة الأوضاع في غزة ولبنان، والسعي لكسب رضا أميركا». لا يعبر عن وجهة النظر الرسمية للدولة المصرية تجاه سورية. وقال المصدر المصري، الذي طلب عدم تعريفه في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «القاهرة حين تريد التعبير عن مواقفها فإنها تعلن ذلك من خلال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء أو وزارة الخارجية، وما يكتب في الصحف هو حرية تعبير لها لا تتدخل فيها الحكومة». وأوضحت مصادر مصرية مطلعة «أن مصر ليس لديها أي نية للتصعيد ضد سورية، وترى أن ما حدث لا يتجاوز مسألة الرد على الموقف السوري، الذي أثار غضب القاهرة، عندما قال وزير خارجية سورية وليد المعلم، إنه على الوسيط بين الفرقاء الفلسطينيين أن يقف على مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية». ولمحت المصادر المصرية إلى ما وصفته بـ«تعمّد الوزير المعلم تسريب مداخلته في جلسة اجتماع وزراء الخارجية المغلقة، مطبوعة إلى وسائل الإعلام، في حين أن القاهرة التزمت بالتعبير عن مواقفها داخل الجلسة المغلقة.. لذلك قام وزير الخارجية (المصري) أحمد أبو الغيط بالرد على ما ذكره المعلم عبر الإعلام.. بهذا يكون الأمر متساويا.. رد أمام رد، وانتهى الأمر عند هذا الحد».

وقد تردد في القاهرة أن دمشق استدعت سفيرها بالقاهرة يوسف الأحمد للاستفسار عما حدث، وقد عزز هذا الإجراء عدم رد السفير الأحمد على الهاتف حتى وقت متأخر من مساء أمس، لكن أحد موظفي السفارة السورية نفى في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» أن يكون الأحمد قد غادر إلى بلاده، موضحاً أنه في إجازته الأسبوعية العادية، وسيستأنف عمله بداية من يوم غد الأحد. وفي وقت لاحق، قال مصدر سوري مطلع بالقاهرة «إن السفير الاحمد في مصر لكنه خارج القاهرة»، معتبرا أن «كلام (وزير الخارجية وليد المعلم) أمر عادي في إطار التعبير بحرية عن موقف دمشق».

ووضعت صحيفة «الجمهورية» في صدر صفحتها الأولى أمس إشارة بعنوان «أكاذيب سورية وتضليل المعلم»، لمقال رئيس تحريرها محمد علي إبراهيم نشرته في صفحتها الثالثة، وجاء فيه أن وليد المعلم فاجأ اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء الماضي بقوله، إن مصر عليها أن تقف على مسافة واحدة من فتح وحماس.. وكأن مصر لا تساوي بينهما وتميل إلى فتح على حساب حماس»، واصفا اتهام المعلم لمصر بأنه اتهام ظالم «يصدر عن رجل يعيش في جب سحيق ولا يدرك أن العالم كله يعرف أنهم هم الذين يمالئون حماس على حساب فتح.. إنها حيلة معروفة يلجأ إليها السياسيون من أصحاب الذكاء المحدود». وتضمن ما نشر في «الجمهورية» عن أن «دمشق تأوي 13 فصيلا فلسطينيا تشكل منهم قوة ضغط علي القرارين الفلسطيني في رام الله والسياسي في لبنان»، متهما دمشق «بالوقوف وراء عمليات مخيم نهر البارد، وتحريك الفتنة في طرابلس لبنان، وتفجيرات رام الله في الضفة الغربية»، و«أنتم وإيران تقفان وراء حماس وتزعمون أنكم تؤيدون القضية الفلسطينية».

وفي دمشق قال مصدر سوري لـ«الشرق الأوسط» ردا على ما يقال عن وجود خلاف بين سورية ومصر على خلفية مطالبة سورية لمصر بأن تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية ورد مصر باتهام سورية بأنها تساند حركة حماس، لا يوجد خلاف بهذا الشأن مع مصر، وأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في اجتماع وزراء الخارجية العرب أنه على «الوسيط» أن يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وكان رد مصر أن سورية هي التي لا تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، علما بأن سورية لا تقوم بدور الوسيط في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، كما أنها أيدت مساندة اجتماع وزراء الخارجية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مع أن هذا لا يرضي حماس. وتابع المصدر مؤكدا «أن سورية تقف على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين»، وما قيل عن وجود خلافات ظهرت خلال اجتماع وزراء الخارجية تساءل المصدر: هل النقاش والأخذ والرد يعتبر خلافا؟ طالبا النظر إلى النتائج فالجميع موافق على رفع الحصار عن غزة والجميع موافق على ضرورة الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وأردف المصدر، لكن هناك من يريد افتعال اشكالية، في حين لا توجد أي اشكالية، واستبعد المصدر ما أشيع عن استدعاء السفير السوري في مصر، وقال: لماذا الاستدعاء فوزير الخارجية كان في القاهرة وعاد مساء يوم الخميس ولا يوجد هناك أي خلاف.